رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 28 أبريل 2024 10:37 ص توقيت القاهرة

محمد عبد العظيم يكتب : الرسول زوجا

بقلم : محمد عبد العظيم

الحمد لله رب العالمين لايسأم من كثرة السؤال والطلب سبحانه إذا سئل أعطى وأجاب  وإذا لم يسأل غضب يعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب  ولا يعطى الدين إلا لمن أحب ورغب.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وإليه المنقلب هو المالك  وهو الملك  يحكم ما يريد فلا تعقيب ولا عجب

وأشهد أن خاتم المرسلين هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب نطق بأفصح الكلام  وجاء بأعدل الأحكام وما قرأ ولا كتب.

 كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .

هكذا تثبت أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءها وحدثها عن شأن الملك الذى نزل به بغار حراء حيث قال لها معبرا عن خشيته "لقد خشيت على نفسى" .

إذا نظرنا وجدنا إمرأة تصف زوجها بعد خمسة عشر عاما من الزواج وهذا الوصف لم يأت من فراغ إنما من معايشة ومعاينة تثبته بما عرفت منه من صفات وخصال كريمة  تتحدث اليه كعالمة بسنن الله تعالى ونواميسه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاكم " صنائع المعروف تقى مصارع السؤ"

فقد كان صلى الله عليه وسلم خير زوج لأزواجه وحاشاه أن يأمر بخلق ويأتى غيره فها هو يقول " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى "

وتقول عائشة " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله"  رواه مسلم

وكان صلى الله عليه وسلم لا يأنف ان يكون فى خدمة اهله ويقوم ببعض أعمال البيت كما روى البخارى فى صحيحه "عن الأسود قال سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله قالتكان في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة" بل اكثر من ذلك انه صلى الله عليه وسلم كان يحن على ازواجه ويعطف عليهن كما روى البخارى من حديث انس رضى الله عنه "ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب" هذا محمد صلى الله عليه وسلم خير الناس يجلس على الأرض تحت البعير ويضع ركبته لتضع صفية زوجته قدمها عليها وتصعد على البعير".

وكان صلى الله عليه وسلم يحب ان يتزين ويتطيب لأزواجه فقد سئلت عائشة" بأي شيء كان يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل بيته ؟ قالت : بالسواك . رواه مسلم .

وعند البخارى أن عائشة قالت" كنت اطيب النبى صلى الله عليه وسلم بأطيب ما أجد حتى اجد وبيص الطيب فى رأسه ولحيته"

وقالت " كنت ارجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض " اى تمشط له شعره.

والتجمل للزوجة من اخلاق النبى صلى الله عليه التى يجب ان تتبع قال ابن عباس رضى الله عنه " إنة لأتزين لمرأتى كما تتزين لى لأن الله تعالى يقول ولهن الذى عليهن بالمعروف"

وأنظر هذا يحيى بن عبد الرحمن الحنظلى يقول " اتيت محمد بن الحنفية فخرج الى فى ملحفة حمراء ولحيته تقطر من الغالية (افضل انواع الطيب) يقول يحيى فقلت له ماهذا ؟قال إن هذه الملحفة القتها على أمرأتى ودهنتنى بالطيب وإنهن يشتهين منا ما نشتهيه منهن" اذا كما تريد ان تكون زوجتك فى احسن صورة من التجمل والتزين هة أيضا تحب ذلك منك وكان صلى الله عليه وسلم جميل الطلعة جميل المحيا دائم البشر يتلطف بهن ويمازحهن كما قالت عائشة رضى الله عنها "  سابقني رسول الله فسبقته فلبثت حتى إذا أرهقني اللحم (أي سمنت) سابقني فسبقني فقال : هذه بتلك يشير إلى المرة الأولى "

وتقول عائشة رضى الله عنها "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى قالت فقلت من أين تعرف ذلك فقال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت علي غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك "

ويجلس يستمع الى حديثهن وإن طال هذا رسول الله رغم كثرة مشاغله يجلس يستمع الى عائشة وهى تروى له حديث أم زرع رغم طوله ويعقب بعدها قائلا كنت لك كأبى زرع لأم زرع غير انى لا أطلقك.

ولا يستحى ان يظهر هذا الحب يقول عن خديجة رضى الله عنها "انى رزقت حبها"

كما روى البخارى عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا

ويوسيها ويصبر عليها

كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير , فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى, وتقول حملتني على بعير بطيء, فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها , ويسكتها,.."رواه النسائي

عن عمر بن الخطاب قال : صخبت علىّ امرأتي فراجعتني , فأنكرت ان تراجعني! قالت : ولم تنكر ان أراجعك؟ فوا لله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه, وان أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخارى

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة (إناء) فيها طعام، فَضَرَبَتِ التي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِى بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: غارت أمكم، ثم حبس الخادم حتى أُتِيَ بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسِرَت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرت) رواه البخاري.

بل من اكثر الأمور التى نفقدها فى بيوتنا هى ان يستشير الزوج زوجته ويأخذ برأيها . ثبت في الكتاب والسنة أن المرأة قد تشير بالحق والصواب وخصوصا الصالحات منهن ومن ذلك :

أولا :ابنة الرجل الصالح لما قالت لأبيها عن موسى:( ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )

ثانيا : أم سلمة لما أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بمشورتها

في صلح الحديبية :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ( قوموا فانحروا ثم احلقوا ) . قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يانبي الله أتحب ذلك اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيلحقك . فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل غما .

ثالثا :

عن عمران قال: كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم وإنا أسرينا حتى كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها فما أيقظنا إلا حر الشمس وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان - يسميهم أبو رجاء فنسي عرف - ثم عمر بن الخطاب الرابع وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس وكان رجلا جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم قال ( لا ضير أو لا يضير ارتحلوا ) . فارتحل فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل ممن صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم قال ( ما معنك يا فلان أن تصلي مع القوم ) . قال أصابتني جنابة ولا ماء قال ( عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) . ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه الناس من العطش فنزل فدعا فلانا - كان يسميه أبو رجاء نسيه عوف - ودعا عليا فقال ( اذهبا فابتغيا الماء ) . فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها أين الماء ؟ قالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف قالا لها انطلقي إذا قالت إلى أين ؟ قالا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الذي يقال له الصابىء ؟ قالا هو الذي تعنين فانطلقي فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثاه الحديث قال فاستنزلوها عن بعيرها ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء ففرغ من أفواه المزادتين أو سطيحتين وأوكأ أفواهما وأطلق العزالي ونودي في الناس اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من شاء و كان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء قال ( اذهب فأفرغه عليك ) . وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها وأيم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اجمعوا لها ) . فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوها في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها قال لها ( تعليمن ما رزئنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذي أسقانا ) . فأتت أهلها وقد احتسبت عنهم قالوا ما حبسك يا فلانة ؟ قالت العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابىء ففعل كذا وكذا فوالله إنه لأسحر الناس ممن بين هذه وهذه - وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض - أو إنه لرسول الله حقا . فكان المسلممون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه فقالت يوما لقومها ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في الإسلام ؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام .رواه البخاري ومسلم

ومن اهم السنن التى لا نعمل بها التغافل

يقول الحسن البصرى رحمه الله " ما زال التغافل من فعل الكرام"

ويقول الامام احمد رحمه الله تعالى " تسعة اعشار حسن الخلق فى التغافل"

انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى "  وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض "  قال الحسن ما أستقصى كريم قط قال تعالى عرف بعضه وأعرض عن بعض

وكما قال الأعمش " التعافل يطفئ شرا كثيرا "

أسأل الله تعالى ان يؤلف بين قلوبنا ويملئ بيوتنا بركة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.