رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 8:05 م توقيت القاهرة

متى تسقط النساء

بقلم :نجوى حجازي.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقاً ،وخياركم خياركم لنسائه" وفِي ذلك إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن حسن خلق الرجل مع أهل بيته يزيده خيريه، وجاء ذلك تأكيدًا لقول الله عز وجل "

وعاشروهن بالمعروف" وذلك بالمحافظة على كرامتها، وعدم إهانتها كذكر محاسن غيرها من النساء أو سبها، والتودد إليها وتقديم الهدايا لها، والتغافل حال تقصيرها، والعفو عنها، والمحافظه عليها من الشبهات ومواطن الفساد وعدم إجبارها على الخروج من بيتها،وتلبية احتياجاتها وكل ذلك يعد رعاية

للمرأه وذلك تأكيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"وقد جعل الإسلام مسئولية الحفاظ على المرأه سواء كانت ابنه أو زوجة أو أخت أو أم في عنق الرجل ليس إلا لضعف المرأه ، فالمرأة في البنية والعقل ورقة القلب أضعف من الرجل ولكن الله سبحانه

وتعالى قد جعل قوتها في مشاعرها ورقة قلبها فجعل من هذا القلب الرقيق قوة تحتوي الزوج والابن والتعب ومشاكل الحياة ، فمن أين تأتي بالزاد الذي يزيدها قوة وصلابة إن فقدت الداعم الأكبر لها وهو الزوج حينما ينظر إليها على أنها صلبة لا تنكسر ويتناسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم

عن النساء "رفقاً بالقوارير" فنرى رجال هذا العصر قد تهاونوا فهانت عليهم النساء وجعلوا الرابط الأساسي والداعم لحياتهم هو المال فمنهم من تأسى بالغرب في جعل الحياة مشاركة ومناصفه في الانفاق ومنهم من نصب نفسه

الرأسمالي الوحيد في الأسرة وبهذا على الزوجة أن تقبل كل ألوان المعاملة لأنه يعاني ويلات الكفاح من أجل الأسرة ومنهم من وجد زوجته تستطيع أن تعطي أكثر مما ينبغي فرمى أحمال الحياة عليها ويكفيه فخراً شرف الذهاب للعمل ،ومنهم من تزوج من أجل أن تكتمل صورة حياته بإمرأة تكتمل الصورة بوجودها وعلق تلك الصورة على

جدران الحياه ونسى أن تلك الصورة تحمل أنثى من لحم ودم ولا تحمل ملامح أنثى يسره النظر إليها فقط ،ومنهم من لم يفرّق بين طاعة أهله والرفق بزوجته فهي تزوجته ولم تتزوج أهله فلا تعارض بين بره بأهله وعطفه على زوجته ،وهكذا والأمثلة كُثُر نجد أن كل ما سبق كان أسباباً ودافعاً قوياً لأن تتحرر المرأة من ذلك القيد الذي يسمى الزواج لتعلن انطلاقها للحرية باسم الطلاق ليس طمعاً في

معظم الأحيان للزواج مرة أخرى وإنما اشتياقاً للإحساس بوجودها فقد فقدت الداعم والشريك في تلك الحياة ،فقدت شريان الحياة لقلبها عندما وجدت نفسها قد سقطت في بئر سحيقة من مسئوليات متعددة لدرجة أن إحدى المطلقات ذكرت في حديثها معي أنها من كثرة إلحاح زوجها عليها في الاعتماد على نفسها وعدم إلقاء ظلال ما تعانيه في يومها عليه من احتياجات وجدت نفسها مع مرور الأيام ليست في

حاجه إلا أن تتخلى عن تحمل مسئولية هذا الزوج لأنه أصبح بالتبعية حملاً زائداً عن حمولتها فاستغنت عنه بالطلاق ، ورغم ما أقوله إلا أنني لا أنكر نماذجاً شاذه من النساء اللاتي لا يتحملن مسئوليه ولا يتقن فن العيش والتعايش ،وأن هناك نماذج جيدة من الرجال ،ولكن عندما تصبح ظاهرة الانفصال هي الأبرز في المجتمع ، وأن المحاكم باتت ملأى بدعاوى

الطلاق والنفقة والرؤية ، وأن الرجل أصبح يرى أنه لابد من إذلال طليقته بالنفقه فهي قد تخلت عن خدمته فلا يحق لها تلك النفقه ولا مانع من حرمان الأطفال أيضاً في بعض الأحيان ،فهنا نجد أن عبء المسئوليه والاعتماد على النفس والتخلي عن الرجل أبرز دعائم سقوط المرأة في بئر الطلاق.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.