رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 9:22 ص توقيت القاهرة

** في رحاب سورة فاطر **

_ رغم أني لست من المتخصصين أو المتفقهين في الدين لكن سورة فاطر استوقفتني خلال قراءتها ولفتت إنتباهي مما دعاني للبحث والغوص في آياتها وكلماتها ونتاج الرحلة معها كانت نهايته جملة واحدة هي : سبحان ربي العظيم ، فتعالوا معي أنقل لكم بعض ماتوصلت اليه من معلومات ضئيلة العدد عظيمة القيمة والأثر.
أولاً : سورة فاطر سورة مكية نزلت بعد سورة الفرقان عدد آياتها خمس وأربعون آيه وسبب نزولها هو ترسيخ العقيدة الإيمانية والتوحيد لله عز وجل والبعد عن الرذائل والفواحش والتحلى بالخلق القويم مع هدم دعائم الكفر بالأدلة والبراهين .
ثانياً : لفظ فاطراسم من أسماء الله الحسنى وأُخْتير تحديداً للدلالة على مدى الإبداع والكمال في خلق الكون والملائكة ويلاحظ أنه لم توجد في القرآن سورة خالق وإنما وجدت سورة فاطر لأن الفطر هو الإيجاد من العدم و الفطرة هي الأولية التي ليس لها أصل أو جذور بل هي الأصل لكل شئ وفاطر تعني الخالق الأول الأوحد أما كلمة خالق فهي مشتقة من الخلق وهو التحويل والتغير في الشكل او الهيئة أوتغير مادة لأخرى وهو مالا ينطبق على الذات الإلهية المنزهه عن كل نقيصة ويتضح ذلك في آيات القرآن الكريم ويظهر الفرق بين اللفظين في قوله تعالى " الحمد لله فاطر السماوات والأرض " " فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " كلاهما تعني البدأ الذي لا بدأ قبله " خلق الإنسان من صلصال كالفخار " أي تحول من الطين إلى الشكل الآدمي " خلق الإنسان من علق " أى كان مجرد مادة هلامية شبه سائلة ثم تجول إلى جسد كامل ، وقول عيسى عليه السلام " وأخلق لكم من الطين كهيئة الطير " أى أن عيسى عليه السلام وبأمر الله وعونه كان يشكل الطين على هيئه الطير ويطلقه فيحيا بأمر الله الفرق في المعنى واضح وضوح الشمس الخلق تغير والفطر أوليه بلا خلق أو تغير
ثالثاً : يقول تعالى في الآيه 26من السورة " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جددبيض وحمرمختلف الوانها وغرابيب سود " تحتوي هذه الآيه القصيرة على معجزة ربانية بكل المقاييس خارج حدود العقل البشري فالجبال التى تحدثت عنها الآيه لا توجد إلا في غرب الصين فقط بأشكال وألوان غاية في الروعة من حيث التداخل والإختلاط كما هو مذكور بالضبط في الآيه .
رابعاً : كلمة [ جدد] إختلف في معناها بن عباس والفراء ،الاول قال تعني الطرق او الطرائق بين الجبال والثاني قال تعني القواطع أو الفواصل السوداء بين ألوانها حيث أن " الجُدَّة " تعني الخط الأسود في ظهر الحمار وكلاهما يتفق في الشكل العام لها
خامسا : كلمة [ غرابيب ] مفردها [غربيب] وتعني الشديد السواد وهي إعجاز بلاغي من نوع آخر فالقرآن الكريم لا يكرر الكلمات بل يأتي باللفظ وما يؤكده ومن الجدير بالذكر أن د. عبدالله عمر نصيف أستاذ علم الجيولوجيا أكد أن لفظ غرابيب هي الترجمة الحرفية العربية للتراكيب البازلتية السوداء التي تكون هذه الجبال
وتكون على شكل وسادة كما أكدت كل الأبحاث على أن الماء لعب دورا هاما في وجود هذه الجبال بهذا الشكل وتدرج الألوان فيها ويؤكد ذلك قوله تعالى " صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد "
كانت تلك بعض من جولاتي المتواضعة في رحاب سورة فاطر جعلني الله وإياكم من أهل القرآن
مايسة إمام

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.