رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 29 مايو 2024 12:22 ص توقيت القاهرة

• أغنوتيتاس •

 

 

بقلم : نورهان عبد الرحمن فؤاد

 

"إهداء لكل من لم يكن يعلم قدر نفسه..

و كل مخطئ بحقها".

 

أرجو جزيل الثواب من الله على ما أكتب. 

بقلم .

نورهان عبد الرحمن فؤاد

     

 

تمهيد ..

 

ينتشر في الهواء آلاف بل ملايين بل مليارات الذرات التي تتبقى من كل الأجسام على الأرض ؛ بركان او نهر او حتى حيوان ، او بقايا نبات ، حشرات او حتى بكتيريا ..

و هل تعلمون ماذا أيضا ؟ الفضاء ! 

و بهذا الكم من ذرات الغبار في كل مكان و من كل شيء يا ترا ما عدد الأماكن التي تجمّع منها هذا الكم الصغير من الغبار ؟ 

و هل هناك غبار... قد أتانا من كوكب مختلف تماما و استقر في اجسادنا المخلوقة من طين ؟ 

 

النسمة الأولى

 

دخلت يوماً معملي ، وبينما اراجع اخر ما كنت أعمل عليه مع فريق عملي..

راجعنا بعض المعلومات عن الغبار الكوني ، وعدت أكمل العمل على جهاز يحدد المكان الذي قد خلّف الغبار .

و هذا الجهاز يعتمد على التحليل الكيميائي و الإشعاعي و كذلك البيولوجي .. 

الجهاز كان لازال في مرحلة التأهيل و التجريب؛ و بينما احاول ان اجرب تحليل بعض العينات ...

 

كان هناك خطأ ما في عمل الجهاز، فبدأت أعدل على الاسلاك ، حدث نوع من التماس بين الاسلاك فجأة! 

 

ثم بدأ العالم بالتلاشي لا بل انا من يتلاشى، كل شيء في ظلام حالك ،لا ارى إلا جزء مني و يحيطني غبار كأني أتفتت و وجدت نفسي فجأة في الفضاء! 

 

و سرعان ما بدأ جسدي يتجه ناحية ثقب اسود و بسبب الضغط الشديد و تناثر جسدي كنت اتجه نحوه بسرعة تفوق السنة ضوئية!! 

يا إلهي ما هذا ؟! كنت الآن بمعملي و الآن أقذف ناحية ثقب أسود ؟؟!! 

ظهرت طاقة ما من سديم تسحبني الي مكان اخر قبل أن ازداد اقترابا من هلاكي ! 

 

 وجدتني اتجه نحو مجرة اخرى لم ارها من قبل اعتقد انها من الكون الغير مرئي، بدأت اقترب لأحد الكواكب ذات اللون الاخضر الزاهي، 

بمروري بغلافه شعرت بألم شديد في كل خلاياي و كأنها تحترق و تتلاشى كأوراق مشتعلة ! 

كيف يمكنني تشبيه هذا الألم ؟ كأن خلاياي تتفتت تحت تأثير الإشعاع !!

و بمرور بعض الوقت و بمجرد استقراري على أرض هذا الكوكب ، شعرت ان جسدي يعود لطبيعته و يتماسك ،بدأ الألم يتلاشى تدريجيا لكنني شعرت ببعض الدوار قليلا و كنت أحاول استيعاب ما يحدث ..

نظرت حولي وجدت مناظر خلابة و غريبة بعض الشيء من نباتات لم أرها من قبل و مبانٍ رائعة الجمال و الغرابة و كان هناك بشر عاديين لهم ملابس غريبة و يتحدثون العربيّة مع بعض المصطلحات التي لم أفهمها . 

و قبل أن استمر في التفكير في ما أراه ..شعرت ان جسدي يؤلمني بشدة و الصداع يغزو عقلي كله فجأة و لم اشعر الا بالعالم و هو ينهار . 

او ربما انا ... 

 

النسمة الثانية

 

استيقظت على صوت منتظم لجرس صغير لجهاز ما مربوط بنوع من البلورات أو الأحجار و يصنع غشاءًا ورديا شفافا حولي و كأني محبوس داخل جسم زجاجي مريح .. 

 ثم دخل بعض الأشخاص ربما هم أطباء و فحصوني و فحصو الجهاز .وبدأت فتاة منهم تسألني عن رقمي المحفور و انا لا أجد إجابة أرد بها . 

 فقالت : ما اسم عائلتك و رقمك المحفور لنتصل بمكان إقامتك من فضلك ؟ و ظهر على وجهها نوع من الغضب.. 

قلت : لا أفهم ما المطلوب لكن إسمي نادر ! 

فقامت بأخذ حجر صغير الحجم من جيبها ،فأظهر هذا الشيء نورا ازرق ، و بدأ هذا الشكل المضيء المنبعث من الحجر البلوري الصغير في التحدث اليها! 

