رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 17 يونيو 2024 9:41 ص توقيت القاهرة

الإنتخابات الأمريكية للعام ٢٠١٦ ملف الشرق الأوسط حضور مهمين ومصير مجهول

أمريكا : نسرين حلس

لا تعتبر الإنتخابات الأمريكية لهذا الموسم كمثيلاتها السابقات، علي الرغم من كونها  دوما كانت عمليه معقده متعددة المراحل ومليئة بالمفاجأت والصدمات; تأثيرها عادة يتجاوز حدود الولايات المتحدة الأمريكية ليصل العالم، لكن تعتبر  الحملة الإنتخابية للعام ٢٠١٦  ونتائجها المترتبه علي من سيفوز أواخر هذا العام; الأكثر اختلافا عن سابقاتها حيث أنها مربكة ومبهمة آتت في ظروف مختلفة عن سابقاتها وتحمل مخزونا كبيرا من الأحداث السياسية المتلاحقة التي يعيشها العالم أجمع وخاصة منطقة الشرق الأوسط التي حظيت باهتمام جميع المرشحين منذ بداية الحملة السابقين منهم والباقين

تتميز انتخابات الرئاسة الأمريكية عادة في برامحها علي التخصص; فيتسابق مرشحو كل حزب على التركيز في برامجهم علي مناقشة القضايا المختلفة الداخلية منها والخارجية; ولكن عادة ما يركز الحزب الديمقراطي ومرشحوه علي القضايا الداخليه والإقتصاد والسياسات الداخليه فيما يركز مرشحو الحزب الجمهوري علي القضايا الخارجية المتعلقة بالأمن القومي والسياسات الخارجية

في حين أن السباق الرئاسي لهذا العام اختلف مضمونه فقد رغب المتسابقون من كلا الحزبين علي التركيز في كل قضايا السياسة الخارجية وخاصة قضايا ملف الشرق الأوسط الذي حظى بالإهتمام الشاسع حيث كان الملف الأول الذي حظى باهتمام بالغ من الجميع هو ملف الإرهاب والذي تمثل في تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" والملف النووي الإيراني و آمن اسرائيل; تلك هي أهم الملفات التي عرج عليها جميع المرشحين

فقد أصبحت بذلك السياسة الخارجية التي يندرج في خطها ملف الشرق الأوسط موضع التركيز المهيمن علي حملات مرشحي كلا الحزبين وهو الأمر الغير اعتيادي، إلا آنه في الوقت ذاته علي الرغم من أن كل المرشحين السابقين والباقيين اهتموا بملف الشرق الأوسط من خلال التركيز علي أهم الملفات فإن ايا منهم لم يقدم رؤيا واضحة تضع حلول للمشاكل الموجودة فيها بشكل يضمن النتائج

 

من جهته يرى الدكتور خليل جهشان مدير مركز واشنطن للدراسات في ولاية واشنطن دي سي بأن الآنتخابات الأمريكية للعام ٢٠١٦ قد آفرزت واقعا جديدا غيرت فيه معادلة التنافس بين الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري المتناحرين علي   كرسي الرئاسة من خلال رغبة الطرفين في الإهتمام والتركيز على مناقشة السياسة الخارجية وبالتحديد ملف الشرق الأوسط، الذي استحوذ على الإهتمام البالغ في برامج جميع المتسابقين منذ بدأ الحملة الإنتخابية لهذا العام بدون الخروج بحلول جيدة ومفيده

مشيرا إلى ان ملف الشرق الأوسط أصبح موضع التركيز المهيمن علي جميع حملات مرشحي كلا الحزبين وهو الأمر الذي يعتبر غير اعتيادي ويأتي ذلك بعد ظهور المنظمات الإرهابيه وتزايد نشاطها في كثير من بلدان العالم وخاصة دول الشرق الأوسط ووصول هجمات تلك المنظمات لبلدان العالم حتى اميركا في عقر دارها ما حذا بجميع المرشحين وخاصة الجمهوريين على انتقاد سياسة الرئيس أوباما وإدارته الحالية الذي لم يتمكن من مواجهة تنظيم "داعش" في الوقت الذي امتنع فيه عن الإنخراط في سوريا  الأمر الذي تسبب  في العديد من المشاكل التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وآفريقيا وجنوب شرق آسيا  وغيرهم من البلدان في الوقت الحالي واصبح الخطر متفشي.  لذا فقد كان الملاحظ هو أن جميع المرشحين اتفقوا على "وجوب اعتماد نهجا أكثر عدوانيه للتعامل مع ما يسمى الدولة الإسلامية " داعش" مع اختلاف الأساليب فالديمقراطيون ومنهم هيلاري كلينتون يرون بوجوب توسيع نطاق السياسة الحالية التي تتبعها إدارة الرئيس أوباما، في حين أن الجمهوريون يطالبون بإرسال المزيد من القوات البرية وقوه جوية إضافية إلى المنطقة للتعامل مع المشكلة وهناك من طالب بقصف شامل للأراضي أو قتل أفراد اسر مقاتلي  داعش وهي الحلول الأكثر تطرفا

