رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 24 يوليو 2025 1:26 ص توقيت القاهرة

حرص الكافرين على إفساد أمور المؤمنين

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد لقد حرص الكافرين على إفساد أمور المؤمنين، ولنتأمل قوله تعالى " لا يألونكم خبالا " أي لا يقصرون في إفساد أموركم عنكم بشتى الوسائل والله لا يكذب، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فقد يفسدونها تحت شعار العلم والمعرفة، أو النصح والتوجيه الآن، وقد إنهار البناء الإسلامي وسقط بهذه المعاول والفئوس الهدامة لأننا إتخذناهم خبراء ومستشارين وموجهين، وغير ذلك، وكأن هذا القرآن ما يقرأ على البشر، وهذا صحيح، فهو لا يقرأ إلا على الموتى، وأيضا حب الكافرين المشقة للمؤمنين. 

ولنتأمل قوله تعالى " ودوا ما عنتم " أي أحبوا، فود الشيء يوده إذا أحبه، أي أحبوا حبا عظيما كل ما يوقعكم في العنت والمشقة، والعنت والمشقة بمعنى واحد حتى تحرموا سعادة الدنيا وهناءها وقد حرمناهما، وتصبحوا عالة عليهم، أي فقراء يعولونكم ومحتاجين إليهم لتذلكم الحاجة، وتهينكم بين أيديهم وهذا والله قد وقع، وإياك أن تقول إنهم لا يريدون هذا، فإنك تكفر بذلك لأن الذي قال هذا هو غارز غرائزهم وطابع طبائعهم، ويستحيل أن يكون غير هذا، ومعنى هذا ألا نثق في يهودي ولا نصراني ولا مجوسي ولا مشرك أبدا، وإن وثقنا بهم وقد وثقنا واتجهنا نحوهم وساسونا هبطوا بنا وقد هبطنا ووالله لن نتحرك، وكما نجد أيضا شدة بغض الكافرين للمؤمنين، ولنتأمل قوله تعالى " قد بدت " أي ظهرت " البغضاء من أفواههم وما تخفي صدوهم أكبر " 

أي قد ظهرت البغضاء وهي شدة بغضهم لكم، لأنكم مسلمون وهم كافرون، فإذا كنت بصيرا ذا نور وسمعت كلامه وهو يدعي النصح والإرشاد فتتصور أنها بغضاء وعداوة، وأما الذي تخفيه صدورهم فلن تقدره، ولن تقوى على إحصائه ومعرفته، بل هي أكبر مما تفهم من لسانهم، وهذا لأنكم أيها المؤمنون، تريدون أن تسودوا وتقودوا، وتكملوا وتسعدوا، وتنزلوا الفراديس العلى، وهم محرمون من كل ذلك، ومصيرهم عذاب أليم أبدي لا ينتهي، فهذا يحملهم على عداوتكم وبغضكم، وهذه هي العلة الأولى لأنكم مسلمون قلوبكم ووجوهكم لله، فوالاكم وأحبكم ورفع شأنكم، وهم كفروا به فأهانهم وأذلهم ومسخهم، ولذلك يبغضونكم، وقال تعالى " بأفواههم " ولم يقل بألسنتهم إشارة إلى أنهم إذا تكلموا لكم ناصحين ومعلمين يتشدقون بالكلام.

فتمتلئ أفواههم به إظهارا للرغبة في نفعكم وخيركم، فعدل عن هذا إلى هذا لأن القرآن سما فوق كل فصاحة وبيان، لأنه كلام الرحمن خالق اللغات وأهلها والمتأمل الواعي البصير تبدو له البغضاء واضحة من كلامهم، وما تخفي صدورهم من التغيظ عليكم والبغض لكم أكبر مما يظهر من كلامهم، ولنتأمل قوله تعالى " قد بينا لكم الآيات " الواضحات البينات لتأخذوا بسبيل النجاة وطريق الخلاص من أعدائكم " إن كنتم تعقلون " والمسلمون اليوم لا يعقلون، وأنا لا أزعم أنهم يعقلون أبدا، إلا إذا قالوا الله أكبر ورددها العالم الإسلامي، وأما ماداموا دويلات وأحزابا وجماعات وطرقا مختلفة، بل وقبائل وعناصر ووطنيات فهم لا يعقلون، ولو أسلموا قلوبهم لله تعالي لما عرفت غير الله، ولو أسلموا وجوههم لله لما إتجهت صوب شيء إلا صوب الله، وبذلك يصبحون جسما واحدا.
 

ولكن القلوب تفرقت، فهذا إلى الشهوة، وهذا إلى الدنيا، وهذا إلى ليلى، وهذا إلى كذا، والوجوه كل له جهة، ولن نجتمع ونحن هكذا، والعلة هي الجهل، فنحن ما عرفنا الله تعالي معرفة حقة حتى نعطيه قلوبنا ووجوهنا، وإنما عرفنا الدنيا والطعام والشراب والنكاح كالبهائم، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان اللهم انصرهم نصرا مؤزرا اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم يا ذا الجلال والإكرام.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.