لم اكن افهم شيء من ما كان يدور، الا انني سمعتها تقول انني" انونيما" ثم تم حقني بمادة ما اشعرتني بتحسن سريع و غريب ثم تم نقلي الي خارج الغرفة الى مبنى كبير مقابل لمكان خروجي موجود في وادٍ واسع شديد الجمال . 

بمجرد وصولي لغرفة ما تم مقابلتي بابتسامة من قِبل شخص في عمر الأربعين او أكبر، و له وجه بشوش و طويل القامة ذا ملابس غريبة و انيقة ثم اشار لمن احضرني ان يذهب.. 

و توجه بناظريه اليّ مع ابتسامة دافئة بين شاربيه و لحيته الشهباء و هو يقول : أهلاً بك سيدي. ارجو الّا نكون قد سببنا لك القلق. 

فرددت بضحكة ساخرة شبه متفهمة : لا لم يحدث ربما... 

فرد ضاحكا : لا بأس أتفهم الأمر فليس من السهل ان تكون "انونيما " هنا. 

و ايضا من النادر وجودك من الأساس رغم توقع وجودك من بعض العلماء . 

فقلت : حسنا هذا شيء غير مفهوم بالنسبة لي على الإطلاق حقيقة . 

فرد علي مباشرة و بدا على وجهه بعض الجدية : حسنا دعني اعرفك بي اولاً.. 

انا السيّد "أركون " المسئول عن هذا المكان ، و كذلك أفويتوش فاسيليسا "ادريانا" ادير هذا المكان و أهتم بالحالات الخاصة و التابعة للحكام بنفسي ، و في حالتك سيّد انونيما عندي بعض الأسئلة فأرجو أن تعذرني في طرح بعضها. 

يجلس نادر شبه مذهول ولا يفهم ما قال عن انونيما و افويتوش وفاسيليسا ،ولا يبدو عليه ملامح الاستيعاب او الرد .

 فكر قليلا ثم قال: بالتأكيد! تفضل. لكن عندي تساؤل بسيط.. أنا لا أفهم أغلب ما تقول سيدي عن أنونيما و أفويتوش وفاسيليسا و الأهم أنني لا أعلم أين أنا !

فرد عليه السيد أركون : حسنا في البداية هل يمكنك إخباري من أين أنت سيد نادر ؟ و ماذا حدث لك بالضبط و سبب لك الدوار و الإغماء؟

رد نادر : أنا لست من هذا الكوكب بل وجدت نفسي هنا فجأة حتى لا أعلم كيف ..ثم بدأت أسرد له ما حدث مذ كنت ف المعمل ..

كلما استرسلت في الحديث كلما زادت دهشة السيّد أركون ،و بعد إنتهائي من السرد و الإجابة على بعض الأسئلة قال لي : كوكب به أناس مثلنا ؟؟ هذا مثير للإهتمام ..سيّد أنونيما هل تعلم لما أحضرتك لهنا ؟ 

فرددت بالنفي فقال : حسنا سيد انونيما ما جعلني أقابلك شخصيا هو انه تم إعلامي بنشاط غير طبيعي في خلايا جسدك و هذا لم نشهده على احد من قبل. 

عدا شخص واحد، الملك " أرسني " الذي كانت خلاياه نشطة هكذا تأثرا ب ظروف كوكبنا و هو أول من حكم هذه الأرض .. و كان يذكر أنه أتى من أرض أخرى تسمى "أغنونيتاس" أو أرض الولادة الأولى ..

و إن لم أكن مخطئا ً فربما أنت كيرايان ! في هذه الحالة يجب أن نرسلك للكيفرنيتيس " ناردين " للتأكد. 

فقال نادر مقاطعا : حسناً هناك الكثير من المصطلحات للتوضيح هنا ..

فقال السيّد أركون ضاحكا : حسنا سيد نادر .تلك المصطلحات من أرض اغنوتيتاس ، فبالنسبة لأفويتوش فهو المساعد فأنا أحد من تستعين بهم الملكة في بعض المعلومات و التقارير. و كيفرنيتيس فهي الحاكمة و فاسيليسا تعنى الملكة "أدريانا " حالياً ؛غالبا نأخذ مسميات و ألقاب من لغة أخرى من أغنوتيتاس "ايلّينيكا "لأن الحكام يتعاملون بالعربية فقط و التي لا علم للعامة بها كثيرا . 

لهذا نقول بعض المصطلحات بلغة العامة .

شعر نادر ببعض الفضول حيال هذه الأرض فربما إن استطاع ان يكتشف أمرها ان يفهم كيف أتى الملك و كيف يعود لكوكبه بما أن هذه الأرض أتو منها باللغة العربية و ايلّينيكا تلك ، فقد تكون اغنوتيتاس موطنه ..

 ثم إسترسل السيد " أركون " في الحديث قائلا ّ :

... زيادة نشاط خلاياك بمجرد وصولك " زويس" دليل آخر بجانب اللغة على أنك كيرايان بالتأكيد !

