"الانهيار الأمريكي الوشيك.. إمبراطورية تتهاوى بين فشل الداخل وضغوط الخارج"

الصحفي أحمد عبدالقادر خليفه 

تعيش الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أخطر أزماتها الداخلية منذ عقود، بعد أن دخل الإغلاق الحكومي أسبوعه السادس، تاركًا آلاف الموظفين في منازلهم دون رواتب، ومؤديًا إلى شلل في قطاعات حيوية تمس حياة المواطن الأمريكي مباشرة.

شلل في الخدمات الأساسية
توقفت أنظمة التأمين الصحي والرعاية الطبية لكبار السن، فيما باتت بنوك الطعام عاجزة عن تلبية احتياجات الأسر المحتاجة. كما امتد التأثير إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تعاني من نقص التمويل، ما أدى إلى تفشي حالات السرقة وارتفاع معدلات الجريمة في عدد من الولايات.

خسائر اقتصادية فادحة
الشركات الأمريكية تكبدت خسائر تقدر بـ 1.3 تريليون دولار نتيجة الرسوم الجمركية المتبادلة، بينما لا تتجاوز عائدات الرسوم التي حصلتها الخزانة الأمريكية 14 مليار دولار — رقم هزيل مقارنة بحجم الانكماش الاقتصادي. حتى بورصة "وول ستريت"، رمز القوة الاقتصادية الأمريكية، تشهد تراجعات غير مسبوقة في أسهم كبرى الشركات.

 أزمات خارجية تتفاقم
على الصعيد الدولي، لم تنجح زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة إلى كوريا الجنوبية في تحقيق النتائج المرجوة. فبعدما أعلن عن اتفاق مزعوم يقضي بدفع سيول 350 مليار دولار لخفض الرسوم الجمركية، خرجت مظاهرات غاضبة في الشوارع الكورية رفضًا للصفقة، وصلت إلى حد مطالبة الأمريكيين بمغادرة البلاد.

 انتقادات داخلية حادة
في الداخل، يتعرض الرئيس الأمريكي لوابل من الانتقادات من شخصيات بارزة مثل كامالا هاريس وهيلاري كلينتون وباراك أوباما، الذين اتهموه بالفشل في إدارة البلاد داخليًا وخارجيًا، مؤكدين أن الولايات المتحدة تحولت من “دولة عظمى” إلى “دولة تتسول الحلول”.

 العودة إلى سياسة الفوضى
ولم تجد الإدارة الأمريكية مخرجًا من أزماتها سوى العودة إلى ما وُصف بـ"الاستراتيجية القديمة" — إشعال الصراعات في الدول الغنية بالثروات تحت شعار محاربة الإرهاب.
ففي نيجيريا، التي تمتلك واحدًا من أكبر احتياطيات النفط في إفريقيا، ظهرت مجددًا جماعة “بوكو حرام” الإرهابية، لتبرر التدخل العسكري الأمريكي تحت ذريعة “حماية المسيحيين”.

 أمريكا.. على أعتاب السقوط؟
المحللون يؤكدون أن واشنطن، المثقلة بالعجز المالي والانقسام الداخلي، لن تستطيع تمويل مغامرات عسكرية جديدة، لا في نيجيريا ولا في فنزويلا. كما أن حلف الناتو نفسه يعيش حالة إنهاك في ظل المواجهات المستمرة مع روسيا في أوكرانيا.

وبينما تتهاوى أعمدة النظام الرأسمالي الأمريكي، تتكشف أمام العالم حقيقة لم يعد بالإمكان تجاهلها:
الإمبراطورية التي طالما ادعت قيادة العالم بدأت فعليًا رحلة السقوط من القمة.