رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 1 ديسمبر 2025 7:39 م توقيت القاهرة

وسيلة للخير مشرعة الأبواب ومهيئة الأسباب

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله العلي الأعلى، الذي خلق فسوّى، والذي قدّر فهدى، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته، أما بعد فاتقوا الله يا عباد الله، واعلموا أن التقوى خير زاد للقاء الله، ولقد أمرنا الله عز وجل بالتقوى ومن فضل التقوى وثمرتها هو تيسير الأمور حيث أن من يتقي الله يجعل له من أمره يسرا، والنجاة من الشدائد حيث يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، والنجاة من النار، حيث ينجي الله الذين اتقوه من النار، والسعادة في الدنيا والآخرة وهي طريق الفوز في الدارين، وقد ذكرت المصادر الكثير عن الشبكة العنكبوتية الإنترنت، وعن إدمان الشباب والفتيات وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة، واعلموا أن وسائل التواصل الإجتماعي. 

كما كانت وسيلة للخير مشرعة الأبواب، مهيئة الأسباب، تتهاوى أمامها المعوقات، وتذلل الصعاب فهي كذلك وسيلة لنشر الشر والإثم، والصد عن البر والخير، وكسب الأوزار العظيمة بكلمات معدودة وثوان قليلة، فينشر شرا أو يدعو إلى إثم، أو يفتري كذبا، أو يشيع فاحشة، وفي ثانية واحدة يطالعها عشرات أو مئات أو ألوف، فينشرها بعضهم أو أكثرهم فلا يمضي يوم أو بعض يوم إلا والملايين يحتفظون بها في أجهزتهم ويتناقلونها، وخصوصا مع تعدد وسائل النشر، وتنوع برامج التواصل الإجتماعي، حتى إن المادة الواحدة من الخير أو الشر لتصل الواحد عبر منافذ عدة، فإن فاته الإطلاع على بعضها لم تفته كلها، كما أن وسائل التواصل الإجتماعي كشفت ما في المجتمعات من خلل في التدين، وضعف في التربية، وإنحطاط في الأخلاق وأزالت الغفلة عن أمور تجب الغفلة عنها.

فأولاد المسلمين من بنين وبنات ما كانوا يعرفون كثيرا من الفواحش، ولا يعلمون عن كثير من الممارسات الأخلاقية المنحطة حتى تعلموها من هذه الوسائل، فالفضول قادهم لمعرفتها، وضعف الوازع جرأهم عليها، وحب التجربة جرهم إليها، فمنهم من غرق في الرذائل بسببها، وتأملوا الوصف القرآني للمؤمنات بالغفلة، حيث قال الله تعالى " إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم " أي غافلات عن الفواحش ومقدماتها، بل تستحي الغافلة من عرض الزواج عليها وهو حلال، ولذا كان إذن البكر في الزواج صماتها، مراعاة من الشارع الحكيم سبحانه لها لحيائها، فهذا الحياء وهذه الغفلة، قضت على كثير منها وسائل التواصل الإجتماعي، فصار الكلام الفاحش البذيء يتناقله كثير من الشباب والفتيات، بل ربما الأطفال. 

ناهيكم عن الصور الفاضحة والمقاطع الفاحشة، والتباهي بإنتهاك الحرمات والمجاهرة بالسوء، فيحكي بعضهم ما عمل البارحة من فواحش وقد بات يستره ربه سبحانه، فيصبح يكشف ستر الله تعالى عليه على الملأ من الناس، بل على ألوف وملايين، وهذا مجاهرة بالإثم، ولو كان كاذبا فيما قال، ولو تخفى خلف أسماء وهمية، فإنه لن يخرج من دائرة المجاهرين الذين لا يعافون، ومن يشيعون الفاحشة في الناس، والأخطر من ذلك أن هذه الوسائل فتحت عيون من فيهم ضعف على أنواع من الفواحش غليظة الحرمة كالنظر إلى المحارم والسحاق وعمل قوم لوط، وبناء علاقات محرمة في هذه المجالات بواسطة التواصل والمراسلة وتبادل الصور والمقاطع مما يحتم العناية البالغة بشحن الأولاد كل فترة بجرعات إيمانية وأخلاقية تحصنهم ضد هذا البلاء المستطير. 

وتخويفهم من عذاب الله تعالى، وبيان عاقبة التساهل في ذلك، وإيضاح آثاره الدينية والأخلاقية والاجتماعية والصحية، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، وأسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.