رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 24 أبريل 2024 10:23 م توقيت القاهرة

هيباتيا شخصية نسائية مصرية وقربان التنوير

كتب _ اشرف المهندس

وتعالوا نتعرف على قصة احدِ النساء فى عالم التنوير والحرب على المرأة فى العصور الوسطى
عربة يجرها حصانان، فى إحدى ليالى "الصوم الكبير" فى شهر مارس من عام 415 ميلاديا، تجلس بداخلها فاتنة الوجه، راجحة العقل، فجأة تقف العربة فى منتصف الطريق القريب من صحراء :وادى النطرون" تمتد أياد فى الظلام لتمسك بالمرأة، تطرحها أرضا وبمنتهى القسوة تجرها جرا إلى صحن "كنيسة قيصرون" يتمادى الرهبان فى عنفهم، يجردون "هيباتيا" من ملابسها تماما، يتقدم أحدهم لذبحها، ثم ينهال الباقون على تقطيع جسدها قطعة بعد الأخرى، تجمع القطع المتناثرة ويتم إحراقها بالكامل، والتهمة تمسكها بوثنيتها، والخروج على مفاهيم الكنيسة بابتكار نظريات علمية تضلل البشر، وممارسة الفلسفة التى اعتبرت "سحرا" فى ذلك الوقت.
ويتهم الأسقف "سيرل" بالتحريض ضد هيباتيا، التى تعتبر أول شهيدة علم فى التاريخ، لأنه كان يدعو لبقاء النساء فى منازلهن لعدم أحقيتهن فى العمل، وحظر حتى التفكير عليهن أو الاستماع لآرائهن، وهو أول من أطلق لقب "ساحرة" على الفيلسوفة التى كان يتوافد عليها طلبة العلم من كل صوب وحدب.
كانت هيباتيا ابنة أستاذ الرياضيات الشهير بجامعة الإسكندرية "ثيون" وكانت أول عالمة فى الفلك والرياضيات، عاشت فى فترة القرن الرابع الميلادى، ودرست فى جامعة الإسكندرية على نفقة الدولة فى فترة الحكم الرومانى، وكان ذلك استثناء لعبقريتها، بدأت التدريس فى الجامعة وهى فى سن الـ25.
خاضت هيباتيا فى مجالات العلم التى كانت حكرا على الرجال فى ذلك الوقت، الذى حرمت المرأة فيه من العديد من حقوقها واعتبرت "فتنة"، وكان لها وضعها بين طلبة العلم لما امتازت به من ذكاء وعبقرية، وتعتبر "أما" للعلوم الطبيعية الحديثة.
تميزت هيباتيا فى شرح الفلسلفة، فى مجالس العلم التى اكتظت بطالبى العلم الذين تعرفوا على رموز الفلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو من خلالها، وكانت هذه المجالس بمثابة حلقات للتفكير والأسئلة والتطرق إلى كل ما ليس "مألوفا"، وانتمت إلى المدرسة الأفلاطونية الجديدة .
لم يكن قتل هيباتيا، من قبيل المصادفة فقد شهدت فترة القرن الرابع الميلادى فى مدينة الإسكندرية العديد من الممارسات العنيفة، كان من بينها اقتحام عناصر للجماعات المتطرفة لمكتبة الإسكندرية التى كانت صرحا من صروح العلم، والاعتداء على المعابد الإغريقية والرومانية

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.