فرددت متسائلاً : مهلاً اريد أن افهم ما هو كيرايان و ما أمر خلاياي و لما تحضر السيدة الحاكمة الى هنا ؟

فرد السيد أركون : حسناً عندما تلتقي كيفرنيتيس" نردين " ستفهم منها بشكل اكثر تفصيلاً مني ، لأن هناك معلومات اكثر عمقا لا يعرفها إلّا السادة مستشاري فاسيليسا ادريانا المقربين. يمكنك سؤالها فهي من أعظم الحكام الذين درسوا تاريخ زويس فس وقت قصير، و الآن علينا إعلام الملكة 

لكن أولاً لقد ارسلت استدعاءاً طارئاً للسيّدة كيفرنيتيس! 

خلال ساعة ستكون هنا! يمكنك الإنتظار في غرفة الزوار المهمًين حتى تأتي السيّدة نردين . 

لاحظت ضغطه المستمر على زر ما فوق صندوق مزخرف ،ربما هذا ما يتواصلون به، و قبل مغادرتي لاحظت كرة بلّورية كالتي رأيتها من قبل لكن اكثر جمالا و اكبر بقليل لها لون فيروزي مميز، ثم بدأ بالتحدث اليها! 

ثم ظهرت احد الخادمات و ارشدتني الي غرفة واسعة مزينة و مصممة بعناية و بها بعض الزخارف الملونة و المرصعة بالأحجار ذات الألوان الرائعة المريحة للأنظار في كل زاوية من الغرفة! 

و بعضها مستخدم لرسم بعض الكائنات الغريبة الجميلة ، التي تبدو و كأنها كائنات اسطورية ، بعضها يشبه الطيور! 

 

 بينما اتأمل المكان حتى فاجأني طرق على الباب يخبرني بأن السيّدة وصلت.. 

ماذا؟ بالكاد مرت نصف ساعة! 

اه فهمت مجرة مختلفة، كوكب مختلف، مدار مختلف، عالم مختلف، إذاً توقيت مختلف! 

اخذت اهندم ملابسي التي لا أعلم سيميزون ترتيبها من عدمه هنا، فهم بالتأكيد يتعجبون من ملابسي، و خرجت خلف الخادم ..

 

...... 

 

النسمة الثالثة 

 

دخلت الغرفة بعد اخباري للحارسين بالباب عن هويتي انني سيّد انونيما كما يقولون و كان اول ما رأيت سيدة ثلاثينية ربما، ملامحها حادة و جميلة ذات ملابس واسعة تشبه الثوب الملكي ذا اللون الأسود و المزخرف ببعض الألوان الذهبية و الفضية البسيطة لا بل هو اغرب و اجمل من هذا حتى!

 

بدأت بالسلام فحيتني بإيماءة صامتة اخذت تتفحص وجهي و ملابسي و كأنها ترى شيئا مألوفاُ.. ثم بدأت تتحدث بصوت هادئ و رزين : أنت السيد نادر .." أنونيما " ؟ 

" نعم سيدتي " رددت بثبات. 

ثم و بدون مقدمات قامت واقفة و اتجهت نحوي و تخطتني متجهة للباب بثبات قائلة " اتبعني" .. 

فتعجبت و نظرت للسيد أركون فرد بإيماءة مطمئنة تشير لي بالذهاب . 

ركبت عربة مع ا لسيّدة " ناردين " تبدو خيالية، يصدر منها عطر فواح ؛ ربما يستخدمون نوعا ما من الزيت العطري كوقود !؟ 

و بالكاد أستطيع رؤية تفاصيل العربة من جمال زجاجها المنقوش عند الأطراف و يبدو الهيكل كأنه مصنوع من معدن شفاف أبيض منحوت كأنه ورود زجاجية ، فتحيي السيّدة المارة من زجاجها بإبتسامة هادئة لطيفة و تلوح للأطفال بتواضع بالغ..

 أماكن واسعة و بديعة ، و نظام في البناء و أناس ذوي خلق و جادين في عملهم و صارمين بشكل مذهل كيف يبدو هذا العالم بهذا الجمال و العناية.

... "زويس ".... 

كانت رائحة الوقود العطري تعطي نوعا ما من الشعور كأنه فقط يميز هذا العالم...

بدأت أغرق في التفكير في ما حدث و كيف انتقلت الي هنا و ما علاقته بأغنوتيتاس ... تحليل اصل الغبار.... الغبار؟؟ 

هل للأمر علاقة بالغبار و الإشعاع الذين كانوا مصدر العمل الأساسي للجهاز؟؟....أعتقد ان لدي العديد من الأسئلة . و توايدت تساؤلاتي أكثر حول هذا المكان. و ما أثار تساؤلي أكثر هو تلك النظرات الحائرة التي تتوجه لي الان!

لم أكد التفت ناحية السيّدة ناردين حتى وجدتها تنظر لي بحيرة بادية على وجهها . 

