رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 31 يوليو 2025 7:33 م توقيت القاهرة

أحداث و رؤى.. مــصر.. وحتمية الإنطلاق إلى الشــرق

بقلم / سميحة المناسترلي

كان هناك ضرورة حتمية لإنطلاق مصر إلى الشرق، والقيام بجولات متلاحقة لعديد من الدول التي تعتبر رائدة في مجالات مختلفة ، سواء على الصعيد الصناعي ،الثقافي، التجاري،الزراعي ،الإقتصادى و السياسي و العسكرى .. ؟ !
قبل الإجابة علي هذا السؤال علينا أن نعلم أهمية موقع مصرالإستراتيجي والجغرافي و تاريخها .. لقد أكسب الله مصر موقعاً غاية في الخطورة والأهمية ، و لهذا تُلقب ب"رمانة الميزان" بما يعني بإختصار شديد أنها بموقعها، وشعبها، و جنودها قد حملها الله رسالة وأمانة، وهى المحافظة على أمنها وإستقلالها ،فإن في أمنها وقوتها وسلامتها أمان لكل من يجاورها .. وقد حباها الله بخير جنود الأرض.. وعلى مرالتاريخ، كانت مهداً للحضارات، والديانات،والثقافات والتجارة وملاذاً لكل من يبحث عن الأمن والأمان .
تلقب مصر أيضاً ب"جوهرة التاج" فهي بموقعها الجغرافي تحتل مكانة تُحسد عليها من الجميع فهي تضم في جنباتها المناخ الصيفي المعتدل على شواطئ البحر المتوسط والبحر الأبيض وحول دلتا النيل، الجو الدافئ الرائع شتاءً بصعيد مصر ومزاراته الأثرية و السياحية .. كما تأني على منافذها غرباً دول شمال أفريقيا , وجنوباً السودان إلى أعماق قارتنا الأفريقية السمراء’ وشرقاً الى القارة الآسيوية مروراً بالمنطقة العربية، و شمالاً إلى أوربا، والأمريكتين، و باقي قارات العالم،إذن هي تتوسط العالم عن طريق منافذها هذه القوافل و الحركات التجارية هو التبادل التجاري ،المقايضات بين القوافل الصينية ومصر،و لن ننسي (طريق الحرير) الذى يعاد تطويره الآن ،و بالطبع مروراً بباقي الدول الأسيوية و بلاد الهند و السند وإيران، و منطقة الخليج وشمال أفريقيا واواسطها .. إذن سننتهي إلى الإجابة المثالية عن هذا التساؤل عنوان المقال: نعم هناك ضرورة حتمية لإسترجاع مكانتنا وإنطلاق لعلاقتنا مع جميع دول العالم .. لأن هكذا أردنا الله أن نكون ،عندما وهبنا هذا الموقع ! لقد أرادنا الله أن نكون مركز للتواصل بين جميع القارات المحيطة بنا .. ومن الخطأ إهمال هذه الهبة الربانية .. و ليس من العقل أن نستمر في الخطأ .. !!
نــعم لقد أهملنا علاقتنا الخارجية ، و أهملنا علاقتنا بجيراننا بأفريقيا،لقد إنصبت علاقتنا وإهتمامتنا بالعقود الأخيرة على علاقتنا المصرية الأوربية والأمريكية فقط ! و لهذا انحسرنا داخل بوتقة الغرب، لم نستطع الخروج منها إلا بعد ثورة 30 يونيه .. فكان أهم إنعكاستها هو استرجاع علاقات مصر ومكانتها علي المستوي الإقليمي و الدولى .. وبدأت برحلات الرئيس السيسي المكوكية بلا هوادة، بإنطلاقات متعددة سواء لدول الشرق مثل الصين واليابان،و روسيا و فيتنام والهند وسنجابور،وغيرهم ،أيضا دول أوربا و أمريكا استمر معهم من منطلق الإحترام المتبادل، الثقة بعقلية الطرف الآخر .. الإنطلاق بسياسات مصر إلى مختلف دول العالم والإنفتاح عليه، بكل ما فيه من فوائد تعود بالنفع على مصرو شعبها هي الهدف الأول والأخير للسياسة المصرية الحالية .. أي تحالف أو اندماج يؤمن لمصر الحماية، والتقدم، والرخاء على أسس سليمة راسخة هو الهدف دائماً ..
قد تكون هناك وجهة نظر تقول: إن اتجاه مصر للشرق أو للقوى العالمية القادمة ما بين تلك الدول (التكتلات الشرقية) هي تلويح ضد سياسات أمريكا وحلفائها مضمونه هو أن لمصر حرية اختيار الحليف المناسب لها،و هي رسالة من الممكن أن يكون فيها شيء من تحقيق التوازن لمكانة مصر وهذا (حق مصري أصيل)، خاصة بعدما أثبتنا من قدرة على استرجاع ثقة العالم بقوة مصر،ومكانتها، سواء علي الصعيد العسكرى بتقوية قدراتنا ،واحتلال مرتبة متقدمة وسط جيوش العالم ،و قدرتنا على مواجهة الإرهاب، بصمود نُحسد عليه، أوعلى صعيد الإصلاح الداخلى، رغم الحروب، والضغوط الداخلية، والخارجية على مصر .. مما جعلها مقصد لكل تحالف دولي يظهر على الساحة السياسية، والعسكرية، لأنها مكسب بعين أي نحالف جديد .. والدليل على هذا هو دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور فاعليات دولية مختلفة منها قمة مجموعة "بريكس" التاسعة (البرازيل- روسيا-الهند- الصين- جنوب أفريقيا)، وهي القمة التي تسعى لبذل الجهود على الساحة الدولية لتحقيق العدالة في القضايا العالمية، حيث أن مجموعة ال"بريكس"من أهم التكتلات العالمية، و حسب إحصائيات الصندوق الدولي فإن نسبة اسهامها في نمو الاقتصاد العالمي تجاوزت ال35%، وإجمالي اقتصادها 23%عالمياً، بمقابل 12% منذ 10 أعوام، كما ارتفعت حصتها في التجارة العالمية إلى 16%،والناتج المحلى لدول المجموعة يقدر بنحو 17 تريليون دولار وفقاً لتقدير البنك الدولى . بيت القصـــيد هو أننا دولة حرة مستقلة، وشعب حر أصيل، علينا أن نسعي في بلاد الله لما فيه الخير لمصــــرنا ،والإنطلاق للإنفتاح مع التكتلات الاقتصادية المختلفة شرقاً وغرباً، واجب وحق مكفول لمصر .. فإهماله والتفصير فيه تكون عواقبه هي نوع من العزلة و الضعف ، و العكس صحيح .. تحيا مــصر .. أم الدنيـــا .

 

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.