رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 20 يونيو 2025 3:56 ص توقيت القاهرة

نهاية مأساوية في الغربة

بقلم د/سماح عزازي 

العثور على جثمان المصرية إيمان حسن 
مدفونة داخل غابة ألمانية بعد سبعة أشهر من الاختفاء
في واقعة مأساوية هزّت قلوب الجالية المصرية والعربية في ألمانيا، أعلنت السلطات الألمانية العثور على جثمان السيدة المصرية إيمان محمد حسن، البالغة من العمر 34 عامًا، بعد اختفائها في ظروف غامضة استمرت لأكثر من سبعة أشهر. وقد عُثر على الجثمان مدفونًا تحت الأشجار في إحدى الغابات القريبة من مدينة تان، الواقعة جنوب ولاية بافاريا.

تفاصيل المأساة
بدأت فصول هذه القصة المفجعة في الحادي عشر من نوفمبر 2024، حين خرجت إيمان من منزلها ولم تعد. ومنذ تلك اللحظة، دخلت الأسرة في دوامة من القلق والترقّب والبحث، أعقبها فتح بلاغات رسمية، ومناشدات متكرّرة من ذويها، فضلًا عن جهود حثيثة من الجالية المصرية، لكن دون جدوى تُذكر.

وعلى مدار الشهور التالية، لم تتمكن السلطات من الوصول إلى أي خيوط ملموسة، حتى جاءت اللحظة الحاسمة مؤخرًا، حين لمح أحد المارة خوذة ودراجة طفل مهملة على جانب طريق يمر عبر غابة كثيفة الأشجار، ليقوم فورًا بإبلاغ الشرطة.

العثور على الجثمان
توجّهت السلطات الألمانية إلى الموقع، واستعانت بكلاب التتبع والطائرات المسيّرة لتفتيش المكان بدقّة، حتى تم العثور على جثمان إيمان مدفونًا بعناية تحت التراب وبين الأشجار، في مشهد مأساوي أثار صدمة عارمة لدى سكان المنطقة وكل من تابع القضية.

اعتراف صادم من الزوج
لكن الصدمة لم تقف عند حدود العثور على الجثمان فحسب، بل زادها فداحة ما أعلنته السلطات لاحقًا، حيث أقرّ زوج الضحية – خلال التحقيقات – بتورّطه في ارتكاب الجريمة، مشيرًا إلى أن شقيقه شاركه في التنفيذ. وعلى الرغم من هذا الاعتراف الصريح، لم يتم بعد احتجاز سوى الزوج فقط، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد الملابسات الكاملة، والأسباب والدوافع التي تقف خلف هذه الجريمة البشعة.

مصير الأطفال وحماية الدولة لهم
وفي تطور إنساني ملفت، سارعت السلطات الألمانية المختصة إلى التدخّل لحماية أطفال إيمان، والذين يحملون الجنسية الألمانية، حيث تم نقلهم إلى الرعاية الرسمية وفقًا للقانون الألماني المعمول به في مثل هذه الحالات، والذي يحول دون ترحيلهم أو إخراجهم من البلاد قسرًا، حفاظًا على استقرارهم النفسي والاجتماعي.

ردود الفعل وتضامن الجالية
الخبر نزل كالصاعقة على الجالية المصرية في ألمانيا، التي لم تتوقف عن تقديم الدعم والمناشدة منذ اليوم الأول لاختفاء إيمان. وسرعان ما عمّ الحزن أوساط المصريين في الداخل والخارج، مصحوبًا بموجة من الغضب الشعبي والمطالبات المتصاعدة بمحاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة النكراء، وكشف كل تفاصيلها أمام الرأي العام، لضمان العدالة والقصاص لروح بريئة أُزهقت بدم بارد.

نداء إلى السلطات المصرية
من جانبها، ناشدت عدة كيانات من أبناء الجالية السفارة المصرية في برلين ووزارة الخارجية بسرعة التحرك والتنسيق مع الجهات المعنية في ألمانيا لمتابعة التحقيقات، وضمان محاسبة المتورطين، وحماية حقوق الضحية وأطفالها، والحفاظ على كرامة المواطن المصري في الخارج.

كلمة لا بد منها
إن ما حدث مع إيمان حسن ليس مجرد حادث فردي، بل جرح مفتوح في الضمير الإنساني، وناقوس خطر يستدعي وقفة تأمل جادة في واقع العنف الأسري، ومصير النساء المهاجرات، والتحديات التي يواجهنها في بيئات قد تكون في ظاهرها آمنة، لكنها قد تخفي الكثير من الألم خلف الأبواب المغلقة.

رحم الله إيمان حسن، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. ولتبقَ العدالة هي النور الذي نتمسّك به في وجه الظلم، حتى لا تضيع الحقوق، ولا يُطوى ملف أي ضحية في صمت.

نرجو من الجميع الدعاء للراحلة بالرحمة والمغفرة، ومواصلة التضامن مع أسرتها في محنتهم، فالكلمة والموقف أحيانًا هما ما يُبقي الحق حيًّا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.