رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 11 ديسمبر 2024 1:07 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الإستقرار والأساس للإنسان

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 22 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، لقد تعلمنا من نبي الله سليمان عليه السلام إتقانا عجيبا في التصميم والبنيان، وهو استعمال مواد غير معتادة، وربما لا يستطيع البشر أن يعلموا مثلها حتى الآن، فلما أرادت ملكة سبأ أن تأتي وهؤلاء أهل دنيا كفار، أراد أن يفاجئها بما يبهرها حتى تستلم، وتسلم فتسلم، غير قضية العرش، صنع نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام بالجن الذين سخرهم الله له والصناع الحذاق الذين عنده قصرا من الزجاج، وقال ابن كثير رحمه الله وذلك أن نبي الله سليمان عليه السلام أمر الشياطين فبنوا لها قصرا عظيما من قوارير.
أي من زجاج، وأجرى تحته الماء، فالذي لا يعرف أمره يحسب أنه ماء، ولكن الزجاج يحول بين الماشي وبينه وهذا من باب الإفحام في الدعوة، والإبهار للكفار حتى يستسلموا ويدخلوا في دين الواحد القهار، فلما شاهدت ما شاهدت علمت أن هذا نبي، تابت ورجعت إلى الله تعالي، ويعلمنا الإسلام كيف يكون الإنتماء للأقارب وليس التعصب الأعمى فقال عنها الرسول صلي الله عليه وسلم " إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن يصل من وصلها ويقطع من قطعها " ومعنى شجنة هى الشعبة من كل شيء ويعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق والحجزة وهو موضع شد الإزار من الوسط، ويقال أخذ بحجزته، أى التجأ إليه واستعان به، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني.
وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " رواه مسلم، وإن الشريعة الإسلامية وهي التي لم تغفل عن أقل الأمور، فلم تترك سبيل النصيحة ملتبسا ولم تدع أسلوب الإصلاح غائبا، وإن أهم المعالم في طريق الإصلاح والنصيحة التثبت من الحال والعدل والإنصاف في إطلاق الأحكام واطراح الهوى، وقبل ذلك وبعده عدم التشهير وإذاعة السوء، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة النساء " وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" وقال الله تعالى فى سورة النور " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشه فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة "
وهكذا فإن الوطن هو الأمن والأمان، وهو الاستقرار والأساس الذي يحيا لأجله الإنسان لأنه الكيان الذي يحتويه، ولذلك يعتبر حب الوطن من الإيمان بوجوده، وإن العامل الأساسي في قيام الحضارات والفتوحات وبناء الدولة الإسلامية في العصور والقرون الأولى هو الأخلاق، يوم أن كان الفرد يحب لأخيه ما يحبه لنفسه يوم أن كان الفرد يؤثر غيره على نفسه، يوم أن كان العدل سائدا في ربوع المعمورة يوم أن كانت المساواة في كل شئون الحياة تشمل جميع الطبقات، يوم أن قدمت الكفاءات والقدرات والمواهب، وغيره الكثير والكثير، فإننا في حاجة إلى أن نقف وقفة مع أنفسنا وأولادنا وأهلينا في غرس مكارم الأخلاق والتحلي بها فنحن نحتاج إلى نولد من جديد بالأخلاق الفاضلة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.