رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 3:07 ص توقيت القاهرة

غضي من الطرف حبيبتي بقلم مصطفى سبتة

في البيت قلب له ، كم بات مبتهلا
و واعظ عنه في صدر الجوى يغر
ارتد من صادر جنبيك ، فاجتمعت
أذية الصحب .. لا تبقي و لا تذر
و للورى صحبة ، في العهد ، ساكنة
ما لم يقم في معاني نسله الوطر
و للسما نظرة ، في الصحب شاخصة
رقيبة اللحظ ، ما قد أغفل القدر
صرنا مشيبا ، أحبا و قد كان هنا
و هدمك لصرح حب ليس يغتفر
أمي .. لقد صادر الأسماء عندهم
والصحب في الصحب لايبقي ولا يذر
و دثرتني .. دثار الوجد قافلة
و الوجد نعسان ما في نبضه بشر
فما السبيل الذي أخفيت خائفة
بل السبيل إلى الأحباب مفتقر
عودي إلى الصف ، إن البين يقتلنا
عند التواري ، و فينا العيب و الضرر
غضي من الطرف ، إن الحب ينقذنا
حين يعود .. و في أخباره السرر
لم تبق في جوف هذا القلب باقية
يشوفها الصحب ، إلا هذه السعر
ظلم و نهب ، و كل الناس ساكتة
عن ذل ، حتى يمحى عندها الأثر
أيا قصائديي اللاتي أعج بها
عادت حروفي فقولي كيف أنحسر
أعوذ بالله أقواما بلا خلق
بالوهم قد ظفروا بالزيف ماشعروا
إلي عب القوافي في محاسنها
و لا سبيل لهم كي ينطق الحجر
لأنشدن بأسمائي .. بلا خجل
أنا لسان ، و شعر ، ليس يقتدر
لأقذفن بأوجاعي .. إلى كثب
أنا خلجان ، و بحر ليس يبتحر
وقفت عشرين عاما كي شعرا أرى
سمجا هزيلا ، أتى أصحابه يعر
و بعد عشرين عاما لا شيئا لأرى
لك اندحارا ، و لا عيبا فيستتر
أبعد عشرين عاما لا صحبا لأرى
به انتفاعا ، و لا حبا فينتشر
لولا أخي يراضيكم لاستمال لنا
جمعا من الحب فيه الخير والثمر
إذ ما أبي يقاضيكم فاستعاد لنا
حلفا من الحرف فيه الجن والبشر
خذنا لدارك ، أدنى قصدنا قرب
من الدعاة ، و أقصى بذلنا عمر
نمتم عهدا ، و لم تفتر عزائمنا
و عندنا هب من أجدادنا الأثر
نقول شعرا ، و لم تهدأ قصادئنا
فشعرنا كبركان أصداؤه الشرر
لا يكمل الجاهل المخبول خلقته
فكيف يملأ عين الظالم البشر
من يعرف الشاعر الميمون هبته
فعنده تصدم لوعة الساهر السحر
طفت إلى السطح بلوى فينا راعية
و هراء ، يرسم حمقى عندها الفقر
مهازل .. ما تمنينا السماع بها
إن الكلام حقيق ليس يستعر
يعيث شعرا ، ما في جوفه غرر
عند القصيد ، و لا في رأسه فكر
ويل الجوى ، و قريض القوم مهزلة
و موكب .. بقناع الحب يمتكر
تب الحجى .. وسماء الله موصدة
و أنجم بسحاب الضيم تستتر
قد ارتمى في بقاع الذل مندفعا
مثل الرياح التي تأتي فلا تذر
تشبع الحرف أحقادا ، فلا كتب
من الصحاب أتت نذرا ، و لا عبر
تراجع الحب أعواما بلا سبب
و مات فينا بذنب ليس يغتفر
فالحب أمسكه وغد و زانية
فليس يجدي به أصل و لا زبر
و الشعب .. يسكره وعد بآتية
ما لم يصح في أقاصي نومه النفر
أبي .. أنا في نهج قويم بلا عوج
لقد رآني جد .. فيه أبتصر
جدي .. أنا من حرف أصيل بلا تلف
و قد أتاني شعرا .. فيه أنفجر
معلم عندنا ، قد شدت عزائمه
إلى النهى و هو ميت بيننا حضر
مقلبا صدقنا ، قد أنت مراقده
تعجبا ، و هو حق عندنا عبر
أحفاده الآن ... أسماء مزورة
يضيع بالوقت ، من أسماؤه حجر
و مخبر في صفي القلب ينبئه
كأنه .. لهبوب الصحب منتظر
ما قال يهرق دمعا كان محتبسا
فلم أزل أغرف الدمع الذي همروا
رأيت خداعه منه ، ذهلت لهم
النسل في الأصل لا يبقي و لا يذر
عودوا ، و إلا رأيتم أحرفي أسدا
إذا توثب .. في إقدامها الخطر
أغلي .. و قد راكم الأحفاد بينهم
كي لا يعود ، و في أيمانه الخبر
و الشؤم أن تسكنوا في دار لعنته
تبا لمن قام يلهو حين ننفطر
هذي المدامع لا تنفك من مقل
تكاد تهرق من جريانها البحر
هذي المهازل لا تنهد من أبق
عصية السمع ، ما قد أهمل البشر
إذ حياته صارت منه سارقة
نداء صحب، فيحيا الكبر و الكبر
هب صفاته نطت منه هاربة
حيال أصل ، ليمحى القبل والدبر

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.