فتنحنحت مبادرا السؤال : سيّدة ناردين أعتقد حسب معلوماتي أن إسمك عربي الأصل ، فقد وجدته مألوفاً وظننت أنه ربما لديك صلة بالأرض التي أتيت منها. 

فوجدت وجهها يعطي إشارة بالإنتباه و هي تقول : عربيّ؟ أتقصد أنني أتيت من أرض الولادة أغنوتيتاس؟ 

فأجبت : ربما، و قد تعلمين شيئا قد يزيل التساؤلات من رأسي،لأنني أريد فهم ما علاقة هذا المكان بموطني و أيضا تعجبت من إختلاط العربيّة بإيلّينيكا فلا أفهم أغلب ما تقولون حتى لو كان اغلبه عربيّ إلّا بالتخمين. 

فردت : حسناّ أعلم عن أرض "اغنوتيتاس " البعض لأنني درست و علمت الكثير عن الملك "أرسني" الحكيم من الكتب الثمينة التي ورَّثها مكتوبة بخط يده... ، هذه الكتب مورثة و يتم الإعتناء بها جيدا ، هناك كتاب منهم هو من أعظم الكتب تواجدا في زويس ، يقال أن به كل ما عاشه و عرفه الملك عن "اغنوتيتاس" ، هذا الكتاب لا يقرأه و يحفظه الا الملوك و أعلى الحكام لا يستطيعون حتى لمسه بل يقرأونه في نسخ مخصصة ، لهذا يصعب الوصول اليها من قبل أي أحد كل ما أستطعت معرفته عنه هو أن الحبر الذي استخدم لكتابته كان يتزين بنوع ما من "الغبار اللّامع " هذا الغبار ترك أثرا في الهواء منذ مجئ الملك و كان يقل بالتدريج بعد موته ..

و لكن جائتني رسالة عاجلة من مكتب فحوصات متخصص ملكيّ ، أنهم وجدو منذ حوالي 6 ساعات غبار كثيف في الهواء على ارتفاع بعيد، له لون شديد اللمعان يميل للرمادي او البنفسجيّ الفاتح و بدأ هذا الغبار بالإنتشار بشكل سريع في الهواء! 

غبار؟ اتقصد ما رأيته اثناء ما كنت أتألم عند وصولي هذا المكان؟؟ 

تابعتْ : و عندما أتتني الرسالة بشكل غير متوقع علمت أن هناك شئ ما سيحدث قريباّ ، و الٱن انا جالسة أمام شخص به بعض الملامح من الملك! 

رددت متفاجئاّ :ما....ماذا!!! من الذي يشبه الملك؟؟! أنا؟؟! كيف هذا بحق الجحيم!! 

لحظة... 

أهذا يعني أنني لن استطيع العودة؟؟ 

و لم أكد أكمل كلماتي حتى توقفت العربة و فتح الباب ، فأشارت لي السيّدة نادين أن أنزل ، فنزلت و لا تزال على وجهي ملامح الحيرة و التعجب!

 ثم تبعتني السيّدة ناردين، و عندما وجهت ناظريّ للأبراج القصيرة المتفاوتة في الطول و المرتبة ترتيبا مدهشاً ؛يليق بجمال تصميمها الهادئ المحاط بنباتات كثيفة منها القرمزي و منها البنفسجي و منها الأخضر الفيروزي! 

و أثناء سيري خلف أحد الحراس دخلت تابعا له الي البرج الأوسط ، و تبعتني السيّدة ناردين ثم تخطتني و سبقتني الي أحد الممرات الواسعة، الذي لا يسعني أن أقول عنه إلا أنه تحفة من الجمال كسابق ما رأيت... و لكن بشكل مختلف بالتأكيد. 

ثم فتحت السيدة باباّ عملاقاّ مقتحمة الغرفة بخطواتها الجادة في ثوبها الواسع ....

 و عندما دخلت وجدت غرفة بها العديد من الرفوف تشبه أغضان الأشجار بها العديد من الكتب التي لا تحصى. 

 و كان هناك رف أعظم و أكثر بروزا و زخرفة في وسط الحائط الأمامي مباشرة عليه كتاب كبير مزخرف بكلمات و خيوط ذهبية على غلافه و بجانبه كتابين اصغر حجما قليلاً و الرف محاط من كلا الجانبين بنافذة زجاجية لامعة تطل على الأربعة بروج الأخرى، و كذلك الحديقة التي لا أكاد اعود اليها بناظري حتى انبهر بها كأول مرة تأملتها! 

إتجهت لأحد المقاعد المقابلة للمكتب الذي جلست عليه السيدة ناردين، بعد أن فتحت لي الكتاب المزخرف بالذهبيّ ثم و جهت الكتاب نحوي و أشارت لي على صورة رجل له ملابس تبدو كاليونانية ! 

لكن ملامحه لم تكن أجنبية تماما هو حقا لديه بعض ملامحي! ملامح طويلة عيون هادئة شعر أسود قاتم بشرة خمرية .. 

