فقلت لحبيبتي بقلم مصطفى سبتة

فقلت لحبيبتي
بقلم مصطفى سبتة
فقد هيجتني يا رفاق المنازل
لئن كان عهدي بالديار وإن خوت
قديما لقد جدت عليها النوازل
لقد غيرتها هائجات لوافح
وقد بدلتها مرسلات هواطل
وقلت لها يا دار أين ترحلوا
وساءلتها يا دار فيما أسائل
وما ثم إلا الصمت في جنباتها
وقلت لها يا دار صمتك قاتل
ولو أنها أصغت لقالت وأخبرت
تحاول رأب القلب فيما تحاول
فليس لدهر قد تصرم رجعة
وما من وراء الشجو والدمع طائل
وكل فتى مهما تطاول عيشه
إلى حفرة في مهمه القفر آيل
وأين سراة القوم أين كرامهم
لقد جندلتهم في القفار ا لجنادل
ألا كل مولود وإن عاش حقبة
ستصفر يوما من يديه الأنامل
إذا كنت ذا نهي فسل أين أهلها
وأين ثوت فيها القرون الأوائل
هو الموت يجتث النفوس وما لها
إذا حشرجت يوما من الموت حائل
ستسقى بكأس قد تعكر لونها
شحوب ولن تجدي لديها الوسائل
حبائلها مستحكمات متينة
ويا بؤس من دارت عليه الحبائل
ألا رب ليل قصر المرء طوله
يفافله الإسراف فيما يغافل
وبات فاضحى هامة وسط رامة
تهال عليها اترب و جنادل
سراب هي الدنيا وليس لأهلها
بقاء وقد دلت عليه الدلائل
فلا تركنن يوما لدار مآلها
فناء و نعماها وإن طال زائل
وانت بها كالمستقل لرحله
ولا بد يوما أن تحط الرحائل
ويكفيك منها ما يقيك من الطوى
من القوت تمرات رطاب قلائل