
بقلم —ياسر فراويلة
فى هذا اليوم تمر ذكرى حرب التحرير ،فى هذا اليوم كان كل الرجال تقريبا خارج بيوتهم ، فعلى الجبهة كان أبى وأخوي وأولاد عمى وأعمامى وأنسبائى ، كلهم تقريبا كانو على جبهات القتال ، كنا تنتظرهم كى يقصوا علينا بطولاتهم ..
كما تعودنا كل اجازه أن يتجمعوا ساعات إجازاتهم ليقص كل منهم ما فعله بالعدو ، كنا نتشوق أن نعرف ماهى سيناء ومن هم اليهود ، كنا نرى الجلاد الورقة الازرق على زجاج المنازل ، ونرى الخنادق فى الشوارع ، ونرى أسوار من الطوب ، الأمر أمام أبواب العمارات .
كنا نلعب فى الخنادق ننتظر اليهود ببنادق خشبيه كنا نلعب جنود ينتظرون يهود ، وكنا نسمع اصوات صفارة الغارة وعسكرى الدورية كانوا يحذروننا من اليهود الذين يلقون باللعب والأقلام المتفجرهة .
حتى قامت الحرب رأينا الناس على قلب رجل واحد ، و لم نعد نسمع ببلطجية ولا عواطلية على المقهى ، ثم شاهدنا كيف كانت الطائرات تتراقص فى السماء ، ثم تهوى لامعة محترفة لنصره الله اكبر وتجرى باتجاهها لنرى الجندى القتيل الساقط من طائرة العدو .
أنه شعور الوحدة ، الفقير والغنى ، لا أحقاد ، عدو واحد ومصير واحد ، لم نرى أو نسمع بالإنتهازية والمحسوبية والفوضى والترهل فى كل شيء إلا عندما فقدنا شعورنا بالمجمع والوطن .
وكان دوما الجيش هو الطبيعة التى نعول عليها بزى قواده وجنوده ، هذا كان شعور ورؤية جيلنا لتلك الأحداث والتى لازالت متقدة ، لا يعنينا موت ولا وباء والفقر ولا ازمة ، لأننا رأينا حياة منتهية بعد النكبة ، ورأينا عدوا لايرقب فينا إلا ولا ذمة .
إضافة تعليق جديد