أما فيما يخص الإتفاق النووي الإيراني فيرى جهشان إلى أن الإتفاق النوووي المبرم مع ايران والذي دخل حيز التنفيذ مؤخرا كان مثار جدل في حملة الإنتخابات وقضية حاسمة حيث أن الديمقراطيين يدعمون ذلك الإتفاق ويعتبرونه نقطة مهمة في تاريخ الإدارة الأمريكية ساهمت في تحجيم ايران في امتلاكها السلاح النووي ووضعتها تحت المرصد في حين أن الجمهوريين مازالوا يعارضون ذلك بشده معتبرين ذلك الإتفاق يهدد آمن اسرائيل وقد وهدد بعض المرشحين صراحة في انه في حال فوزهم سوف ينسحبون من ذلك الإتفاق ما يعني أن ايران لن تعود حليف،  الأمر الذي قد لا يعود بالنفع على منطقة الشرق الأوسط و قد يهدد بذلك امنها وسلامها وخاصة دول الجوار دول الخليج العربي; ويضيف:” إلا أن البعض منهم اعتبر أن التراجع عن الإتفاق ليس باستراتيجية جيدة داعيا لإتباع نهجا آكثر دقة وحكمة في التعامل مع  الملف الإيراني والتأني; ذلك أن التراجع قد لا يكون من المصلحة العامه خاصة أن الإتفاق دخل حيز التنفيذ، لذا فإن كان الرئيس القادم من الديمقراطيين فإنه من المرجح أن يتم تطبيق الإتفاق مع آيران والمجتمع الدولي وفي حال حدوث اتنهاكات سيتم فرض عقوبات اقتصادية كبيرة عليها

أما بما يختص بأزمة اللاجئين السوريين من المؤكد أن يكون لإختيار الإذيس القادم تأثير كبير في هذا الموضوع. حيث أنه على الأرجح سيقوم الديمقراطيون باستقبال عشرات الالاف من اللاجئين كما سيساعدون الدول الأخري ويشجعونها علي استقبال اللاجئين ودعمهم في حين آن الجمهوريين سيرفضون دخولهم أو حتى التشجيع على إقامة مناطق مناطق آمنه داخل سوريا  بل سيعتمدون علي دول المنطقة لإستقبالهم والتعامل مع الأزمة السورية

في حين يرى مدير مركز واشنطن للدراسات بأن اللاعب الأبرز دوما والمتواجد في كل فترة انتخابيه بين المرشحين المتداخل في برامجهم خاصة مرشحى الحزب الجمهوري هي "اسرائيل وآمنها"  حيث يسعى الجميع  لكسب ودها ورضى ودعم اللوبي اليهودي المؤيد لها ومن ثم كسب اصوات الناخبين واموالهم وقد ظهر ذلك جليا في إحدى المناظرات عندما أعرب ترامب عن دعمه لإسرائيل قائلا :” لا يوجد أحد على هذه المنصة يدعم إسرائيل أكثر منى"، مستطردا" ابنتي وزوجها يهود" في حين أقصى ماركو ريبو الطرف الفلسطيني نهائيا بقوله " لا يعتقد بوجود شريك في الجانب الفلسطيني يمكن لإسرائيل أن تتفاوض معه، كما صرحت هيلاري كلينتون الممثلة عن الحزب الديمقراطي بقولها أنها في حال وفوزها سوف تسمح لإسرائيل بقتل ٢٠٠ آلف فلسطيني. الأمر الذي يؤكد أن كلا الحزبين يصرون على تأييدهم القوي اللامتناهي لإسرائيل والتعامل معها على آنها حليف استراتيجي للولايات المتحدةو أن أمنها وبقائها هو من مصلحة امريكية ما يعني آن كلا الحزبين مهما اختلفوا حول جميع القضايا إلا انهم حول آمن اسرائيل متفقون

 لذا فهو يؤكد على أن هوية الرئيس القادم الذي سيتم انتخابه لابد وأن يكون لها تأثير كبير علي اتجاه السياسة الخارجية والذي يدخل في حيزه ملف الشرق الأوسط ; الأمر الذي قد تشهد فيه الإتفاقات والتحالفات المبرمة تغييرات كبيرة في ظل الإدارة الجديدة المقبلة

كما يؤكد بأن قضايا السياسة الخارجية وبخاصة قضايا الشرق الأوسط ليست فقط قضايا تطرح ويتم مناقشتها في الحملة الإنتخابية بل أنها سوف تكون علي المدى البعيد نقطة تركيز مهم للإدارة الأمريكية آيا كان الفائز في تلك الإنتخابات ما يعني أن دول العالم كلها سوف تدخل في هذا الحراك كما أن حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربيه سوف يكون لهم دور فعال في تنفيذ السياسة الخارجية في المنطقة الأمر الذي قد يترتب عليه تغيرات قد تطال المنطقة العربية لذلك الكل يترقب بحذر نتائج هذه الإنتخابات الغير عادية

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.