أشارت العديد من الدراسات إلى أهم العوامل التي تساهم في انحراف الشباب سواء ما يتعلق بالأسرة التي يتربى فيها الشاب أم المدرسة التي يتعلم فيها أم الحي الذي يعيش
فيه أم القرناء الذين يصاحبهم أم وسائل الإعلام وما يشاهده فيها إذ إن لكل عامل من هذه العومل دوراً لا يستهان به في تنمية الشخصية السوية أو المنحرفة عند الشاب تعد الأسرة المحضن الأساسي الذي يبدأ فيه تشكيل الفرد وتكوين اتجاهاته وسلوكه بشكل عام فالأسرة تعد أهم مؤسسة اجتماعية تؤثر في شخصية الإنسان وذلك لأنها تستقبل الوليد أولاً ثم تحافظ عليه خلال أهم فترة من فترات حياته وهي فترة الطفولة لأنها فترة بناء وتأسيس كما يعرِّف ذلك علماء النفس "وكما يقرر ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) فالطفل عجينة بين يدي والديه يشكلانها كيفما يشاءان لذا فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التفريط في ذلك فقال : (( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت )) فالأب مسئول عن أسرته و بنيه فهو راع عليهم ومسؤول عن رعيته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. فالرجل راع وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها و مسؤولة عن رعيتها )) ولابد من بث الروح الإيمانية بين الشباب من خلال مراكز توعية دينية متخصصة كحلقات تحفيظ القرآن الكريم التي ينبغي العناية بها وملئها بالبرامج التي تجذب الشباب إليها .كذلك ينبغي شغل وقت الفراغ لدى الشباب واستثماره بما يعود بالنفع لهم ولمجتمعهم وذلك بإنشاء المراكز المتخصصة التي يروح فيها الشباب عن أنفسهم ويقضون فيها أوقاتاً مفيدة من النواحي العلمية والثقافية والمهنية والبدنية كما بينا ذلك في الفصل الثالث من هذا البحث . كذلك يتحتم الاهتمام والعناية بوسائل الإعلام المختلفة باعتبارها عنصراً هاماً من العناصرالتي يستقي منها الشباب توجهاتهم ويرسم لهم مفاهيمهم ويبث القيم بينهم ومن الواجب على القائمين على تربية الشباب توجيههم لاختيارالرفقة الصالحة حتى لا يقعوا فريسة لرفقة السوء . وذلك لما للرفقة من أثر بارز في سلوك الفرد ومن الآثار الاجتماعية الناجمة عن تعاطي الشباب للمخدرات اللامبالاة والسلبية وإهمال الواجبات المدرسية والاكتئاب .وينبغي أن يفطن القائمون على وسائل الإعلام إلى الدور الخطير الذي تؤديه أجهزة الإعلام وأن يعملوا على استغلال هذه الأجهزة في نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة وأن يغذوها بالبرامج النافعة المفيدة وأن يترفعوا بها عن البذاءة والإسفاف وأن يقدموا الثقافة الإسلامية والأخلاق الحميدة للشباب في قالب يتناسب ومتطلباتهم النفسية والاجتماعية وأن يبثوا الوعي بينهم بأسلوب سلس رصين .
إضافة تعليق جديد