رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 30 مايو 2025 2:02 م توقيت القاهرة

تشتت مجتمعي بين فتن عصرية وفتاوى فوضوية

كتبت / ياسمين حافظ

 

فتن كثيرة وغريبة من حولنا انتشرت سريعا في الآونة الأخيرة، وفتاوى مثيرة تظهر بين الحين والآخر أثارت الجدل والبلبلة بين الأفراد في المجتمع المصري، فقد ساهم الإعلام و مواقع السوشيال ميديا بدرجة كبيرة للغاية في سرعة إنتشار فوضى الفتن والفتاوى في مجتمعنا ولاسيما في الفترات الأخيرة .

فالمجتمع المصري من قديم الأزل معروف بثقافته المعتدلة و تدينه الوسطي المعتدل، ولكننا أصبحنا الأن بين متطرف متشدد ومتسيب متهاون ولا يوجد المصري الوسطي المعتدل، ففي الفترات الأخيرة وخاصة بعد ثورة "25 يناير " توصلنا إلى حالة من التشتت المجتمعي بسبب إختلاف وجهات النظر والأراء مع إطلاق العديد من الفتن والفتاوى، أدى ذلك إلى حالة من الخلل الفكري والفوضوي والتي نعاني منها مرارا وتكرارا حتى وقتنا هذا، بل ارتفعت فوضى الفتن العصرية والفتاوى الهزلية والتي يطلقها كل من يريد زيادة توتر وقلق وتشتت المجتمع وهو الأمر الذي يلعب دورا كبيرا لمصالح أطراف أخرى، فقد نرى فتن سياسية وفتن مجتمعية وفتن دينية تروع الناس وتستغلهم استغلالا سيئا يعمل على تشويش ثوابت المجتمع وعاداته وتقاليده .

وعلى سبيل المثال نجد "خبر أو بوست " منشور على مواقع السوشيال ميديا والفضائيات والصحف يثير جدلا كبيرا بين أفراد المجتمع والانسياق وراء الشائعات والتي لاتمت إلى الحقيقة بأي صلة، وتأثير كل ذلك تأثيرا واضحا وصريحا على المجتمع المصري مؤخرا بانهيار الفكر والمنطق والعادات والتقاليد وتعاليم الدين الإسلامي حيث أصبح الكثيرون يفتون فتاوى دينية وينسبونها لأنفسهم وهم ليسوا من أهل العلم ولا هم من ما يستوفى عليهم شروط الإفتاء، مما أدى ذلك إلى تشويش فكر أفراد المجتمع مع تعدد وسائل الإتصال الحديثة ومواقع السوشيال ميديا والفضائيات ساعد على توسع انتشار فوضى الفتن والفتاوى الكاذبة والغير حقيقية ووصولها سريعا إلى المجتمع بأكمله في وقت قصير جدا، فمع إستمرار انتشار الفتن العصرية والفتاوى الدينية المثيرة، أصبحنا نعيش في فوضى عارمة تضع المجتمع المصري كله في دائرة من المشاكل اليومية المتلاحقة في جميع المجالات .

فينبغي علينا جميعا كأفراد مجتمع مصري واحد معروف بالوسطية والاعتدال في تدينه ومفاهيمه للحياة، أن نتكاتف ونقف وقفة رجل واحد للحد من هذه الفوضى العصرية " الفتن والفتاوى" وإصلاح هذا الوباء الفكري الذي أصيب به المجتمع في الفترات الأخيرة، حيث يجب علينا عدم الانسياق وراء الشائعات و التأكد من مصداقية ماينشر من أخبار قبل تداولها وتحليلها وتصديقها واختلاف الأراء عليها، ويجب علينا أن نعرف مصدر أي فتوى دينية وأن تكون مستوفاة شروط الإفتاء ومن قالها من أهل العلم والذكر "عالم من علماء الدين والأزهر" فنحن نمتلك أكبر منبرتين للعلم والدين بمنهجهما المعتدل الوسطي الصحيح الحكيم بما يكفي لجميع أمور الحياة وهما "الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية " ودون ذلك فهو من الهراء والهذيان ويؤدي إلى الفوضى التي نعاني منها جميعا الأن، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.