لابد أن يهجر كل منا ذاته ونفسه التي بين جنبيه بكل ما تحمله من معاصي أو ذنوب أو أنانية أو إيذاء للغير أو رشوة أو تعدي على طريق أو مساعدة على الفساد أو كسب المال الغير الحلال أو أكل مال اليتيم أو سباب هذا أو ذاك أو تظاهر بالحب وبالقلب لا يحمل إلا الكره والحقد أو التباهي والتفاخر بصفات مكتسبة ومدفوعة للحصول على تأييد أو شكر وعرفان أو عمل الخير وهو لا يعلمه حتى يقال فلان من أهل الخير أو التعالى سواء بالكلام أو بالمنصب أو بالمال أو بالجاه على خلق الله أو التظاهر بالإيمان والتواضع وهو لا يحمل منه شيئا وقلبه يملئه الكبر والعنجهية أو التمسح والتقرب إلى أصحاب الفخامة والسمو حتى يحصل على خدمات ليست من حقه بل هي من حق الآخرين أو يتباهى بعلمه وهو جاهل به أو يتظاهر بالإخلاص وهو ليس فيه أو يجمل الحديث وهو ألد الخصام أو يتاجر بقوت البشر ويغالى بالأسعار ويحتكر السلع أو من يطفف الميزان والمكيال أو يدير المؤسسة لصالحه وليس للصالح العام حتى يربح منها دون مراعاته للوطن أو العاملين أو يعمل بمؤسسات لها علاقة مباشرة مع الجمهور ويصعب عليهم الأمور ويلجأ إلى المحسوبية والوسطة ولا يراعي المواطنين العاديين بل يصعب عليهم الخدمات وترهيبهم
لابد أن يهجر كل منا هذه الصفات المنبوذة والغير نافعة وأن يطهر ذاته ونفسه ويقوم على غسلها بالماء والبرد والثلج حتى يكون نبراسا لمن حوله وقدوة لمن يريد أن يمتثل به وبأفعاله وأعماله وأن يلقى الله بقلب سليم وتكون هجرته إلى ربه خالصة له وحده من دون الناس حتى يستقيم القلب وبالتالي تستقيم الحواس ويكون ممن يحملون رسالة من رسائل الإيمان والعمل الصالح .
والهجرة إلى هذه الصفات والعودة إلى الهجرة لله سوف يستقيم الوطن بالحب والإيثار وتتغير صفات البشر وتتحسن أحوالهم وسلوكياتهم وإخلاصهم ونياتهم وأعمالهم الحميدة والجليلة في كل بيت ثم كل شارع وحارة وقرية ومدينة وفي كل نواحي المعمورة والعمل والهجرة فقط إلى العمل على تقدم هذا الوطن والإخلاص له والتفاني من أجله بالروح والنفس والجسد والحفاظ عليه بكل قوة وصلابة طالما كانت هجرتك إلى الله فقط ثم تمكث بعد ذالك هجرتك إلى الوطن بالقلب والنية الصادقة للحفاظ عليه وعليه فقط لابد أن يكون الله في عونك حتى تستقيم نفسك وبالتالي يستقيم وطنك .
إضافة تعليق جديد