رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 15 مايو 2025 8:54 م توقيت القاهرة

المهمات والأصول لدين الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ادخر لعباده أجزل الثواب لقاء عملهم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها محمد صلي الله عليه وسلم، فقال " وما ينطق عن الهوى " من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفور له" ويقول صلي الله عليه وسلم " ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده " رواه البخاري، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد إن من المهمات والأصول لدين الإسلام هو الولاء والبراء، والولاء هو المحبة والنصرة والبراء هو الكراهية والعداوة وهما من شروط الإيمان بنص القرآن العزيز " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله" 

وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أحمد " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله" قال أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي "إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك وإنما انظر إلى مواطأتهم لأعداء الشريعة" وقال الله تعالي "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" فالكفر ملة واحدة سواء كان كفرا أصليا أم ردة، والناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام، وهم قسم ليس لهم من الولاء شيء بل يعاملون بالبراء وهم الكفرة وأهل الشرك فهم شر البرية، ولا يدخل في ذلك الإحسان إلى الكافر بقصد التأليف بل ذلك من أخلاق الإسلام وهو شيء خارج عن المودة والموالاة، وقسم لهم الولاء التام وهو المسلمون الذين أظهروا الإسلام ولم يتبين منهم خلافه، فالمؤمنون هم خير البرية، وقسم بين تينك الفئتين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فللعمل الصالح ما يقابله من الولاء.

وللسيء ما يقابله من البراء، ومنهم من يكون الولاء في حقه أكثر ومنهم من يكون البراء أكثر بحسب قربه وبعده عن الدين حيث يقول تعالي " قد جعل الله لكل شيء قدرا" ويبيّن ذلك حديث شعب الإيمان، فالشعب مراتب ولكل شعبة ما يقابلها من الحقوق، بشرط أن لا تزول شعب الأصول التي يزول الإيمان بزوالها، لذلك فقد أخطأ من قال بالبراءة التامة ممن تلبس ببدعة، فما دامت كلمة التوحيد في نفسه لم تُنقض فله حقها من الولاء وما أعظمه وإن كان يستحب في بعضهم تغليظ الإنكار عليه وزجره وإعمال الهجر معه بحسب المصلحة الشرعية، لا بالهوى والتعسف تأديبا له وتحذيرا لغيره كما صنع الأئمة، صيانة للأمة من مضلّات الفتن وهل بابها إلا الإبتداع والإحداث؟ والأصل في الإنكار هو الرفق والرحمة واللين لا العنف والشدة، فالرفق هو القاعدة والعنف هو الإستثناء عند الحاجة فلا منكر أعظم من الشرك. 

ومع ذلك فرسولنا المصطفي صلوات الله وسلامه عليه رفق بهم واستأنى حتى دخلوا دين الله أفواجا ورفق بهم بعدما دخلوا الدين فيتحتم على الدعاة نشر التراحم والرفق واللين بين الناس تنظيرا وتطبيقا بحسب المصلحة الشرعية والضوابط الفقهية، وقد أثنى ربه جل شأنه على نبيه بقوله " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وقال ابن جرير الطبري رحمه الله "حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله تعالي "فبما رحمة من الله لنت لهم" يقول فبرحمة من الله لنت لهم وأما قوله " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" فإنه يعني بالفظ الجافي، وبالغليظ القلب، القاسي القلب، غير ذي رحمة ولا رأفة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.