رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 30 مايو 2024 4:33 ص توقيت القاهرة

لا أحلم لأنى أعلم أنه لن يتحقق

كتبت - فادية بكير 

اكم من أحاديث صحفية وتلفزيونية وعبر اثير الإذاعة كان مضمونها اولادنا و اخوتنا من ذوى الإعاقة او كما اصبحنا نطلق عليهم مؤخرا ذوى القدرات الخاصة أو أصحاب الهمم ( من باب تلطيف صفة الحال ) لفئة تحتاج لاكتر من تغير مسميات ، وهذا هو أساس المشكلة لمجتمع غالبا ما يبحث عن تجميل مظهر يخفى خلفه واقع وحقيقة تزعجه وتظهر وجه قبيح مؤلم لموضوع او وضع فئة معينة ، وفئة ذوى الاحتياجات الخاصة  تتوق إلى حلول لمشكلاتهم و معوقات فى حياتهم تسبب لهم احباط وتؤذى مشاعرهم ولن يؤلم فاقد البصر أن يطلق عليه كفيف او اعمى او ذوى البصيرة ولكن يؤلمه حقا أن يعامله المجتمع على انه مغيب الفكر والحضور وينسى او يتغافل عن قدراته ومهاراته التى تميزه ربما عن مبصرين كثيرين جدا ينطبق عليهم انهم ممن تعمى قلوبهم التى فى الصدور برغم قوة بصرهم ، وفئة الصم وضعاف السمع من الفئات التى يشعر أصحابها بان هناك فجوة بينهم وبين المجتمع الذى يعيشون فيه والذى لا يهتم بأهمية وضرورة التواصل معهم فحسب بل ينكر عليهم منحهم حتى حق التفاعل والتعامل الانسانى ويكاد يصرح بلسان الحال انهم يكفيهم العيش بيننا ولاحاجة لهم الا بالماكل والمشرب ويظل يمد الاصم بهذا الشعور ويغذيه بداخله حتى يصل كثير منهم الى حالة شباب دون طموح ولا أمل بالإضافة إلى مرارة الإحساس بالإعاقة وأنها السبب وراء تعرضه لهذا الصلف والتهجم من المجتمع . وفى لقاء مع المذيعة الرقيقة القديرة ا. هناء سعيد  التى أسعدتنا بتمثيل اهتمام كيان كبير له ثقله مثل الإذاعة المصرية بعمل حلقة فى برنامجها سهرة سعيدة والذى يذاع عبر اثير اذاعة القاهرة الكبرى خصصتها للحديث عن مواهب ابنائنا و اخوتنا من ذوى الاحتياجات الخاصة وكان الضيف الأساسى الفنان الشاب /احمد عاطف زمزم  من الصم والذى تحدثت عن موهبته فى عالم الفنون التشكيلية وحصوله على مراكز متقدمة فى عدة معارض لجهات رسمية منها معرض سعد زغلول وآخرها كان معرض على هامش افتتاح متحف دار المركبات الملكية ويحضر لمعرض آخر مع جهة رسمية جليلة قريبا وتتميز أعماله بالمهارة الحرفية والذوق والنهج الفنى البديع الذى شهد له به أساتذة اكادميين كبار فى اماكن عدة وكان هذا تصريح على لسان الأب ا./ عاطف  الذى بدا كلامه يمتزج بالم و معاناته وأسرة الفنان الشاب معه فى معظم وان لم يكن كل أمور حياته حتى ماكان يتوسم أن تتاح له كحق مكتسب للاسف كان يصطدم بتصرفات غير مسؤلة ولا يتوفر فيها أبسط قواعد الذوق والإنسانية من شخصيات تعمل فى اماكن معنية بتقديم خدمات لهم منها الرسمية ومنها مجتمع مدنى ( على حين يوجد آخرون غاية فى الانسانية) . وأكثر ماالمنا جدااا هو سؤال وجهته مترجمة الإشارة التى صاحبت اللقاء وهى ا. نهى احمد  الى الفنان الشاب عندما سالته بلغة الإشارة  " ماهى أحلامك وامنياتك ؟؟ " ليرد قائلا 《 لا احلم اطلاقا بشئ لانى اعلم انه لن يتحقق》 والحقيقة هذا الرد عكس فكر ومفهوم الشاب الصادم عن مجتمعه بأنه لا يهتم بهم ولن يصحو من غفوته ليرى مايتميز او يتمتع به ذى الإعاقة من مواهب وقدرات لدعمها وتشجيعها ويكون خلفه لتحقيقها ولما لا وهو 《 جزء أصيل من المجتمع له حقوق مثلما نطلب منه واجبات》 ولانسامح فى عدم مشاركته وتفعيله بأدائها . ونختم هذه الجزئية ونحن نشعر جميعا بعد جملته هذه بالمرارة التى تملاه قلبه بدلا من الامل والتفاؤل الذى يناسب شاب فى مقتبل العمر . وللحديث بقية . الإذاعة المصرية . نوفمبر ٢٠٢٠  ..

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.