اعداد محمود عبد السلام
أحمد مصطفى
من الرموز الكبيرة بنادي الزمالك صنع مع جيله تاريخًا لا يُنسي مع الزمالك.
"أحمد مصطفي" أحد نجوم الزمالك في حقبة الستينيات الذي يقلّب في أوراق مشواره الحافل مع الزمالك في هذه السطور ..
وبدأت حكايته مع الزمالك و هو في عمره ١٤ عام
وتدرّج في مراحل الناشئين 14 و16 و18 سنة حتي تم تصعيده للفريق الأول، بعد أن شاهده أكثر من مرة مع فريق 18 سنة اليوغوسلافي "إيفان" المدير الفني للفريق الأول، واختاره للتدريب مع الفريق الأول ولم يكن الوحيد من فريق 18 سنة الذي نال إعجاب المدير الفني وقام بتصعيده وإنما اختار أيضًا الثلاثي "عبده نصحي" و"محمد رفاعي" و"نبيل نصير" وكان ذلك في موسم 58/59.
كانت أول مباراة له مع الفريق الأول أمام الإسماعيلي في نهاية الموسم الذي صعدت فيه، وكانت بمثابة تحصيل حاصل لأن الأهلي كان قد حسم الأمر وفاز ببطولة الدوري، وجاء الزمالك في المركز الثاني وأراد المدير الفني للفريق أن يمنح مجموعة الصاعدين الفرصة للحكم جيدًا علي قدراتهم الفنية من خلال المشاركة في المباريات الرسمية، وبالرغم من خسارتهم لهذه المباراة بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين.
فإنه نجح مع زملائه (عبده نصحي والرفاعي ونصير) في تقديم أوراق اعتمادهم في الفريق الأول، بعدما ظهروا بمستوي جيد نال إعجاب إيفان، وحجز مكاننا في التشكيل الأساسي في الموسم التالي، وقدم بعد ذلك عروضًا قوية أشاد بها الجميع.
كان لموسم 59/60 منزلة خاصة في نفسه ليس فقط لأنه حصل فيه علي فرصه مع الفريق الأول كاملة،
وإنما أيضًا لأنه شهد تتويج الزمالك بأول بطولة للدوري منذ بدايتها، ولم يتوقف إنجازه في ذلك الموسم عند هذا الحد، وإنما امتد أيضًا إلي بطولة كأس مصر التي فازوا بها أيضًا وعن جدارة واستحقاق، خصوصًا أن المنافس في المباراة النهائية كان الأهلي.
وأقيمت هذه المباراة علي ملعب الترسانة وسط حضور جماهير كبير من الفريقين، وشهدت تألق جميع لاعبي الزمالك، وفزنا بهدفين مقابل هدف، وسط فرحة عارمة من جماهير الزمالك التي سعدت بحصول الفريق علي بطولتين في موسم واحد، وبعدها توالت البطولات فخلال مسيرته مع الفريق حتي اعتزاله اللعب
أحرز ثلاث بطولات للدوري أعوام 60 و62 و64
بالإضافة إلي خمس بطولات كأس مصر .
لأنها أسهمت في زيادة شعبية الزمالك. .. لعب مع العديد من الأسماء الكبيرة التي كانت لها بصمتها في تاريخ القلعة البيضاء أمثال :
نور الدالي كابتن الفريق الذي كان يشجعني كثيرًا ويحفزه من أجل الارتقاء بمستواه، وكان حريص علي الاستماع لنصائحه جيدًا وتنفيذ توجيهاته،
وشريف الفار وعصام بهيج وعلاء الحامولي وسمير قطب الذي انتقل للفريق من الأوليمبي ورأفت عطية المنتقل من الاتحاد وألدو حارس المرمي، وتوالي بعدها انضمام عناصر جديدة للفريق أمثال حمادة إمام وأحمد رفعت ومحمود أبورجيلة وغيرهم من الأسماء التي حققت نجاحات كثيرة بعد ذلك، مما جعل الزمالك عامرًا بالنجوم الذين يشكلون الهيكل الأساسي للمنتخب الوطني
. وعن أول مكافأة حصل عليها أحمد مصطفي :
لم تَزد أول مكافأة حصل عليها علي جنيهين،
كانت تمنح عقب تحقيق الفوز في المباريات، وسعدت بهذه المكافأة كثيرًا، وكانت بمثابة حافز كبير بالنسبة لنا، أما في حالة التعادل فكان يحصل علي جنيه واحد
وكان الراحل الكبير حلمي زامورا مدير الكرة وقتها يرفض منح المكافأة له بطريقة مباشرة لأننه كان صغير السن وكان يخشي ضياعها، وكان يعطيها لوالده
ثم زادت المبالغ بعد ذلك حتي حصلت علي 80 جنيهًا
عقب الفوز ببطولة كأس مصر عام 60 وكان مبلغًا كبيرًا في ذلك الوقت. ..
بالرغم من إجادته في خط الدفاع الذي شغلته لفترات كبيرة، فإنه نجح في اللعب في أكثر من مركز لدرجة أن المدربين كانوا يلقبونني باللاعب الجوكر، لأنني لعبت في جميع المراكز باستثناء الجهة اليسري، وكنت أجيد أكثر في طريقة 3-2-5 التي تعتمد علي الهجوم، حيث أشارك في الهجمات وعندما نفقد الكرة تتحول إلي 3-4-3 وأسهم في القيام بالدور الدفاعي وهو ما جعل المدربين يعتمدون علي كثير في القيام بهذا الدور الذي يحتاج إلي بذل المزيد من الجهد. ..
خلال مسيرته الكروية تلقي عرضًا للاحتراف من أحد الفرق النمساوية
لكنه رفض الرحيل خارج مصر مفضلاً البقاء مع الزمالك الذي أعتبره بيته
الذي تربي بين جدرانه،
ولم يكن في مقدوره اللعب لأي نادٍ آخر سواء خارجيًا أو محليًا،
وكان أبرز ما يميز هذه المرحلة الزمنية أن لاعبي الزمالك والأهلي كان لديهم ولاء شديد لنادييهم ويتمسكون بالبقاء معهما مهما تكن المغريات أو التضحيات.. ..
آخر مباراة لعبها مع الزمالك كانت في موسم 66/67،
وهو الموسم الذي حصل خلاله الإسماعيلي علي بطولة الدوري،
وكانت هذه المباراة أمام الأهلي وحققنا الفوز بهدف للاشيء،
وتألق خلالها وظهر بمستوي فني جيد، ورغم ذلك صمّم بعدها علي اتخاذ قرار اعتزال اللعب الذي أعتبرته من القرارات الصعبة بعد مشوار طويل مع الزمالك مليء باللحظات الجميلة والمواقف والإنجازات التي لا تُنسي. ..
ألقاب كثيرة حصل عليها خلال مشواره في الملاعب
منها لقب أحمد فريجيدير
الذي أعتز به كثيرًا وظلّت الجماهير تنادييه به لفترات طويلة،
وكان قد أطلقه عليَّ الناقد الرياضي الكبير الراحل ناصف سليم
نتيجة لمهارة المراوغة التي كنان يجيدها،
وخاصة عندما يمتلك الكرة أمام مرماه ويراوغ المنافسين،
مما يعرّض الفريق لخطورة لكنه أكان ينفذها بدرجة عالية. ..
إضافة تعليق جديد