شعر/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
أمُحدِّثي عن خِيرةِ الأزمانِ....شوَّقتني إلى نفحةِ الرحمنِ
باللهِ لا تبخلْ على صَبٍّ رَجَى....رطبَ الحديثِ ورحمةَ المنانِ
حدِّثْ فدتْكَ النفسُ عن ألْطافِهِ....وما قد أتى في شهرِنا شعبانِ
باللهِ لاتمضِ بلا ذِكرٍ لهُ.... إنْ كنتَ ذا حفظٍ وذا عِرفانِ
ألا أعطِني من روضِ أحمدِ زهرةً.....كي تُسْقَى من دمعٍ لنا هتَّانِ
إنْ يبقَ في الشهرِ العظيمِ بقيَّةٌ....لأُجَدِّدَنَّ عزيمتي وحناني
للهِ درُّ سويعةٍ أمضيتُها.....في طاعةِ الرحمنِ معْ أقراني
قد كنتُ في وسطِ السماءِ وفوقَها....والأُفْقُ بيتي والفضاءُ مكاني
والشمسُ من زُوَّارِنا ونجومُها....أمست على بُعدٍ لها جيراني
أيامَ كنتُ ملازماً علماءَ أهلِ السنة الغراءِ دونَ توانِ
كم من فجاجٍ قد قطعتُ لأجلِهِم.... والنفسُ تائقةٌ إلى العرفانِ
كررْ حديث َتردُّدي وتودُّدي....إلى ثُلَّةِ العلماءِ في أزماني
في اسكندريةَ رفقتي وأحبتي....ومشايخي أربابُ كلِّ بيانِ
لو كنتَ حاضرَ جمعنا لغبطتَّني.... وعرفتَ منزلتي من الأعيانِ
وتباعدتْ من بعدِ ذا أوطانُنا...... فانظرْ إلى شوقي لهم وحناني
كم من مواقفَ خُلِّدتْ لم ينسها.... قلبي ويذكُرُها بكلِّ أوانِ
ورجوتُ أنْ أحظى بأمثالٍ لهم..... والبحثُ عن أشباهِهِم أعياني
فعجبتُ للأيامِ لمَّا قطَّعتْ...... حبلَ الوصالِ وهدَّمتْ بنياني
قد فرَّقتْ بيني وبينَ أحبَّتي.... وغدوتُ في شغلٍ بما أشجاني
يا أيُّها الركبُ المُيمِّمُ بلدةً ..... معمورةً بالبرِّ والإيمانِ
بلِّغْ سلامي للأحبةِ إنَّني....أمسيتُ في شوقٍ إلى إخواني
كم ذلَّلُوا طرقَ الهدايةِ للورى....واستمطروا الرحماتِ للإنسانِ
كم بصَّرُوا أهلَ الدياجي بدربِهِم.... والفضلُ لله العظيمِ الشانِ
كم بلَّغوا سننَ الرسولِ محمَّدٍ.... وصحابهِ ومقاصدَ القرآن
إنْ يُذكَرُوا ذُكِرَ الإلهُ بذكْرِهِم....فاللهُ يُذْكرُ إنْ بدَوا بمكانِ
سلكوا إلى الرحمنِ أقربَ مسلكٍ.... آيَ الكتابِ وسنةَ العدناني
أخذوا بآراءِ الصحابةِ والأُلى.... تَبِعُوا لهم بالبرِّ والإحسانِ
واستبشروا بالسنةِ الغراءِ في.... أقوالِهِم لهفي على إخواني
واستمسكوا بالعُروةِ الوثقى ولم....يتبلَّدُوا كتبلُّدِ الخرفانِ
مدحت عبدالعليم بو قمح الجابوصي
إضافة تعليق جديد