-كتب.. محمود لطفي شاكر
--------------------------------
يعتبر الريف رمزاً للسكون والحياة الهادئة الجميلة التي تتعمق فيها مظاهر الطبيعة الخلابة والخضروات الطازجة
فا الريف يعني امتداد الأشجار والمزروعات التي لم تشوهها مظاهر التطور الحديثة التي قضت على مظاهر الطبيعة الجميلة، لذلك تمثل أصل الجمال والخضرة والمياه ففيها تتجلى كل مظاهر الحياة البدائية التي كان يعيش عليها أجدادنا من زراعات مختلف من أصناف الخضراوات والفواكه، وتربية للمواشي بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى تربية الطيور للاستفادة من بيضها ولحومها فقد كان الإنسان الريفي يعتمد على نفسه في كل شيء، وكان يأكل من الطبيعة بشكلٍ مباشر ولهذا كانت الحياة أجمل وأكثر بساطة.
من أجمل الأشياء التي تعتبر ميزةً في الريف أن فيه الكثير من البساطة فالحياة في الريف خالية من أي تعقيد، بل إنها تبدأ مع صياح الديك في الصباح الباكر لينطلق الفلاح إلى عمله في المزارع والمراعي دون أي يفكر في أي همٍ أو غم لأنه يمضي موقناً برزق. الله .تعالى ومعتمداً عليه فقط فهو لا يعمل أجيراً في مصنع أو شركة كي يدقق عليه الآخرون وإنما يعمل في أرضه ويرعى مواشيه ويحافظ عليها بنفسه وهذا يعطي الإنسان الريفي ثقة أكبر بنفسه لأنه يعرف تماماً أنه شخص منتج و يعتمد أهل المدينة على ما ينتجه من خضراوات وفواكه وألبان وأجبان وغير ذلك.
من أروع الأشياء التي تدعونا لحب هذا المكان أن الناس فيه بسطاء متقاربون من بعضهم البعض، ففيه تزدهر السهرات في الصيف ويجتمع جميع الأهل والجيران معاً يلهون ويتسامرون باحاديثهم المختلفة، وفيه أيضاً يفرح الناس لفرح بعضهم معاً فهم يتشاركون في كل مظاهر الحياة على عكس حياة المدينة التي تتسم بطابعٍ غريب لا يلتفت فيه الجار إلى جاره بل إن الاستقلالية في المدينة تكون بصورة أكبر على عكس الريف الذي تعتبر فيه العائله مترابطة التي لم يتخلى عنها المجتمع الريفي إلى اليوم.
الرائع في الوقت الحاضر أن الريف احتفظ بجماله وهدوئه لكنه أدخل التطور إليه فأصبح اليوم متطوراً جداً يعتمد فيه الريفيون على استخدام جميع وسائل الحديثة مع احتفاظهم بجذورهم وحبهم للطبيعة وعلى الرغم من بعض التجاوزات التي يرافقها التعدي على أشجار الريف واراضيها إلا أنها تزل محتفظة بجزء من نكهه الجميلة التي فيها رائحة خبز البلدي والبيض والفاكهة الطازجة والخضراوات الطازجة والاراضي الخضراء التي تنتشر في كل مكان فيه.
إضافة تعليق جديد