رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 2 يوليو 2025 3:34 م توقيت القاهرة

شحاتين السياسة

 
حمدي الجزار

إنتشرت في الآونة الأخيرة في بلدنا صاحب التاريخ العريق في النضال والثورات والحروب وصد العدوان على مر العصور   ،، أنواع جديدة من الشحاتة غير التي كنا نشاهدها من رجال التسول وأطفال الشوارع .
 
فأصبح هناك شحاتين الفن وشحاتي السلطة، ولكن من أبرز أنواع الشحاتة التي أشاهدها اليوم من بعد 25 يناير  ظهور نوع جديد ، وهو الشحاته السياسية ، فهناك من الرجال اليوم من يتسول السياسة ، ويلقي بنفسه في مضمار مايسمونه الأحزاب السياسية لتكون الوسيلة لشحاتة مسمى سياسي .

فالشحاتة دائماُ هي وسيلة لإكتساب رزق معين دون عناء ، من فائض ماتكون يده العليا لتعطي الشحات مايفيض عن آحتياجاته أو جزء منها .
فاليوم نرى السياسة تدور عجلتها بطريقة سيادية بصرف النظر عما إذا كانت صحيحة في منظومتها أو خطأ فليس هذا موضوع نقاشي ، بل السؤال هنا من يخطط للسياسة ومن يناقش تفاصيل خيوطها ومن يعارضها ومن يوافقها ؟

السياسة دائماً هي نظام إجتماعي فهناك شعب وسيادة وسلطة ورجال سياسة وفكر و آراء ، الكل يعمل بها و يناقش ، يجادل و يحاور ، 
يفهم و يعترض ، وهنا يكمن سؤالي أين هؤلاء اليوم من الفكر السياسي المطروح للدولة ؟؟
هل إختفى كل هؤلاء من المجتمع  ؟؟
هناك أحزاب سياسية كانت تبحث وتناقش وتعترض وأخرى توافق ،، وكان هناك كُتاب فكر يبحثون في كل المسائل السياسية ويطرحونها للرأي العام ، وكان هناك صجف قومية وصحف حزبية وصحف معارضة  
وهناك فن سياسي مطروح للمشاهد عن طريق آراء و أفكار مؤلف صاحب حبكة سياسية .
هل أحد منا اليوم يرى في مجتمعنا هؤلاء الرجال أم إختفوا جميعاً أم أنني لا أرى جيداً المشهد والحراك السياسي الذي كنا نراه ونقرأ تاريخه في كتب التاريخ وقصص الكتاب ومقالات الصحفيين الكبار؟؟ 
فما أرى اليوم ما هو  إلا ألقاب سياسية تمنحها الأحزاب لأعضاء ليس لهم أي دور سياسي ولا حتى مجتمعي ، وإن كان هناك بعض منهم يحاول أن يكون له دور مجتمعي متله مثل الجمعيات الخيرية ذات النشاط الإجتماعي والتي أصبحت هي الأخرى مجرد رمز للشحاتة المجتمعية .
وصارت الأحزاب مجرد شحاتين للألقاب السياسية ، فهذا رئيس حزب وهذا مساعد وهذا أمين كذا وكذا مجرد أن تنضم لحزب ليصبح لك لقب تتسول به بين المسميات السياسية والمجتمعية .
كفى أيها الرجال فمصر ليست في حاجة لألقاب حزبية ، و التي أصبحت فوق المائة ، ولا جمعيات  خيرية والتي أصبحت بالآلاف دون جدوى حقيقية لخدمة هذا البلد العريق صاحب أكبر تاريخ سياسي في العالم .
كفانا شحاتة ألقاب دون النفع منها 
كفانا شحاتة سياسة دون الفكر فيها 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.