و وقعت عيناي على جزء من الكتاب " أنا أرسني إبن أحد الرحّالة اليونان الذن درسوا بغاية التعلّم، تزوج أبي من أحد الشاميات العفيفات وقبل وفاتهما..تعلمت منها اللغة العربيّة و أحببت أصلها و أهلها ، فعلّمتها لكل عالٍ و غال ٍ ، فهي لغة عظيمة و هي أول اللغات التي وجدت و كتبت بالحروف ... " 

إذا هذا الملِك كان عربيّ من أصل يوناني؟ ..

بعد قراءتي هذا الجزء من الكتاب و رفعت ناظريّ جهة السيّدة... 

أخبرتني : هذا الجزء شرح لك بعض الأمور عن سبب تحدثنا للعربية ك حكام ، اللغة العربية عال قدرها لهذا لا ينفك الناس يسمون أبنائهم و بناتهم بأسماء عربية الأصل ، آملين أن يكون لأقدارهم قيمة كقيمة أسماءهم . 

 كل علاقتنا بأرض الولادة هو أن ملكنا الأول كان منها و علّمنا لغتين منها، العربية للمنشود مستقبلهم و ايلّينيكا و تعني اليونانية ك لغة ثانية للتعامل بين الناس وإفادة لنا كعلم مهم فقد كان الملك يهتم بتعليمنا و يبشر كلّ من إجتهد في العلم.. فوصلنا لهذا الحال بفضل إرشاده . 

ثم قامت بتقليب بعض الصفحات و توقفت عند إحداها ثم أشارت لي أن اقرأها و عندما قرأت العنوان زاد انتباهي و أنا أقول : "غبار جسدي الأثري " 

و بدأت اقرأ في اهتمام و صمت ملئ بالتعجب و الحيرة 

" في يوم ما كنت أشعل بعض النار في هدوء الليل و لاحظت اضواء ملونة في سماء الليل كنت أراها دوما لكن لم يكن يراها أحد غيري ، ثم فجأة وجدت نفسي مغموسا في سواد شاسع به بعض الأضواء الدائرية و السحب المنيرة بينما جسدي يتلاشى! و وجدت نفسي أقترب من قرص مضئ كبير و كلما اقتربت بسرعة زاد حجمه كأنه لا يحصى حجما! كدت افقد عقلي من هذا المنظر المفاجئ حتى وجدت نفسي أمام كوكب أخضر زاهي ، بمجرد أن بدأت الاقتراب منه و الهبوط عليه بدأ جسدي بالتماسك و شعرت بالألم الشديد في كل أنحاءه .و كان يتناثر مني الغبار اللامع الذهبي بشكل واسع و مدهش! 

ثم بعد استقراري على هذا المكان وبدأ الألم في التلاشي، وجدت مكانا غريبا به كائنات أغرب شكلها 

مبهر! 

ثم فقدت وعيي لفترة و استيقظت على صوت امرأة تركب فوق حيوان ما يشبه الحصان او التنين من أساطير الصين، و تحيطها بعض الفراشات الكبيرة بعض الشئ .. 

فقام هذا الحيوان بحملي خلفها و ثم أخذني الي قرية بها بيوت معدودة من الصخور البسيطة حولها بعض بعض الحيوانات. 

أدخلتني تلك السيدة بيتا منهم و اعتنت بي حتى تعافيت من الدوار و الألم الذي بات يزورني كل حين. 

و علمت فيما بعد أن تلك السيدة تسمى "جولي " و عندما سألتها عن هذا المكان و كيف أتوا لهذا المكان جاوبتني : نحن أتينا من أرض مات أهلها بسبب أفعالهم فعاقبهم الكتاب و لم ينج منها الا نحن و بعض الناس ثم تفرقنا بعد خلاف فعاش كل مجموعة في مكان... 

فقلت لها : لقد أتيت من كوكب آخر اتعلمين كيف أعود. سيدتي؟

فردت نافية : لا أفهم ماهو الكوكب؟ 

فسمعت همسا من حيوانها فانتبهت له جولي ثم أخبرتني أن حيوانها يريد أخذي لمكان ما و عندما سألتها قالت أنها لا تعلم لكن أكدت لي انه يمكنني الوثوق به... فتبعته لغابة ما فوجدت في منتصفها بيوت مكسرة بفعل الزمن و مهجورة بالكامل و عندما تبعت هذا الحيوان أكثر ... "

 

 

 "وصلت الي أحد الأشجار العملاقة كبيرة الأوراق جميلة الجذع وجدت بعض الغبار اللامع كالذي رأيته ينبعث مني عند وصولي في صحن ذهبي صغير مثبت تحت جزء من الجذع في الوسط و كانت هذه الشجرة تخرج بعض ذلك الغبار في هذا الصحن المثبت بها و بمجرد أن لمست هذا الصحن لأرى ما مصدر هذا الغبار بدأ نور مشع يصدر من يدي منتقل لجميع أجزاء جسدي حتى وجدت نفسي عائد في الفراغ مرة أخرى لكن هذه المرة كان يتم نقلي بواسطة الغبار الي مكان آخر على نفس الكوكب و كان جسمي شبه متلاش أثناء نقله ! 

