رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 30 أغسطس 2025 9:14 م توقيت القاهرة

المرض بين نزيف العقول وشراء الضمائر العلمية

  
بقلمي جمال القاضي

لاشك اننا نسمع ونشاهد في حاضرنا عن أمراض لم نكن نسمع عنها في الماضي، كما يقهرنا ويحزننا صوت الوجع الصادر من هؤلاء المرضى. في الماضي لم تتعدد الامراض، ورغم ذلك كان الموت لابسطها نظرا للتأخر العلمي في مجال التشخيص ومجال العلاج .

لكننا اليوم نرى كمًا هائلا من الإمراض، مابين مزمن وبين مؤقت وعارض، ورغم هذا التطور الكبير والسريع في مجال البحث العلمي وتوصل العلماء الى علاج لكثير من هذه الأمراض والتي عجز عن علاجها في الماضي، الا اننا نرى صمتًا غريبًا يعقب اكتشاف لعلاج احد الأمراض المزمنة والخطيرة  مثلما حدث منذ فترة مع أبحاث وتجارب د / مصطفي السيد العالم المصري في مجال علاج مرض السرطان 

هذا العالم رحمه الله حينما كان في آخر لقاء معه في التلفزيون المصري وسؤاله عن آخر الإخبار والتطورات التي وصل اليها مع ابحاثه وفريقه العلمي لعلاج السرطان أجاب قائلا لقد نجحنا في علاج السرطان في حيوانات التجارب لكننا مازلنا في المرحلة الأخيرة من تجاربنا وهي معرفة هل  لجزيئات الذهب النانوية تأثيرا على كل من الكبد والطحال  ام لا ؟ وهل يستطيع الجسم التخلص منها ام لا ؟  ولو يستطيع الجسم التخلص من جزيئات الذهب النانوية فكم من الوقت يستغرقه الجسم لذلك ؟ وهل لها تأثيرات آخرى على أعضاء الجسم ام لا ؟ ولو كانت هذه الجزيئات النانوية ليس لها تأثير على أعضاء الجسم او خلاياه فسوف يتم نقل التجارب مباشرة على متطوعين من البشر ثم اعتماد هذه التقنية كعلاج نهائي وفعال على الخلايا السرطانية .

هذه التقنية التي كانت خاضعة للدراسة هي تقنية من وجهة نظري الشخصية من افضل التقنيات التي يمكن استخدامها لعلاج هذا المرض القاتل لأنها ببساطه عبارة عن جزيئات ذهب نانوية محملة على بروتين يتم حقنها في الجسم لتحيط بالخلايا السرطانية من الخارج ثم تعريض الجسم لنوع من الأشعة تفجر هذه الخلايا السرطانية من الداخل لذا اطلق عليها بالنابل المجهرية وقتها، وماينطلق بعدها من كمية كبيرة من بروتينات الخلايا التي تم تفجيرها تعمل على تغذية الجسم وتعيد له حيويته .

هذا الأمر وماذكرناه يعلمه الجميع، لكننا نقف عند مجموعة من التساؤلات ومنها على سبيل المثال: أين فريق البحث العلمي الذي كان يعمل مع المرحوم الاستاذ الدكتور مصطفى السيد ؟ هل مات باقي أعضاء الفريق بموت هذا العالم المصري ؟ هل تم تفكيك أعضاء الفريق ؟ ام تم شراء ضمائر هؤلاء حتى لايتم الاستمرار في البحث خصوصا وان ماتبقى منه حينها ليس الكثير ليكتمل وتكتمل التجارب ويطبق على الإنسان بعد اعتماده كعلاج فعال ؟ لم نسمع بعدها عن ماحدث لاعضاء الفريق البحث لكنني اظن ان  الضمير قد تم شراؤه لينتهي البحث ويقف عند نقطة البداية وكإنه لم يكن .

