رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 1 مايو 2024 1:02 م توقيت القاهرة

عندما كنا أطفال صغار بقلم مصطفى سبتة

حلت حبيبةٌ مُنذُ الخامسة ربيعٌ
نَشدُ الراحتين نلعبُ طفلين صغارٌ
نرعى الخراف نلعب حول القرية
تُلاعبُنا العيون زهور بين الأزهار
يفرقنا الليل وإذا ابتعدت يغيبُ عني
عطرُها وبحضورها تحظر العطور
تخجل العطور من عطرها وإذا
بعطرها يزبد العطور عطراً وعنبر
وفي يومٍ لم أنساه كانت تتحدث
مع الأطفال ضربتها بعصا النير
من الغيرة عليها ولم أنسا ذاك اليوم
وحتى الآن نادمٌ على ذاك اليوم النكير
ولم أنسا ذاك اليوم الذي قيل لي أذهب
إلى المدرسة الابتدائية العِلمُ نور
ذهبتُ فوجدتها بالمدرسة فرحتُ
جلستُ بجانبها وإذ بالمُعلم يأمُر
منع جلوسي بجانبها فجلست بمقعد
أمامها وتوجهت نحوها وإني لغيور
صرخ المُعلم بي ومنعني من رؤاها
حتى منع عني الالتفاف نحوها والنظر
حتى ضربني بعصاه وحبسني في القاعة
وقال لأبي أبنك قليل الأدب واني لمُعذور
وقام أبي بضربي وقلتُ لهُ ألا يمنعني
أحداً منها وأبلغ ذاك المُعلم المغرور
وفي يومٍ مشئوم ذهبت إلى دارها
وجدتها تشد الرحيل للبصرة المسير
فاضت عيوني دمعٌ والقلب غُمامةً
بتُ وحيداً حائراً في دُنيا الأقدار
ذهبتُ إلى المشهدالحسيني
يتيمُ لها بُفرقها ذُقت الحصر
تعذبت كثيرا حتى رحلتُ من
كربلاء إلى البصرة أعملُ بالحجر
وتعلمتُ في كلية الفنون وهي
هوايتي النحت منذ الصغر
عدتُ إلى مصر طُلبتُ إلى
الجيش خدمة العلم هذا جبر
كُنت أنزل إجازاتي كنت اريد أذهبُ
إلى بيتها بالبصرة بكُل حذر
أتغزل شعرها المجدول كالخواتم
وجيدها وجمال عيونها الخُضر
سألت أبيها عن الزواج فقال الفُقر
عَيبٌ والمال يرفع من قيم البشر
ذهبتُ إلى أُمي وقلتُ لها أمي
أرجو أن تطلُبي لي حبيبة وقمر
وقالت من هي قلتُ أبنت أختكِ
فقالت النجوم أقرب لك منها بالنظر
ذَهبَت وخطبت لي عدة مرات وأنا
أشرح للبنات قصتي منهم من يعتذر
حتى طلبت لي فتاة من خارج العائلة
ولم تأبه لحُبي وقالت لا يعنيها الأمر
حتى خطبت لي تلك الفتاة وخجلاً
ذهبتُ معهم إلى الخطوبة ودفعت المهر
في اليوم التالي ذهبت إلى مطار المدينة
قاصد العراق لأشتكي للحبيبة القهر
وجدتها بالبصرة مع أبوها فرحتُ
هممت إليها أصافحها اعتذرت جكر
نظرت إلى يدي وفيها خاتم الخطوبة
ولم أكن أنتبهُ ربما كنت أجهل الأمر
وكان ذاك اليوم أخر يومٍ أراها فيه
ظننت بأنها لا تُريدني أُصبتُ بالذُعر
ومنذ ذاك اليوم وأنا أُغازلها بالخيال
وأسأل عنها الحجارة والشمس والقمر

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.