و عندما وصلت لمكان ما ودخلت اليه من الاعلى كأني طائر و استقررت على أرض رمالها ذهبية لامعة و يحيط بي حائطين ضخمين عليهم الكثير من الألوان و الرسومات التي توصف أشخاصا 

  يجتهدون بعمل ما ثم يرمون أنفسهم في بقعة من الظلام بعد بذلهم مجهودا عظيما ! 

فقلت : إذا هل هؤلاء هم أهل البيوت المهجورة؟ 

ثم ظهرت بعض الفراشات الكبيرة أمامي كالتي رأيتها تحيط بالسيدة جولي فتبعتها سائرا بين الحائطين.. 

حتى إنتهت الرسومات الملونة فوجدت نفسي أمام شجرة أخرى أمامها كتاب مستند على عامود ليس بطويل و الكتاب يفتح و يظهر صفحات بيضاء فارغة و بجانبه قلم و قدح حبر ذهبي و عندما أمسكت بالكتاب و حملته كان مكتوب على غلافه الداخلي 

"من أنت ؟ ملك عظيم ؟ أم حلم عقيم ؟" 

" تشرق أنفاسك بالنور ؟ أم تثقل قلبك فتسقط روحك ؟ 

فقط أنت من يعلم .."

و جملة مكتوبة على العامود أسفل الكتاب تقول ..

 " أنت من سيكتب قدرك على ورق الفراشات المصنوع بغبارك "

ثم بدأ نور الكتاب يخفت .. و يغلق في يدي حتى عاد كتابا عاديا لكن مع بعض النقوش الذهبية و الكلمات التي قرأتها بدأت تختفي ... 

و عندما خرجت من هذا المكان و معي الكتاب و القلم و الحبر عدت الي المكان الذي كنت قد أقمت فيه بدأت افكر في سبب كل هذه الاشياء و لما لم اسمع من قبل عن إنتقال أحد الي هذا المكان ..

هل كتب علي البقاء هنا للأبد؟.. 

ففكرت في ما يعنيه الكتاب و سبب مجيئي لهنا... و قررت أنني حتى أستطيع العودة يجب أن أعمر المكان الذي تركه أصحابه اليائسين .. و ربما علي البقاء مع هؤلاء الناس لتعليمهم بعض الأمور قبل عودتي.. 

 

بمجرد إنتهائي من هذا الجزء من الكتاب بدأ يبدو علي الفضول الذي جعل السيدة ناردين تبادر قائلة بإبتسامة : حسنا هذه التعابير تعني الكثير بالفعل .

"نعم فقط ربما أكون من نسل هذا الرجل لهذا أتيت الى هنا ، لكنه لم يستطع العودة بل بعد إيجاده ذلك الكتاب الذي ذكره بقي هنا ... هل هذا يعني انه لم يعلم كيف يعود ؟ و انه لا فرصة امامي للعودة ؟ أم أنه بقي بإرادته فقط و يعمر المكان ؟ " رددت حائراً 

ردت السيدة ناردين : حسنا بإختصار قد ذكر في الكتاب أنه قرر أن ينشئ عالمه الخاص على هذه الأرض،وبعد أن عاش بجوار السيدة جولي قرر البقاء معها،فأحبها وطلب زواجها و أنجبت منه العديد من الأطفال و مع الوقت إستطاع الوصول للناس الذين تفرقوا منذ زمن وقام بتعليم هؤلاء الناس بعض الحرف و بنو مدينة تكفيهم جميعا ..و قام بتسميتها 'زويس" من أصل كلمة "زوي " باليونانية و تعني الحياة.. 

فبعدما علمهم و أرشد سلوكياتهم و افعالهم ،اختاروه ملكا عليهم ليقودهم للحياة المثلى على هذا الكوكب . 

 صنع العديد من القوانين و التعاليم وعلمنا الكثير من خلال كتبه فطورناها و استمررنا في تطبيقها و عمرنا هذا المكان بكل حب و إصرار على تحقيق ما كان يتمناه من أجلنا جميعا ..

و بالنسبة لطريقة العودة لم يكتشف أحد هذا بعد لكن أستطيع أن اعطيك بعض المعلومات عن كوكبنا ..

كوكبنا ليس عاديا فمن يعيش فيه يتعرض جسده لنوع من الإشعاعات التي تعطي له القدرة على التواصل مع الكائنات الاخرى التي تعيش هنا و بالنسية للملك " أرسني " فنشاط خلاياه الدائم كان يتيح له التوقع و الشعور بالأحداث تأثرا بالحيوانات التي يتواصل معها و بعكسه أي شخص عادي من زويس يستطيع التواصل مع نوع واحد فقط من الحيوانات .. و كل حيوان و له قدرته الخاصة في التواصل و العيش هنا... 

