وقفتُ مكاني أُراقبُ رحيلها
كانت خطواتها ثقيلةً متباطئة
و كأنها تتعمدُ ذلك
لكي تعطيني الفرصة كي أُعيدها إلى حياتي من جديد
و لكن لم أتحرك رغم معرفتي بما تُريد
قررتُ أن أُراقب فقط
أردتُ أن أُعطي قلبي درساً
درساً يُحرقهُ و يؤلمه
أليست هذهِ يا قلبي من أردت جِوارها
أُنظر إليها تبتعدُ و ترحلُ
لن أتحرك يا قلبي فلا تئن
فأنينك لا يُحزنني
و صراخك داخلي لا يؤثرُ بي
توقف عن ما تفعل و راقبها
فهذه هي لحظةُ الوداع بينكما
عندها إلتفتت إلي الفتاة
و رأت وجهاً عابساً
يُشعُ بالكراهية
تساقطت دموعها غزيرةً
ثم رفعت كفيها و ضمتهما
و نظرت إلي و دموعها تُغرقُ كفيها مع وجهها
لكن حالي لم يتغير
لا زالت نظراتُ الكراهيةِ تعلو ملامحي
قالت :
تعلمُ بأني أُحبك
ثم أطرقت برأسها و ابتسمت إبتسامةً حزينة
و قالت :
أتذكرُالايام الجميلة
قلت لي :
مهما حدث سأبقى أُحبكِ للأبد
ثم صرخت :
ثم أخذت تنتحبُ بقوة
و قبل أن تستدير و تبدأ بالرحيل قالت :
سأنساك كما نسيتني
رغم أني لم أرتكب خطأً بحقك
ثم بدأت بالسير حتى اختفت
لم أدري كم مكثتُ من الوقت و أنا على حالي
أنظرُ إلى سرابِ بقاياها
ثم قلت :
يكفي حُزناً يا قلبي
فلم يكن لدي خِيار
يجب أن أدعها ترحل لتكون سعيدة
أم تريدُ أن أجعلها تمكثُ مُعذبةً إلى جوارك
دعها ترحل يا قلبي
فيكفيني أن أراها سعيدةً لا باكية
معي ستكثرُ دُموعها
و ستفقدُ بريق جمالها
و ينتهي فرحها و تبقى حزينةً كئيبة
ثُم أدرتُ ظهري للمدينة
و انطلقتُ في الصحراءِ على غيرِ هُدى
هيا بنا يا قلبي
لنرحل
سنمشي و نمشي
حتى تتوقف عن النبض
و عندها لن ننتظر طويلاً
حتى يُغطينا التُراب
للأبـــــــــــــد
إضافة تعليق جديد