بقلم عبير مدين
المجتمع الشرقي يسعى إلى أن يضع العلاقة بين الرجل والمرأة دائما في إطار شرعي ويقيم الأفراح لها لكن ماذا بعد انتهاء الأفراح والليالي الملاح؟! وهل انت على قدر من المسؤولية والثقافة لتقدم على خطوة الزواج؟
الزواج مسؤولية عظيمة لا يقصر على تأمين الزوج الاحتياجات المادية فقط للزوجة و لأسرته الجديدة فيما بعد ولا يقتصر على أن تكون الزوجة طباخة ماهرة وتجيد تشغيل الأجهزة الكهربائية.
لكنه يشمل أيضا التعاون العاطفي والتربية المشتركة للأبناء ثمرة هذا الزواج ومن يتحملون نتيجة زواجكما وتنعكس عليهم ظلال نجاح أو فشل عملية الزواج فإما أن يكونوا سعداء أو أن يكونوا مجموعة مرضى نفسيين يضرون غيرهم ويسممون حياتهم.
الزواج يتطلب النضج العقلي والعاطفي من الطرفين والقدرة على حل المشاكل بروح التعاون ويجب أن يفهم الزوجان أن الحياة الزوجية تتطلب توازنا بين الحقوق والواجبات كل طرف مسؤول عن سعادة الآخر وعن الحفاظ على استقرار الأسرة والتخطيط الجيد لمستقبلها.
الزوج يتحمل مسؤولية القوامة والحماية والتوجيه ويجب أن يكون قادرا على تحقيق احتياجات الأسرة المادية فإذا كانت زوجته عاملة وتتعاون معه في تحمل النفقات فعليه أن يراعي هذا ويشعرها بالتقدير ويتعاون معها في أداء الأعمال المنزلية نظرا لأنه ارتضى بمبدأ التعاون عليه أن يكون محبا، أبا وسندا لزوجته فهي لم تترك بيت اهلها لتكون خادمة لرجل يبخل عليها بالكلمة الطيبة.
أما الزوجة فعليها أن تتحمل مسؤولية الرعاية وحسن المعاشرة وإدارة المنزل بما يضمن استقرار الأسرة عليها أن تكون أمينة على أموال زوجها وميزانية بيتها.
الزواج رباط امقدسا وميثاقا غليظا يجب احترامه وتحمل مسؤولياته على كلا الزوجين لنجاح علاقتهما التحلي بالصبر، التعاون، الحكمة، العدل واحتواء الطرف الآخر.
الحياة الزوجية لا تخلوا من المشاكل لذا على كلا الطرفين عليه بضبط النفس وعدم إلقاء اللوم على الطرف الآخر ولا يصب غضبه على شريك حياته فالرسول صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وإسأل نفسك هل رغبتي أن أصل لحل المشكلة؟ ام لإثبات أني كنت على حق؟ فأحيانا إثبات أنك كنت على حق فقط يكسر الطرف الآخر والأشياء المكسورة قد تجرحك.
جهلك باحتياجات شريك حياتك وبحقوقه يتسبب في إفساد العلاقة الزوجية فكما لك حقوق عليك واجبات على الزوجة أن تعف زوجها كما يريد هو وعلى الزوج أن يعف زوجته كما تريد هي.
الاهتمام والاحترام المتبادل بين الزوجين السبيل يسهمان في نجاح العلاقة الزوجية كيف تجرح مشاعر وكرامة شريك حياتك وتهمله ثم تنتظر منه حسن الأداء؟!
الشعور بالانتماء من أسس الحياة السعيدة لا تظن أن المساكن جمادات الشعور بالانتماء للمكان ينعكس عليه وهذا يوضح الفرق بين مسكنك وبين الفندق كبير مسكنك تكون حريصا على معالجة اي تصدع به أو عيب عكس الفندق إذا لم تعجبك الحجرة تستبدلها بأخرى أو تغادر لفندق آخر
غيابك عن البيت فترات طويلة يجعلك لا تألف أهلك ولا يألفونك ويجعل الفتور يتسرب ويضرب جذوره الخبيثة فتفشل العلاقة رويدا رويدا حتى يصل الزواج لمرحلة الطلاق الصامت أو يقع الطلاق الحقيقي.
ولأن الرجال قوامون على النساء ولأن الرجل يعتبر نفسه هو القائد ويجب أن يكون له السمع والطاعة من الزوجة فيا عزيزي الرجل الشرقي، يا عزيزي المتدين بطبعه الرسول صلى الله عليه وسلم كان يساعد (زوجاته) في شؤون البيت وانت زوجة واحدة وتبخل عليها بالمساعدة وتمن عليها لو ساعدتها! القوامة يا عزيزي الرجل معناها أنك مسؤول عن رعاية زوجتك وتوفير احتياجاتها
الان انت تبحث عن موظفة لتكون قوامة و عونا لك على ظروف الحياة القاسية وتجلس منتظرا منها أن تعاونك براتبها! ثم تبحث فقط عن حقوقك وإذا قصرت في واجباتها نسيت الفضل الذي بينكم وهددتها بلعن الملائكة لها!
أي عدل هذا!
إضافة تعليق جديد