 من أتو من أرض الولادة معدودين جدا و نسلهم النادر العدد عاش على هذا الكوكب لكن كانوا دوما مفرقين و لا يعلمون شيئا الا البحث عن الطعام حتى أتى الملك .. و لم يسمع أحد عن شخص اتى من أرض اغنوتيتاس بعدها حتى ظننا أن الملك كان حالة مختلفة و لن تتكرر ..

لا علم لي عن طريقة عودتك ، لكن أعتقد أن كتابك بحوزته ما يجب -ن تكتشفه فهو بالنهاية منسوج من غبارك بواسطة الفراشات ،فجسدك عبارة عن غبار كوني و غبار هذه الأرض هو من أتى بك لهنا بعد ان تعرضت لنوع من الطاقة المصحوبة بالإشعاع ألم تخبر السيد أركون أنك تعرضت لطاقة ما تدعى كهربية ؟ 

أومئت لها مؤكدا و أنا مندهش من ما أسمعه ..

و قلت :إذا ما حدث لخلاياي كان بسبب الإشعاع على هذا الكوكب .. فأومئت لي. 

 " فهمت. على أي حال كيف أذهب الى هذه الشجرة لأجد الكتاب ؟ " قلت متسائلاً 

فردت السيدة ناردين : حسنا هذا الأمر سنحتاج فيه المرشدة إيلي سأتواصل مع الملكة لإستدعاءها.. 

يمكنك أن تذهب الى أحد الغرف لترتاح سيد كيرايان و سنعلم الملكة بشأنك و حتى الغد ستكون المرشدة إيلي هنا ..

فقلت لها : ماذا تعنى كيرايان ؟ 

فردت بإبتسامة : "طفرة " انت طفرة مميزة سيد نادر لم تحدث مذ تركنا الملك ! و الآن أرجو لك التوفيق في رحلتك غداً . 

ثم نادت على أحد الحراس ليرشدني لغرفتي لأرتاح بها ...

 

النسمة الأخيرة 

 

إستيقظت صباحا على صوت جرس خفيف الصوت عند السقف وتبعها طرق بسيط من أحد الحراس يطلب الدخول ..... فأذنت له "تفضل" 

فدخل مستقيم المشية ... ثم قال بهدوء : 

_ ترسل لك السيدة ناردين ان تتبعني بعد التجهز لمقابلة المرشدة إيلي .

ثم خرج في هدوء مغلقاً الباب خلفه . 

قمت لأغير ملابسي فوجدت ملابس تشبه ملابسهم لكنها ليست سيئة علي بعد كل شئ فهي ملابس ملكية التحضير. 

 

دخلت الغرفة محييا السيّدة ناردين بإيماءة خفيفة ثم القيت التحية على السيدة التي تجلس أمامها. 

يبدو أنها السيدة إيلي المرشدة تبدو فتاة عشرينية هادئة و مبتسمة بلطف ،في ثوب طويل زيتي واسع مزين بخيوط ملتوية و به بعض الورود و عليه شارة مزخرف عليه إسمها ، تبدو فعلاً مرشدة ملكية حضورها له هالة من الإحترام من الجميع.. 

بدأت المرشدة بالحديث : أهلاً بك سيد نادر أنا المرشدة الملكية " إيلي " تم إخباري أن لدي مهمة بالغة الأهمية أن أوصلك الى شجرة القدر التي ستجد عندها كتابك . 

"تشرفني مساعدتك لي سيّدتي " رددت مبتسما إبتسامة خفيفة. 

فقالت المرشدة للسيّدة ناردين : حسنا أرجو المعذرة من حضرتك سيدتي ناردين.

فأومئت لها السيدة ناردين مبتسمة و ودعتها بلطف ثم إتجهنا لخارج البرج.. 

و عند خروجنا عند الغابة قامت السيدة إيري بإخراج حجر كريم لونه نيلي زجاجي ففتح لنا بوابة دخلنا منها الي مكان شديد الضخامة فتوجهت بناظريها الي قائلة بإبتسامة : ترسل لك جلالة الملكة التحية، و تتمنى لك مهمة آمنة في تحديد مصيرك، مؤكدة على أنها تود رؤيتك بعد إنتهاء المهمة ف أنت كيرايان كما قالت السيدة ناردين بخطابها العاجل لهذا أنت الملك القادم المحتمل لزويس. 

 

ثم اتجهنا الى مكان به حائطان عملاقان كما قرأت في الكتاب نتبع بعض الفراشات التي تحادثها السيدة إيلي..

و عند وصولنا للشجرة قالت لي : و الآن على سيّدي أن يكمل وحده ستتبع فراشات الغبار الآن أتمنى لك التوفيق! 

فشكرتها و أمسكت بذلك الصحن الذي عليه غبار لامع بلونه المميز فخلال لحظات كنت أمام كتاب القدر.. 

كما قرأت تماما... 

