رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 6 يونيو 2025 4:38 ص توقيت القاهرة

ماذا قدمت للعرض على الله يوم الحساب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى والصلاة على النبي المصطفى ومن بآثاره إقتفى وبعهد الله وفى، وسلام على عباده الذين إصطفى، وبعد لقد إمتن الله عز وجل علي عبادة بمواسم الطاعات والخيرات، فالمرء ينبغي أن يجمع لنفسه فيها أعمالا صالحة وأن يقدم خيرا ينفعه بعد موته سواء في قبره أم عند لقاء ربه، فلا يدري الإنسان متى ينقطع عمله، فقيل كل امرئ مصبح في أهله، والموت أدنى من شراك نعله، وكم من إنسان كان يؤمل لنفسه أن يعيش حياة طويلة، ثم قطع عليه الموت لذته وقصر عليه أمله، وقد أخبر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم أن موت الفجأة يكثر في آخر الزمان، فإذا رأيت الموت يخطف العباد يمينا وشمالا ففكر في نفسك وقل ماذا قدمت لحياتي الآخرة التي أنا مقبل عليها؟ وماذا قدمت للعرض على الله يوم الحساب؟ ماذا قدمت لأول ليلة أقضيها في قبري؟ 

وكيف سيكون حالي؟ واعلموا أن الله عز وجل خلقنا وخلق لنا كل ما في الكون لنعبده وحده، حيث قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " وهذه وظيفتي في الحياة ولا بد للعبد من ملاقاة الله تعالي، وخلق لنا الليل والنهار وجعلهما مطيتين للأعمال، فقال تعالى " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " فيا أخي الكريم ليلك أو نهارك فيما تقضيه؟ هل في العبادة؟ وهل في الطاعة؟ وهل في قراءة القرآن؟ وهل في الصلاة؟ وهل في الأمر بمعروف؟ أو الدعوة إلى الله تعالي، وحضور مجالس العلم والذكر؟ أو في مشاهدة القنوات ومتابعة الأفلام والمسلسلات؟ وفي مجالس الغيبة والإختلاط؟ والسهرات والأفراح والحفلات التي لا ترضي رب الأرض والسماوات، فكل يوم يمضي يقرب الإنسان من أجله، حيث قال الإمام الحسن البصري رحمه الله. 

"إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك" فهذه الأيام التي تقطعها لن تعود إلى يوم القيامة، فكل يوم ينادي المنادي يا ابن آدم، أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد فاغتمني، فإني لن أعود إلى يوم القيامة، فالأيام هي خزائن الأعمال، وستجدها عند الله عز وجل حيث قال تعالى " يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرا محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد " فحاسب نفسك قبل فوات الأوان أيها الأخ الكريم، فهذا هو الخليفة الراشد الاول الصحابي الجليل أبو بكر رضي الله عنه الذي إيمانه يعدل إيمان الأمة، سيدعى من أبواب الجنة كلها، يمسك لسانه ويقول "هذا الذي أوردني المهالك" وهذا هو الأحنف بن قيس الذي كان يضرب به المثل في الحلم وحسن الخلق، كان يقرب يده من المصباح، فإذا استشعر حرارته. 

قال لنفسه "يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا" فحاسب نفسك أخي الكريم فهل أديت الفرائض على الوجه المطلوب، خالصة لله أم شابها شوائب الرياء والسمعة؟ وهل كاملة أم فيها نقص وتقصير؟ وهل إنتهيت عن كل النواهي؟ وهل أنا متيقظ دائما أم عندي غفلة؟ وهل أحافظ على تلاوة القرآن والأذكار والسنن والرواتب كل يوم وليلة؟ وهل حفظت جوارحي من لساني وعيني ويدي وأذني وهل فعلت ما يرضي الله؟ فإن كانت الإجابة لا ترضي الله، فلا بد من تصحيح المسار، فاعمل واغتنم حياتك، فالوقت أنفس وأغلى شيء تملكه، ولو ضاع منك لن تعوضه، فالزمن ينقص بسرعة ويمر مرّ السحاب، فإستيقظ من نومك قبل أن تندم، فإن حياتك فرصة، لا تضيعها في معصية الله، فتندم يوم لا ينفع الندم، فإننا نشغل حياتنا قبل فوات الأوان، وقبل الموت، وقبل الرحيل عن الدنيا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.