رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 1 أغسطس 2025 10:12 م توقيت القاهرة

الماء شراب الإنسان وقوام حياته.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله مصرّف الأوقات وميسر الأقوات فاطر الأرض والسماوات أهل الفضل والمكرمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلقنا لعبادته ويسر لنا سبل الطاعات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحنيفية السمحة ويسير التشريعات، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد أفضل المخلوقات وأكرم البريات وعلى آله السادات وأصحابه ذوي المقامات والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرصات أما بعد فاتقوا الله عباد الله وكلوا من الطيبات واعلموا الصالحات فاليوم حياة وغدا ممات، ثم أما بعد اعلموا أيها الأخوة الكرام أن الماء جند من جند الله، ورحمة من رحماته، فلقد رحم الله تعالي بالماء نبي الله نوح عليه السلام ونجّاه من قومه على ظهر سفينة، وحمل نبي الله موسى الرضيع وهو في التابوت على مائه.
ورحم الله تعالي به نبي الله موسى وقومه لما إستسقوه، ورحم به رسولنا المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام يوم بدر، وثبتهم وربط على قلوبهم، وحمل جند الإسلام في ذات الصواري زمن ذي النورين عثمان والغيث في عامته خير ورحمة، فقال تعالى كما جاء في سورة الشوري " وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد " والماء جند من جند الله تعالي، فقد عذب الله به أقواما، فأغرق بالماء قوم نوح لما كفروا بالله وخالفوا أمره، وأغرق به الطاغية فرعون بعد تفاخره بالماء فأعلمه الله قدره ونجّاه ببدنه ليكون لناس عبرة، وأغرق سبأ بالسيل العرم، وكما أن من أعظم الآيات في المطر أنه يظهر للعبد ضعفه، فيا عجبا لأمر البشر يخافون الغيث وهم يطلبونه، ويفزعون منه وهم يستسقون لنزوله.
إنهم يستسقون لبقاء حياتهم، فشرابهم وطعامهم في غيث ربهم لهم، وهذا هو طمعهم فيه، لكنهم يخافون الغرق فإذا تتابع المطر تأذوا منه، وقد يغرقون فسبحانك ربنا، ما أعظمك وما قدرناك حق قدرك، فيجب على العبد ألا يقف عن التدبر والتأمل في آيات الله تعالي ليتبين له عظيم قدرة ربه وعظيم فقر العبد لربه وحاجته لله، فقال تعالى " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله والله هو الغني الحميد " فيا عباد الله، أكثروا من التأمل والتدبر فيما ترون من أحداث، فهذه صفات أولي الألباب، ثم اعلموا أيها الفضلاء أن نعمة الماء هي من أجل النعم ومنة من أعظم المنن وآية من أكبر الآيات والسنن، بها تدوم الحياة وتعيش جميع الكائنات فلا غنى لمخلوق عنها، ولا عيش لهم بدونها، إنها النعمة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز وربط حياة كل شيء بها فقال تعالي " وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون "
ولقد حظيت هذه النعمة أهمية كبيرة وعناية بالغة، فقد ذكرها الله تعالي في كتابه العزيز في ثلاث وستين موضعا، ومن يتدبر القرآن ويتأمل فيه يجد أن الماء ملازم للإنسان في الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وبه تكون حياته وهلاكه ونعيمه وعذابه، ففي الحياة الدنيا لا حياة له بدون ماء، فمنذ أول وهلة من تاريخ البشرية تجد أن الأحياء على هذه الأرض تتبع مواقع الماء ومواطنه، وتفارق مناطق الجفاف، ولقد سطر التاريخ أن حضارات البشر شيدت على ضفاف الأنهار، وقطرات الأمطار، وسواحل البحار، فقد كان البدو يرحلون بأنعامهم مواقع الماء والكلأ، ويقيمون فيها إلى أن تجف، فيرحلون منها إلى غيرها، فكانت مواضع المياه عامرة، كما كانت الصحاري الجافة خالية، إذ أن في الماء شراب الإنسان وقوام حياته، حيث قال تعالى " فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه "

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 15 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.