فتحته و إذ بغلافه من الداخل أسود!

فقلت " ماذا!! أسود؟! " فأخذته و عدت الى حيث كانت المرشدة تنتظر.. فأريتها الكتاب ف تغيرت ملامحها من الدهشة ثم أخبرتها أن تسأل الفراشات.. 

و بعد محادثة بينهم كل. ما فهمته أن الكتاب كلما حاولت الفراشات استخدام غباري فيه ينتهي به الأمر بغلاف أسود خال من الكلمات... 

جلست على صخرة و وضعت رأسي بين يدي أحاول أن أعرف ما هذا و ماذا سأفعل... هذا لا يبشر خيرا! 

تعبت في الوصول لهنا و أشعر قكوني غريبا بالفعل رفم تعظيم و احترام الجميع لي بل يريدوني ملكا ايضا! 

ثم و بهدوء حاد قلت لها : أريد الذهاب للملكة الآن . 

ف قامت بنقلي بالبوابة حيث أردت. 

 

دخلت القصر العظيم متجها الي غرفة العرش مع المرشدة 

و بعد إعلام الملكة و كان رد فعلها لا يختلف كثيرا عن رد فعل المرشدة.. سألتها سؤالا واحدا : حسنا عندي فكرة لكن أتستطيعين يا سيدة أدريانا الثقة بي؟ 

فقالت : نعم بالتأكيد سيدي ف أنت بالنهاية كيرايان حفيد الملك! و لن يأتي بك الكتاب من فراغ.. فطلبت إستدعاءا طارئا لجميع الحكام بالمملكة. 

 قام المرشدين الملكيين بنقل جميع الحكام و المساعدين

لقاعة العرش.. 

فبادرت بتحية الملكة أمام الجميع : تحياتي لكي أيتها الملكة العظيمة لهذه الأرض المميزة "زيوس "

لم يفهم أحد ما يحدث فتابعت : 

هذا الكتاب.. غلافه الداخليّ أسود من المفترض أنه كتاب القدر الذي يتيح لصاحبه تغيير حياته بأكلمها بل حياة الجميع!! ، و الآن ما يظهره لي هو غلاف أسود.. " و بعد أن لاحظ الجميع نبرة صوتي الغاضبة.. 

قلت بصوت أعلى : " بماذا تفسرون هذا؟؟ " 

قال أحدهم : أهذا يعني أن مصيرنا جميعا الهلاك؟؟ 

و الثاني : هذا الأمر لا يبشر بالخير هل هي لعنة؟؟ 

و بدأ الجميع بالبدء بنوبة تشاؤم و عبست الوجوه 

فقلت صوت عال : هذا ليس إرشادا! هذا إختباري الخاص! و كما إختار الكتاب إرشاد روح الملك. قرر تضليلي!! " 

أخذت بعض الأنفاس و استعدت هدوئي في وسط تعجب الجميع ثم قلت في جدية : أنا حفيد ملك زويس " أرسني " و لم تكن لدي نية في حكم هذا المكان لكن لدي قرار لنعرف ما يشير له الكتاب . هل تثقون بي؟ 

فقام الجميع بالإنحناء إيجابا 

فإبتسمت واقفا بمنتصفهم و انا أمسك بالكتاب مفتوحا : لا أحتاج كتابا ليخبرني ما أفعل .. أعلم بالضبط ما أريد! 

فأخرج الكتاب نورا شديدا يعمي الأبصار من شدته و أحاط كل شئ و بدأ كل شئ بالتلاشي... 

 

ظهرت أرض أخرى تشبه اغنوتيتاس و زويس معاً فارغة ليس بها سوى نباتات عشبية قصيرة و أناس من كوكب الأرض متجمعين ..مع سكان زيوس و أمامهم...عند صخرة عالية أقف قائلا بأعلى صوتي للجميع :

" حسنا هذا المكان أشبه بجنة بها أناس طيبون و محترمون و مع ذلك اختارني الكتاب.. لاقيت مساعدة و رعاية و ثقة من بعض الأشخاص هنا لأصل للكتاب و أسلك الطريق التي أريد... لكن... أتى الكتاب بغلاف أسود.. و ك عالم يجيد الإحتمالات فكل شئ له إحتمال و آخر غير متوقع.. و انا بينما أملك الكثير من النعم لن يوقفني غلاف أسود بعد كل ما حصلت عليه... لهذا لن أنتظر الكتاب! 

سأكون من يجمع بين العالمين " أغنوتيتاس " و "زويس " فيكون مكاننا جميعا.. فمن يرزق بالكثير مضيعة للرزق أن يساء فهمه و يهدر في لحظة بمجرد لحظة شك و عدم ثقة بالنفس، فلا تدعو أبدا أي شئ ينسيكم من أنتم و بما ميزكم الله "

 

ثم نظرت خلفي... الي عرش كبير و عليه شئ إستحال ذهباً و كان ...... 

 

"كتابي"  

 

تمت .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.