
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وحجة الله على الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد يا من تنتهك محارم الله في الخلوات، أين أنت من قوله تعالى " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " ألا تستحي من ربك وخالقك وهو أقرب إليك من حبل الوريد، ألا تعلم أن يوم القيامة قريب، وسيظهر فيه ما كان مستورا من فضائحك وأعمالك الخبيثة.
ألن تعلم أن الله تعالي يقول " وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا يستهزئون " ألا تعلم أن الله يراك وهو مطلع عليك على أي حال كنت عليها حيث قال تعالى " إن الله لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء " فاتقي الله وتوقف عن معصية ربك، ولا يغرك شبابك وصحتك وكن طبيب نفسك وداوي قلبك بعبادة ربك وذكره وشكره وتلاوة كتابه، ولا تبع جنة عرضها السموات والأرض بشهوة ساعة، وعليك بالبعد عن الفتن، والفرار منها فرارك من الأسد، فإن السلامة لا يعدلها شيء والسعيد من وعظ بغيره، ثم أسأل ربك التوفيق والإعانة على سلوك سبيل التقوى والإستقامة، فاعلموا يرحمكم الله أنه إفتن الشباب اليوم بالإنترنت وولعوا به ولعا شديدا فأصبح معظم حديثهم عنه وعن إرتياد مواقعه، والإبحار في جنباته، والجلوس في صحبته الساعات الطوال دون كلل أو ملل.
وهذا يدعونا للتأمل في محاسنه ومفاسده حتى نكون على بصيرة من أمرنا، واعلموا أن من أضرار الإنترنت هو إضاعة الأوقات، والتعرف على صحبة السوء وزعزعة العقائد والتشكيك فيها، ونشر الكفر والإلحاد، والوقوع في شراك التنصير، وتدمير الأخلاق ونشر الرذائل، والتقليد الأعمى للنصارى والافتتان ببلادهم، وإهمال الصلاة وضعف الاهتمام بها، والتعرف على أساليب الإرهاب والتخريب، والغرق في أوحال الدعارة والفساد، وإشاعة الخمول والكسل، والإصابة بالإمراض النفسية، وإضاعة مستوى التعليم، والتجسس على الأسرار الشخصية، وإنهيار الحياة الزوجية، واعلموا يرحمكم الله كما أن للإنترت أضرار فإن له فوائد حيث أن من الإنصاف أن نبين ولو بذكر بعض الصور ما قام به أهل الهمم العالية من إستغلال للإنترنت في أمور نافعة.
بل جعلوا هذه الشبكة خادمة للإسلام، وداحضة للباطل وأهله، وهذه جملة من فوائد الإنترنت التي هي في الحقيقة كثيرة لا تحصى ومنها الدعوة إلى الإسلام وبيان محاسنه، والرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام ودحضها، ومحاربة البدع والتصدي لدعاتها، ونشر العلم النافع والأخلاق الحسنة، ومعرفة العلوم الكونية والأخذ بأسباب التقدم والرقي، والإستفادة منه في الأبحاث العلمية، والتعرف على أحدث التقارير والدراسات والإحصاءات في مختلف المجالات، وسهولة الإتصال بالعلماء لأخذ الفتوى عنهم والإستنارة بآرائهم، والإعلان عن محاضرات العلماء ومتابعتها عبر الإنترنت، وأيضا التعرف على أحوال المسلمين في العالم ومتابعة أخبارهم، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق جديد