رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 5:26 ص توقيت القاهرة

عيد صالح... افتح ياسمسم.قصة :القلم

كان ياما كان قلم رصاص جميل وممحاه صغيرة يجلسون معاً داخل مقلمة صغيرة ودار بينهما حديث ممتع ورائع، حيث قالت الممحاة للقلم : كيف حالك يا صديقي، اجاب عليها القلم بعصبية وضيق : لست صديقك ولا تناديني بذلك، تعجبت الممحاة كثيراً لرد القلم الجاف وسألته في دهشة : ولكن لماذا تقول ذلك ؟ قال القلم : لأنني أكرهك كثيراً، حزنت الممحاة كثيراً لقول لقلم وردت عليه : ولكن لماذا تكرهني كل هذا الكره وانا لم اؤذيك من قبل !

قال القلم الرصاص : لانك تمحين باستمرار ما أكتب، ردت الممحاة ببساطة : ولكنني لا أمحو سوي الاخطاء فقط، انزعج القلم كثيراً بسبب دفاع الممحاه عن نفسها وقال لها في عصبية أشد من ذي قبل : وما شأنك انت ؟ دعيني وأخطائي دعيني افعل ما يحلو لي، فاجابته الممحاة الطيبة في لطف : انا ممحاه وهذا واجبي وعملي، فقال القلم : ولكن هذا ليس عملاً وليس له أى اهمية، ردت عليه الممحاة في ثقة : عملي نافع ومفيد ولا يمكن لأحد الاستغناء عنه، مثل عملك تماماً، ازداد انزعاج القلم وعصبيته وقال في غرور : انت مخطئة ومغرورة وتكابرين للدفاع عن نفسك، عملي أفضل بكثير من عملك وعملك لا قيمة له، قالت الممحاة في حزن : لماذا ؟ أجاب القلم : لأن من يكتب أفضل ممن يمحو .

عادت الثقة من جديد للممحاة وقالت في اصرار : إزالة الأخطاء تعادل في قيمتها وأهميتها كتابة الصواب، فكر القلم مع نفسه للحظة ثم رد في خجل بعد أن أدرك مدي خطأه : صدقت يا عزيزتي، فرحت الممحاه كثيراً وسألته : هل مازلت تكرهني ؟ أجابها القلم بندم شديد : لن أكره من يمحو أخطائي بعد اليوم، قالت الممحاه الطيبة : وأنا لن أمحو إلا الخطاً ولن أمحو الصواب أبداً، رد القلم قائلاً : ولكنني ألاحظ أنك تصغرين يوماً بعد يوم .

أجابت الممحاة : لأنني أضحي بأجزاء من جسدي كل يوم كلما محوت الأخطاء، فرد القلم بحزن : وأنا أشعر أنني أقصر بكثير مما كنت في البداية، قالت الممحاة وهي تحاول أن تواسي القلم المسكين : لا تستطيع إفادة الآخرين إلا إذا قدمت تضحيات من أجلهم .

رد القلم في سعادة : ما اعظمك يا صديقتي الطيبة، وما اجمل كلامك، فرحت الممحاة وعاشا الصديقين معاً في المقلمة لا يفترقان ولا يختلفان ابداً بعد اليوم .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.