كتب لزهر دخان
منذ تغيرت عقلية الإعلام الجزائري الرسمي . والحكاية تحكى كلها وبأكملها كما كتبها الشارع الجزائري. الذي يبقى قد كتب أهم صفحات تاريخ وطنه على الرغم من أنه لم يكتب بصفة عامة، أي أنه لم يشترك في الحراك كله وبأكمله . لآن البوتفلقين موجدين في الجزائر وجميعنا قد لاحظنا أن السلطة الجزائرية ، لم ترد على حراك الشعب بأي حراك سلطوي . وكما أشرت حتى إعلامها سار في المسيرة . وأصبح يخاطب الجزائرين والعالم وكأنه فعلا قد إنتهز الفرصة وتحرك فتحرر.
بالمناسبة في هذه الجمعة سننقل ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية (وأج) ونعيد نشر بعض أجزائه .ليعلم من لا يعلم الطريقة والكيفية التي تظاهر بها الحراك عندما بلغ سن ال 26 مرحلة . وكي لا يغضب أحد أقول سن ال26 أسبوع . وقد قالت الوكالة (خرج مواطنون من مختلف الولايات في مسيرات سلمية للجمعة ال 26 للتأكيد عموما على نفس المطالب السياسية أهمها "التغيير الجذري للنظام " و "احترام الارادة الشعبية" حسبما لاحظه مراسلو واج عبر الوطن.)
بالتفصيل الذي أفادني ولم يشعرني بالملل . كتبت (وأج ) بقلمها المُبلل بعرق صحفييها ومراسليها الذين شاركوا في الحراك وغطوه بالمرة . غطوه التغطيتين ، الإعلامية والأخوية . أي كانوا كما سمعتموهم خاوة خاوة . وقد كتبت الوكالة حول ما أبهرها من فصول هذه الجمعة من ناحية الحراك القسنطيني فقالت (ففي قسنطينة، خرج متظاهرون بأعداد متزايدة عن الجمعات الأخيرة، عبر شوارع وسط المدينة على غرار محمد بلوزداد وعبان رمضان وساحة الشهداء مطالبين باحترام إدارة و سيادة الشعب، كما جاء في هتافات جموع المتظاهرين الذين كان أغلبهم يحمل الراية الوطنية.) ولآن الغاية راية ووطنية . ظهرت كل أشكال الحمية في عملية تنفيذ ما سماه الجزائريون حراك . هذه الحمية كانت للوقوف في وجه أفكار من سعوا إلى دمج الحراك بالثورة . وهذا ما لم يحدث وبدون أن نتسائل كثيراً . نحن نعرف لماذا إستمر الحراك حراكاً .
وهذا لآنهم كما هتف العديد منهم بشعارات ( "ماراناش حابسبين" . "حابسين" عند الجزائرين تعني متخلفين . ورغم أنهم ليسوا متخلفين . أوقعهم الشيطان في فخه ، ورفضوا مجددا حلول سلطوية .( عندما عبر البعض منهم عن رفضه ل "لجنة الحوار" معتبرا إياها "غير شرعية".).
وإستمر الوسط الجزائري بأهم ولاياته مشاركاً في التحرك ضد النظام ، بأسلوب أعجب النظام نفسه. ووصفته الوكالة فيما يلي :( ونفس المطالب رددها متظاهرون بجيجل و تبسة و قالمة أين جاب المعنيون أهم شوارع مدينتهم و عبروا عن تصميمهم على مواصلة مسيراتهم إلى غاية تلبية مطالبهم.)
بالتأكيدً لا يحلو لآي شعب التظاهر إلا في كبريات الساحات وكبار الشوارع وأشجع المدن . ولهذا لا يعتبر إعتماد الحراك الجزائري على أبهى ما في الجزائر، إلا من أجل الإحتماء بتقاليد أعرق المتحركين والمناضلين والمتحررين . وعندما تشهد (وأج) على ما قد حدث في 16 أغسطس أوت 2019م في غرب الجزائر. نقرأ لها أملين أن ينصر الله غرب الجزائر وشرقها على كل النزوات . وقد قالت الوكالة حول مسيرات الغرب( سجلت مسيرة لمئات المواطنين بوهران عبر شارع "العربي بن مهيدي" الرئيسي وشوارع أخرى قبل التجمع أمام مقر الولاية أين جددوا النداء بمطلب التغيير من أجل "جزائر حرة وديمقراطية")
إن نوبل للسلام ليست كثيرة عن الجزائر للسلام . ولذا طالب جمع من المتظاهرين "حل بعض الأحزاب السياسية" و دعوا إلى "منح الحراك جائزة نوبل للسلام" بالنظر إلى طابعه السلمي.
مثلا كان التظاهر في مستغانم حاملا لنفس المطالب التي نادى بها الجزائريون غير الراضين على مواصلة قيادة مؤسسات الدولة بنفس العقلية ونفس البشرية. وقد شارك في مسيرات مستغانم الأخيرة مجموعات من المصطافين الذين جاؤوا من باقي أنحاء الوطن . وكذلك تواجدت الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج .
إضافة تعليق جديد