أولم يسيروا في الأرض

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي يمن على من يشاء بالأولاد ويجعلهم فتنة يتبين بها الشاكر الذي يقوم بحقهم ويصونهم عن الفساد والمهمل الذي يضيعهم ويتهاون بمسئوليتهم، فيكونون عليه نقمة وحسرة في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، ويقول الله تعالي كما جاء في سورة فاطر " أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا " والمعني هو أولم يسير أي يمشي كفار مكة في الأرض، فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم مثل قوم عاد وثمود وأمثالهم، وما حلّ بهم من الدمار، وبديارهم من الخراب، حين كذبوا الرسل، وكان أولئك الكفرة أشد قوة وبطشا من كفار مكة ؟ وما كان الله تعالى ليعجزه ويفوته من شيء في السماوات ولا في الأرض، إنه كان عليما بأفعالهم. 

قديرا على إهلاكهم، ويقول الله تعالي كما جاء في سورة هود " إلي الله مرجعكم وهو علي كل شيء قدير " والمعني هو إلى الله تعالي رجوعكم بعد موتكم جميعا فإحذروا عقابه، وهو سبحانه قادر على بعثكم وحشركم وجزائكم، ويقول الله تعالي كما جاء في سورة الأنعام " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو علي كل شيء قدير " والمعني هو وإن يصيبك الله تعالى أيها الإنسان بشيء يضرك كالفقر والمرض فلا كاشف له إلا هو سبحانه وتعالي، وإن يصبك بخير كالغنى والصحة فلا راد لفضله ولا مانع لقضائه، فهو جل وعلا القادر على كل شيء، ويقول الله تعالي كما جاء في سورة فصلت " ومن آياته أنك تري الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء إهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتي إنه علي كل شيء قدير " أي أن الله عز وجل. 

قادر علي كل شيء فهو سبحانه وتعالي يحيي الأرض بعد موتها عندما تصبح جافة يابسة متشققه فينزل عليها الماء فتعود إلي حياتها الطبيعه وتبنت لنا الزروع والثمار والنباتات، ويقول الله تعالي كما جاء في سورة الشوري " أم إتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتي وهو علي كل شيء قدير " والمعني هو بل إتخذ هؤلاء المشركون أولياء من دون الله يتولونهم، فالله وحده هو الوليّ يتولاه عبده بالعبادة والطاعة، ويتولى عباده المؤمنين بإخراجهم من الظلمات إلى النور وإعانتهم في جميع أمورهم، وهو يحيي الموتى عند البعث، وهو على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء، ويقول الله تعالي كما جاء في سورة الشوري " ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو علي جمعهم إذ يشاء قدير " وكما يقول الله تعالي كما جاء في سورة الأحقاف. 

" أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر علي أن يحيي الموتي، بلي إنه علي كل شيء قدير " والمعني أنهم أغفلوا ولم يعلموا أن الله تعالي الذي خلق السموات والأرض على غير مثال سبق، ولم يعجز عن خلقهن، قادر على إحياء الموتى الذين خلقهم أولا؟ بلى، ذلك أمر يسير على الله تعالى الذي لا يعجزه شيء، إنه على كل شيء قدير، ويقول الله تعالي كما جاء في سورة العنكبوت " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشيء النشأة الآخرة إن الله علي كل شيء قدير " والمعني هنا هو قل أيها الرسول لمنكري البعث بعد الممات سيروا في الأرض، فانظروا كيف أنشأ الله تعالي الخلق، ولم يتعذر عليه إنشاؤه مبتدأً؟ فكذلك لا يتعذر عليه إعادة إنشائه النشأة الآخرة، إن الله على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء أراده.