رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 28 نوفمبر 2025 10:26 م توقيت القاهرة

العاشر من رمضان

بقلم —ياسر فراويلة 

فى هذا اليوم تمر ذكرى حرب التحرير  ،فى هذا اليوم كان كل الرجال تقريبا خارج بيوتهم ،  فعلى الجبهة كان أبى وأخوي وأولاد عمى وأعمامى وأنسبائى  ، كلهم تقريبا كانو على جبهات القتال ، كنا تنتظرهم كى  يقصوا علينا بطولاتهم ..
 كما تعودنا كل اجازه أن يتجمعوا ساعات إجازاتهم ليقص كل منهم ما فعله بالعدو ، كنا نتشوق أن نعرف ماهى سيناء ومن هم اليهود ، كنا نرى الجلاد الورقة الازرق على زجاج المنازل ، ونرى الخنادق فى الشوارع ، ونرى أسوار من الطوب ، الأمر أمام أبواب العمارات .
كنا نلعب فى الخنادق ننتظر اليهود ببنادق خشبيه كنا نلعب جنود ينتظرون يهود ، وكنا نسمع اصوات صفارة الغارة وعسكرى الدورية كانوا يحذروننا من اليهود الذين يلقون باللعب والأقلام المتفجرهة .
حتى قامت الحرب رأينا الناس على قلب رجل واحد ، و لم نعد نسمع ببلطجية ولا عواطلية على المقهى ، ثم شاهدنا كيف كانت الطائرات تتراقص فى السماء ، ثم تهوى لامعة محترفة  لنصره الله اكبر وتجرى باتجاهها لنرى الجندى القتيل الساقط من طائرة العدو .
أنه شعور الوحدة  ، الفقير والغنى ، لا أحقاد ، عدو واحد ومصير واحد ،  لم نرى أو نسمع بالإنتهازية والمحسوبية والفوضى والترهل فى كل شيء إلا عندما فقدنا شعورنا بالمجمع والوطن . 
وكان دوما الجيش هو الطبيعة التى نعول عليها بزى قواده وجنوده ،  هذا كان شعور ورؤية جيلنا لتلك الأحداث والتى لازالت متقدة ،  لا يعنينا موت ولا وباء والفقر  ولا ازمة  ، لأننا رأينا حياة  منتهية بعد النكبة ، ورأينا عدوا لايرقب فينا إلا ولا ذمة .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
10 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.