.في رحاب السنه ..هذا رسول الله

كتب احمد عدوي...

حلقات تتابعها مع الأستاذ اسلام رمضان الشنوري امام ومدرس وخطيب بوزارة الأوقاف من شَمَّ عَرفًا لأخلاق النبي يقل لا المسك مسك ولا الكافور كافور

إن لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب، إن لم يكن الفرس مُسوَّمًا على علاقته فلا تركب، عودًا إلي نبعه الصافي وروضته، نجني ثمار المعالي من روابيه.

إنه رسول الله هو خاتم الرسل خير من وطئ برسالته الحصباء فكان إثمدًا يكتحل به السعداء.

وما أنا معشر الإخوة حين أتكلم عن خلقه صلى الله عليه وسلم إلا كمن يحاول جمع البحر في كأس وحصر الدنيا في صندوق وجمع المحيط في كف وهذا ما لا يكون.

هيهات أَوفِ القول في خير الورى من بعد ما صدعت بمدح النون

لكن أعيد القول فيه لعني من تابعيه الفائزين أكون

والله أرجو المن بالإخلاص فإنه السبيل للخلاص

إنه رسول الله، لا يري له فضلًا على أحد وله الفضل على كل أحد وهو خيرٌ من كل أحد، قد انكسر قلبه لله الواحد الأحد ، فخضع للحق وانقاد له، وقَبِلَهُ ممن قاله صغيرًا أو كبيرًا شريفًا أو وضيعًا حرًا أو عبدًا ذكرًا أو أنثى.

إنه رسول الله ، قد جعل كبير السلمين بمنزلة أبيه وصغيرهم بمنزلة ابنه ونظيره في السن بمنزلة أخيه فوقر الكبير ورحم الصغير وأعطي كل ذي حق حقه

إنه رسول الله، كان يأتي ضعفاء المسلمين يزورهم ، يعود مرضاهم ، يشهد جنائزهم ، يتعهد حاضرهم ، ويسأل عن غاب منهم.

وكذا كان مع أصحابه يشفع لهم، يقضي حوائجهم ، يتخولهم بالموعظة ، يعفو عن مسيئهم ، يقضي ديونهم. يفرج كروبهم، يعلم جاهلهم، يطعم جائعهم، يكسو عاريهم، يسلم على صبيانهم، يمسح على رؤوسهم ، يداعبهم ، يجلسهم في حجره ، يُحَنِّكُهم، يدعو لهم، يدخل السرور عليهم ، لا يَحسِبُ جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه ، ما حَدَّثه أحدٌ إلا مال عليه بأذنه إليه، يُكرم من يدخل عليه، ربما بسط له ثوبه وآثره بوسادته يُجيب الدعوة ويَقبل الهدية ويُثيب عليها ، وإذا ردها أبدي سبب ردها تطيبًا لخاطر من أهداها، اختار أن يكون عبدًا رسولا عن أن يكون ملكًا نبيًا ، تراه بين أصحابه دون أن يتميز عليهم حتى إن الداخل عليه لا يعرفه ولا يميزه من بين أصحابه ، سجد في الماء والطين حتى رأوا أثر الطين في جبهته وباع واشترى وحمل متاعه دون خدم ولا حشم ولم يفقد هيبته

إنه رسول الله

وكتبه/ إسلام رمضان الشنوري

إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف