رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 8 مايو 2025 2:58 م توقيت القاهرة

كان أشدهم عليه قريش وأعداهم له اليهود

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المتمم لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أما بعد لقد كان رهبان النصارى يخبرون من يسألهم عن الدين الحق بزمان ومكان نبي آخر الزمان فقد رحل زيد بن عمرو الباحث عن الحقيقة من مكة إلى الشام يطلب دين نبي الله إبراهيم عليه السلام ويسأل الرهبان والأحبار حتى بلغ الموصل، ثم أقبل فجال الشام كله حتى انتهى إلى راهب بميفعة من أرض البلقاء قرية بالشام، كان ينتهي إليه علم أهل النصرانية في بلاده، فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم ؟ فقال إنك لتطلب دينا ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم، ولكن قد أظل زمان نبي يخرج من بلادك التي خرجت منها.

يبعث بدين إبراهيم الحنيفية، فالحق بها فإنه مبعوث الآن هذا زمانه وقد كان رفض اليهودية والنصرانية فخرج سريعا حين قال له ذلك الراهب ما قال يريد مكة حتى إذا توسط بلاد لخم هجموا عليه فقتلوه، وإن من مواقف ملوك وزعماء اليهود والنصاري من دعوة رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم هو إسلام النجاشي رضي الله عنه ملك الحبشة، وإقرار هرقل بالنبوة لكنه لم يسلم، ومثله ما كان من المقوقس ملك مصر وكان نصرانيا فقد أرسل النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم إليه بكتاب يدعوه فيه إلى الإسلام وكان رسوله إليه حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، فقال حاطب قدمت على المقوقس وإسمه جريح بن مينا، بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى. 

فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، فإنتقم به ثم إنتقم منه، فاعتبر بغيرك ولا يعتبر بك، قال هات، قلت إن لك دينا لن تدعه إلا لما هو خير منه، وهو الإسلام الكافي بعد ما سواه، إن هذا النبي دعا الناس إلى الله تعالي فكان أشدهم عليه قريش وأعداهم له اليهود، وأقربهم منه النصارى ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، وكل من أدرك نبيا فهو من أمته، فالحق عليهم أن يطيعوه، فأنت ممن أدركت هذا النبي ولسنا ننهاك عن دين المسيح ولكنا نأمرك به، ثم ناوله كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأه قال خيرا قد نظرت في هذا، فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى عن مرغوب فيه ولم أجده بالساحر الضال. 

ولا الكاهن الكاذب ووجدت معه آلة النبوة، ثم جعل الكتاب في حق من عاج وختم عليه، ودفعه إلى خازنه، وكتب جوابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " فقد علمت أن نبيا قد بقي وقد أكرمت رسولك " وأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم جاريتين وبغلة تسمى الدلدل، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم هديته وإصطفى الجارية الواحدة وإسمها مارية القبطية لنفسه، فولدت منه إبراهيم وأعطى الأخرى لحسان بن ثابت، فولدت منه عبد الرحمن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ضن الخبيث بملكه ولا بقاء لملكه " وممن أسلم من نصارى العرب وكان من أشرافهم عامل الروم على من يليهم من العرب فروة بن عمرو الجذامي، لما رأى من آيات وعلامات دلت على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.

وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام وبعث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بإسلامه ولم ينقل أنه اجتمع به، وأهدى له بغلة بيضاء، فبلغ الروم إسلامه، فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه، ومن نصارى العرب الذين أسلموا هو الجارود بن عمرو وكان سيدا في قومه بني عبد آلاف ورئيسا فيهم وكان يسكن البحرين، وقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع من الهجرة وفرح النبي صلى الله عليه وسلم بمقدمه وقد كان صلبا في إسلامه، فقد ثبت على الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من قومه ولم يرتد مع من إرتدوا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.