رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 10 يونيو 2025 12:03 ص توقيت القاهرة

التعليم بعرض قصص العظماء للأطفال.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل الشباب قوة، وزينة وفتوة، وزيّن بالثبات منهم من شاء، وحلى بالإستقامة منهم من أراد، أحمده سبحانه وأشكره والشكر له على جزيل نعمه، وعظيم مننه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله أرسله ربه بالهدى والنور، فلبّى دعوته شباب نفع الله بهم الإسلام وأمته، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته، المتفانين في دعوته، والممتثلين لأوامره، والمجتنبين لنواهيه، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة وقيل أنه رأت الأم أبناءها منبهرين بشخصيات الرسوم المتحركة والمجلات والأفلام الغربية من الأبطال، فعز عليها ذلك وقالت لهم إن هؤلاء أبطال غير حقيقيين، فهل أحدثكم عن أبطال حقيقيين؟ فكانت إجابتهم بالفعل هي الإيجاب، فظلت تحكي لهم كل يوم قصة.
قبل النوم من قصص أبطال المسلمين من الأطفال أمثال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي نام في فراش النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة وهو إبن عشر سنين، والحسن والحسين رضي الله عنهما الذين رأيا شيخا يتوضأ وكانا غلامين فلم يريدا جرح مشاعره بأن يقولا له أنه لا يحسن الوضوء، فقالا له يا عماه لقد إختلفت وأخي فيمن يحسن الوضوء منا فهلا حكمت بيننا؟ وأرياه كيف الوضوء الصحيح، وهذا هو عبد الله بن الزبير رضي الله عنه الذي عُرف عنه منذ صغره قوة في الحق وصراحة في الكلمة يعترف إذا أخطأ ويتحمل الجزاء إذا دعا الأمر، وقد كان يوما يلعب مع الصبية وهو لا يزال صبي وإذا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يمر بهم، ففروا من أمامه، لأنه كان يسألهم عن صلاتهم فإذا كانوا قد أدوها تركهم وإذا لم يؤدوها أمرهم بأدائها.
أما عبد الله فوقف مكانه، فلما سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن عدم فراره معهم قال لم أرتكب ذنبا فأخافك، وليست الطريق ضيقة فأوسعها لك، فسأله هل أديت فرضك؟ قال نعم يا أمير المؤمنين، وتلاوة ما عليّ من قرآن وحديث وأنا الآن أروّح عن نفسي، فقال له جزاك الله خيرا يا ولدي، وهذا هو أسامة بن زيد رضي الله عنه الذي علم أن رسول الله صلى الله عليه سلم يتجهز للغزو فأصر، وهو بعد لم يتجاوز العاشرة من عمره على أن يكون له دور، فذهب يعرض نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن الرسول الكريم أجابه بأنه ما يزال صغيرا لم يفرض عليه القتال، فعاد باكيا ولكنه عاود الكرة مرة ثانية وثالثة وفي الثالثة طلب منه أن يطيّب الجرحى من المقاتلين، ففرح فرحا شديدا، ولما كبر أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى أسامة قيادة أحد جيوش المسلمين.
فتم ذلك في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وهذان هما معاذ ومعوّذ الغلامان الذين نالا شرف قتل أبي جهل عمرو بن هشام رأس الكفر الذي طالما آذى الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ثم إنصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال لهما "أيكما قتله؟" فقال كل منهما " أنا قتلته" فقال لهما " هل مسحتما سيفيكما؟" قالا "لا" فنظر صلى الله عليه وسلم في السيفين وقال " كلاكما قتله" وهذه هي السيدة أسماء بنت أبي بكر التي تشرفت دون الخلق بحمل الطعام والشراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها في مخبأهما أثناء الهجرة، والدفاع عنهما بشجاعة وصلابة أمام أبي جهل الذي لطمها على خدها لطمة أطاحت قرطها، وهذه هي أروى بنت الحارث رضي الله عنها التي قادت كتيبة من النساء وقد عقدت لواء من خمارها كخدعة حربية.
ففعلت من معها من النساء مثلها وإندفعت بالكتيبة إلى حيث كان المسلمون يواجهون عدوهم في ميسان، فلما رأى الأعداء الرايات مقبلات عن بعد ظنوا أن مددا للمسلمين في الطريق إلى أرض المعركة، ففروا مولين الأدبار، وتبعهم المسلمون يطاردونهم حتى قتلوا منهم أعدادا كبيرة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.