ثم نعود سريعا إلى احد العلماء والباحثين  والذي طلع علينا من أكثر من عامين قائلا لقد توصلنا لعلاج لمرض السكر وسوف يتم القضاء على هذا المرض تماما في غضون ثلاثة أعوام من الآن، وقد كانت فكرته في العلاج هي حقن المريض بنوع من الخلايا الجذعية قادرة على تجديد خلايا البنكرياس لتصبح قادرة على انتاج الانسيولين الطبيعي في جسم الإنسان وبالتالي ليس له حاجة بعدها في ان يستخدم حقن الانسيولين المخلق ليصبح بعدها هذا المريض شخصًا طبيعيًا يمارس حياته دون داعي لاستخدام أقراص لعلاج السكر او حقن الانسيولين ودون الوصول للأعراض الخطيرة المصاحبة لمرض السكري .

والسؤال أين ذهبت ابحاث هذا العالم أيضا؟ واين هو نفسه الآن ؟ لم نسمع اخبار عن هذا وهؤلاء وغيرهم، هل فكرة وابحث وتجارب كل من دكتور مصطفى السيد في علاج السرطان وهذا العالم في علاج السكري وغيرهما كانت مجرد فرقعات اعلامية؟ وهل مانسمع عنه من غيرهم في مجال الاكتشافات العلمية لعلاج الكثير من الإمراض المستعصية كانت مجرد فرقعات اعلامية هي الآخرى ؟ ام كانت تصريحاتهم مجرد بحثنا عن الشهرة والطريق الاعلامي أمام الرأي العام العالمي ؟

والجواب ليس ذلك هدفه الشهرة والفرقعات الإعلامية، لكن هؤلاء كانوا صادقين حقا فيما قالوا وفيما أخبرونا به، لكن أود أن اطرح سؤالًا أمام حضراتكم وهو لماذا لم يحدث مع علاجات الأمراض الآخرى والتي تستخدم عقاقيرًاطبيةً مثلما مايحدث مع علاج أي مرض آخر يستخدم تقنيات بسيطة يمكنها ان تقضي على المرض بصفة نهائية ومن مرة واحدة ؟

لكننا سوف نجيب بوصراحة إنما ذلك كان كله بهدف الاستمرار في العلاج التقليدي المتبع منذ  زمان مع مثل هذه الامراض من سرطان إلى سكري الى غيرها من الأمراض الخطيرة حتى تستفيد هذه الشركات المنتشرة في أنحاء العالم استفادة تضمن لها الاستمرارية والبقاء، فكانت محاربتها لكل مايإتي وكان معرقلًا لاستمرارها، فراحت وأصحابها في شراء الضمائر واسكات كل صوت يأتي من هنا أو هناك مبشرًا البشرية بخبر باكتشافه علاجًا جديدًا فتدفع له الكثير من المال وتلبي كل مايرغب فيه من متطلبات يطلبها هذا العالم او الباحث مقابل تنازله تمامًا عن بحثه وعدم الاستمرار فيه لينتهي وكأنه لم يكن .

اننا نعيش عالما من الفوضى، لغة المال هي اللغة السائدة  والطاغية على كل اللغات، نعيش زمانًا تستقطب فيه العقول البشرية النابغة، ثم نراها لتقدم لنا كل جديد.، ثم نقف على النتائج فإن كانت هذه النتائج تعارض مصلحة أصحاب الشركات العالمية،  فان هذه الأبحاث يجب أن نخفيها تماما عن البشرية اما بشراء ضمير  هذا العالم او الباحث وتلبية كل مايريده من مال وثراء او قتله ان رفض او أراد أن يستمر او فكر ان يعود بنتائج تجاربه البحثية لبلاده ليستفيد منها وطنه ومرضاه، لتبقى الضمائر البشرية رهن البيع  من  علماء العالم يشتريها من كان يدفع لها الثمن الإكثر وتبقى الأمراض والمرضى بين المعاناة والأدوية التقليدية وتبقى اسيرة القيود التي يفرضها اصحاب النفوذ العالمي من شركات الأدوية .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 13 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.