رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 يوليو 2024 9:01 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن رسول الله يوصي معاذ

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 2 ديسمبر

الحمد لله الحيي الستير الذي يحب الحياء والستر، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه واستغفره، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أمر بحراسة الفضيلة ونهى عن الرذيلة فيقول تعالي "والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما" وأشهد أن محمدا عبده ورسوله كان أشد حياء من العذراء، وأشد غيرة من الكتيبة الخرساء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الغيورين على دينهم وأعراضهم ومحارمهم وسلم تسليما كثيرا، أما بعد، قيل أنه كان لمعاذ بن جبل رضي الله عنه، زوجتين، فإذا كان يوم إحداهما لم يشرب كأس ماء عند الأخرى بغية أن يعدل بينهما، وقد توفيت زوجتيه الاثنتين في الطاعون فأقرع بينهما أيهما يدفن أولا وذلك من تحريه للحلال وورعه عن الحرام.

وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه، إذا قام الليل قال " اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربى من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد" وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه، أن معاذ بن جبل رضى الله عنه أراد سفرا فقال يا نبي الله، أوصني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اعبد الله لا تشرك به شيئا"  فقال معاذ يا نبي الله، زدني، فقال صلى الله عليه وسلم "إذا أسأت فأحسن" فقال يا رسول الله، زدني، فقال صلى الله عليه وسلم "استقم وليحسن خلقك" وهذا هو معاذ بن جبل الأنصاري الذي قال عنه عاصم بن حميد أن معاذ لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوصيه. 

ومعاذ بن جبل راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال صلى الله عليه وسلم "يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري" فبكى معاذ بن جبل خشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال صلى الله عليه وسلم "إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا" وعن الشعبي قال حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال، قال ابن مسعود، إن معاذ بن جبل رضى الله عنه، كان أمة قانتا لله حنيفا، فقيل إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا، فقال ما نسيت هل تدري ما الأمة؟ وما القانت فقلت، الله أعلم، فقال الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول صلى الله عليه وسلم، وكان معاذ بن جبل، يعلم الناس الخير وكان مطيعا لله عز وجل ورسوله.

وعن شهر بن حوشب قال، كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل، نظروا إليه هيبة له، وعن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال" إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن الكريم، حتى يقرأه المؤمن والمنافق، والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه، حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورا، قالوا وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.