رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 19 أبريل 2024 6:20 ص توقيت القاهرة

ماذا أعددت لها؟

بقلم / محمد عبد العظيم

 الحمد للَّه رب الأرض ورب السماء .. خلق آدم وعلمه الأسماء..و أسجـد له ملائكـتـه ... و أسـكـنـه الـجـنة دار البـقاء وحذره من الشيطان ألد الأعداء ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء فاهبطه إلى دار الإبتلاء
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء. خلق السموات و الأرض فى ستـة أيـام وكان عرشـه عـلى المـاء 
وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء و إمـام المـجـاهـديـن والأتـقيـاء ..
و الشهيـد يـوم القيـامـة عـلى الشـهـداء المعصوم صلى الله عليه وسلم  فما أخطأ قـط و ما أساء
 روى البخارى من حديث انس رضى الله عنه " أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة يا رسول الله قال ما أعددت لها قال ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله قال أنت مع من أحببت"
 قال أنس: فما فرحنا بشيء فزحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت مع من أحببت"
 و قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.
 انظر الى السؤال والجواب فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم ويسمع ويجيب وإذا بالسائل يدخل عليه يسأل النبى أمام الناس : يا رسول الله متى الساعة ، سؤال وجه إليه صلى الله عليه وسلم سؤال غير مطلوب لأن الساعة فى الحقيقة فى علم الله ، ولكن انظر إلى أدب النبى صلى الله عليه وسلم وعلم النبى لم ينهر السائل ولم يقل له سؤالك لا مكان له وإنما أجاب النبى إجابة تعلم الدعاة إلى يوم القيامة كيف تجيب على من يريد أن يتعلم حتى ولو سأل سؤالاً ليس له إجابة عندك حيث يقول الله تعالى" إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" 
 فقال الشُراح" أجابه بما يناسب حاله؛ لأنه لو أجابه بما أجاب به جبريل عليه السلام لخشي عليه من الفتنة وربما الشك في أمر الساعة، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يثبت عند الأعرابي قيامها.. وذلك بالاستعداد لها".
أليس في هذا تقليل من شأن الفرائض من صلاة وصيام وزكاة؟
 - يكون تقليلا لو عُنيت الفرائض.. ولكن روايات الحديث الأخرى تذكر «كثير نافلة صلاة ولا صوم ولا صدقة».. فالمقصود أنه كان لم يكن يكثر من النوافل.. وإنما لا شك أنه يأتي بالفرائض كاملة
ويجب أن أبين أن «حب الله ورسوله ».. ليس مجرد ألفاظ وكلمات  بل إخلاص واتباع فإن الله لا يحب المرائين ولا المبتدعين قالى تعالى "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم "
 فالمحبة إتباع فعن الحسن في قوله : " إن كنتم تحبون الله الآية ، قال : إن أقواما كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزعمون أنهم يحبون الله ، فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل ، فقال : " إن كنتم تحبون الله " الآية ، كان اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - تصديقا لقولهم . 
من فقه الحديث وما يستنبط منه:
1- الرجوع إلى العلماء وسؤالهم عن أمور الدين.
2- رفق العالم بالسائل وتوجيه عنايته إلى ما يعود عليه بالفوائد العظيمة.
3- كمال نصح الرسول صلى الله عليه وسلم وشفقته على أمته وإرشادهم إلى ما فيه فوزهم وسعادتهم.
4- أن من حسن إسلام المرء اشتغاله بما يعنيه وتركه ما لا يعنيه.
5- أن الاستعداد للدار الآخرة والعمل لما بعد الموت هو الشيء المهم الذي يجب أن تصرف إليه الهمم.
6- احتقار الإنسان لعمله وعدم اغتراره به وتيقنه أنه دائما محل التقصير.
7- عظم شأن محبة الله ورسوله، وفي الحديث الصحيح: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
8- حسن تصرف السائل وتسديده في الإجابة لما أعيد عليه السؤال.
9- توجيه عناية المسلم إلى محبة الحق وأهله ليحظى بالسعادة، لأن المرء مع من أحب.
10- عظم قدر الصحابة رضوان الله عليهم وحرصهم على الخير وبعدهم عن الشر وذلك في شدة فرحهم رضوان الله عليهم بقوله صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت.
11- أن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للواحد خطاب للجميع ما لم يدل دليل على التخصيص.
12- فضل أبى بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما، ومن أجل ذلك أورد البخاري هذا الحديث في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
13- تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لأبى بكر وعمر رضي الله عنهما ومحبتهم لهما ومعرفتهم قدرهما رضي الله عن الجميع.
14-  في قول أنس رضي الله عنه: وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، دلالة على توسل الإنسان إلى الله بعمله الصالح، وقد دل على ذلك أيضاً حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار.

أسأل الله تعالى ان يعلمنا ما جهلنا ويجعلنا ممن يدلون عباده عليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.