الحمد لله على عباده جاد، بدأهم بالفضل وله عليهم أعاد، آلائه عليهم سابغة ما خفيّ منها أعظم مما هو باد في فضله يتقلبون فهو عليهم ما بين طريف وتلاد وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ما مرّ تال بذكر قوم هود عاد ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، حيث يتوزع المنهج العلمي علي مراحل مثل القرآن والتفسير، ويبدأ الحفظ من سورة الناس إلى سوة البقرة، فالسنة الأولى يتم حفظ جزء عم مع تفسيره، أى ربع كل شهر ونصف مع تفسيره، ويوزعها المربى بمعرفته، والسنة الثانية يتم حفظ جزء تبارك وقد سمع مع تفسيرهما، أى بمعدل سورتين فى الشهر، وباقى السنوات ثلاثة أجزاء فى السنة مع تفسيرهم، أى بمعدل نصف ربع فى الأسبوع، وأيضا الحديث مع الشرح.
فالسنة الأولى والثانية يتم حفظ خمسين حديثا سنويا من الأحاديث المختارة بمعدل حديث مع شرحه أسبوعيا، وباقى السنوات يتم حفظ مائة حديث سنويا بمعدل حديثين أسبوعيا مع شرحهما، ويتم إنتقاءهما من كتاب رياض الصالحين بمعرفة المربى، يكمل الطفل بذلك حفظ خمسمائة حديث فى الست سنوات كحد أدنى، حيث يلاحظ المربى الأطفال المميزين فى الحفظ ويزيد لهم العدد حسب إستعدادهم، وكذلك الأذكار بمعدل ذكر كل شهر، وأيضا العقيدة بمعدل درس كل شهرن وكذلك السيرة بمعدل درس كل شهر، وأيضا الفقه بمعدل درس كل شهر، والقصص بمعدل قصة كل أسبوع، وبالتالى يمكن متابعة المربى شهريا حيث أنه لابد أن ينجز كل شهر ربع أو ربعين من القرآن مع التفسير وأحاديث مع الشرح وذكر واحد ودرس عقيدة ودرس سيرة ودرس فقه.
وأربع قصص، ويتوزع الجدول أسبوعيا عبارة عن جلستين أسبوعيا، فالجلسة الأولى يأخذ قدر من القرآن مع حفظه فى الجلسة وتفسير معانى الكلمات وحفظها، وذكر معين يقوم الأطفال بترديده مع بيان متى يقال، وشرح معناه بصورة مبسطة، أو درس فى الفقه أوالعقيدة أوالسيرة بالتناوب، أى مرة ذكر ومرة فقه ومرة عقيدة ومرة سيرة أسبوعيا، والجلسة الثانية هي عبارة عن حديث من الأحاديث السابقة وحفظه مع توضيح معناه بصورة مبسطة، وإختيار قصة معينة وقصها على الأطفال وإختبار مدى حفظهم وفهمهم لها، ولا يتقيد المربى بالكم ولكن عليه توزيع الحصص على حسب ما يرى، ولكن عليه مراعاة الإنجاز الشهرى، فستكون المتابعة من خلاله، وكما يتم تربية الأطفال على هذه الآداب والأخلاق من خلال الجلسات فيهتم المربى بإختيار خلق معين.
أو أدب معين فيوصله للأطفال إما بصورة مباشرة أو من خلال الآيات والأحاديث أو من خلال القصص و السيرة أوغيرها، ثم متابعة الأطفال بعد ذلك، ومن الآداب العامة التى ينبغى أن يعود الطفل عليها هو أن يعود الأخذ والإعطاء والأكل والشرب بيمينه فإذا أكل بشماله يذكر ويحول الأكل إلى يده اليمنى برفق، وأن يعود التيامن في لبسه فعندما يلبس الثوب أو القميص أو غيرهما يبدأ باليمين وعندما ينزع ملابسه يبدأ بالشمال، وأن ينهى عن النوم على بطنه ويعود النوم على شقه الأيمن، وأن يجنب لبس القصير من الثياب والسراويل، أي يتجنب كشف العورة لينشأ على ستر العورة والحياء من كشفها، وأن يمنع من مص أصابعه وعض أظفاره، وأن يعود الإعتدال في المأكل والمشرب ومجانبة الشره، وأن ينهي عن اللعب بأنفه، وأن يعود أن يسمى الله عند البدء بالطعام.
وأن يعود الأكل مما يليه وألا يبادر إلى الطعام قبل غيره، وألا يحدق النظر إلى الطعام ولا إلى من يأكل، ويعود ألا يسرع في الأكل وأن يجيد مضغ الطعام، وأن يعود أن يأكل من الطعام ما يجد ولا يتشهى ما لا يجد، وأن يعود نظافة فمه بإستعمال السواك أو بإستعمال فرشة الأسنان المعروفة بعد الأكل وقبل النوم وبعد الإستيقاظ، وأن يحبب إليه الإيثار بما يحب من المأكل والألعاب، فيعود إكرام إخوانه وأقاربه الصغار، وأولاد الجيران إذا رأوه يتمتع بشيء منها، وأن يعود النطق بالشهادتين وتكرارها في كل يوم مرات، وأن يعود حمد الله بعد العطاس وتشميت العاطس بعد أن يحمد الله، وأن يكظم فمه عند التثاؤب وأن يغطي فيه، ولا يحدث صوتا عند التثاؤب.
إضافة تعليق جديد