رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 4:27 ص توقيت القاهرة

لن 

سعيد إبراهيم زعلوك

لن أسافر بعد الآن،
لأي مكان...
تعبت قدماي من عورة الطريق وطوله
كفاني تشتت في البلاد،  والوهاد
ضعت بين أقدام العباد 
بح صوتي من كثرة النداء
لا أحد يصغي لي 
كأني لا أنطق، 
كأنه لا يعرفني
ولا أحد يعيرني أي إهتمام

لن أغني بعد الآن
أوردتي الصوتية تمزقت 
وحنجرتي تشققت،
والكلمات ضاعت من الشفاه 
والناي فقد لوعته
كلما حاولت أن أعزف لحنا
 للحبيب قلبي لا يطاوعني 
ويقول لي:
هذا اللحن لم يعد يليق بك
الفرح لم يعد حليفك 
الموسيقى ليست للبائسين 
إخلع عنك رداء التعب 
وتعال من جديد 
نعزف الفرح الأغاني 
ونعزف الكثير من الأنغام

لن أحلم بعد الآن 
ضاعت مني كل الأحلام 
الآن الكوابيس المخيفة
كل ليّلة تزورني... 
حين أستلقي من تعبي على الأريكة الممزقة
تقول حانت نوبتنا يا صديقي!
أنا رفيقتك الآن لا تنفك عني، 
ولا تفر مني 
أنا أنيستك في الصحو 
وفي المنام.

يقول لي: الليّل  
تجرد من كل الأشياء 
وقل للهدوء يرحل
الآن جاء دور الحنين، والكثير من الذكريات المكتفية في جعبة الماضي...
ماذا على أن أفعل 
وكل سوء على،  يقبل 
كل التعاسة عبر الأرض تسكن قلبي
وهو لا يبالي 
ولا يتغيّر.

لن أكتب تاريخي ليقرأه أحد
لا أملك غير الوجع، 
والأسى القابع في قلبي، 
 والتعب الذي يدب في أعضاء جسدي
وجبالاً من الحزن التي تسكن روحي
وطيوراً من الهم لا تحلق إلا فوق تلال روحي 
ماذا عساه يقول قلبي،  لقلمي 
أنا التعيس بهذه الدنيا 
أنا الحزين بكل ما أوتيت فيها
تباً له من عمر،  وسحقا لها من أيام 

لن أقول أي كلام 
تعبت من كل شيء 
تعبت من العتاب، والملام
حتى حبيبة القلب فرت، هاربة مني 
رحلت دون إشارة 
دون سلام 

لا شيء حولي يسند وحدتي
طيور النورس فوق الموانئ ترقص فرحا
وفقط أشاهد..
 أفكر في المجهول المخيف 
وأبكي من قلب قلبي 
على حظي العاثر 
وروحي المتعبة 
ووحدتي القاتلة،
وفكري الذي أصبح جبال ركام.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.