رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 18 سبتمبر 2024 4:19 ص توقيت القاهرة

كتب محمود عبد السلام ..قصة المتكبر والغنى

اشتهر احد الأغنياء في مدينته، بالكرم الشديد , خاصة مع الفقراء و المساكين و كان ذا مال وفير , و لكن كانت له عادتان سيئتان فقد كان يتفاخر على المساكين و هو يعطيهم الصدقات , فـاذا طلب منه احدهم درهماً كان يقول له بصوتً عالي امام الناس : درهم واحدً ؟! انا لا اعطي احداً درهماً واحدا فقط خذ عشرة دراهم.
و كان ايضاً اذا مرا على فقير كان قد اعطاه صدقةَ يقول له امام الناس : ماذا فعلت ايها الرجل بـالمال الذي اعطيته لك؟ هل حللت مشاكلك به؟ و لذالك كان الفقراء لايحبونه رغم انه يتصدق عليهم , وكان يتمنون لو يكف مفاخرته عليهم ؟
و لم يكف عن هذه العاده السيئه , و لم يعدل عنها بل استمر يتباها امام الناس بما يملك و بما يعطي الفقراء والمساكين من اموال.
فقرر احد الأشخاص ان يلقن هذا الغني درساً لا ينساه ابدأً و يعلممه ان ما يفعله ليس صحيحً بل يعد خطأ كبيرأً و سوف يضيع ثوابه.
جلس هذا الشخص ذاتَ يوم في الطريق الذي يمر بهِ الغني , و ارتدى ملابس قديمة و ممزقة و وضع امامه كوباً صغيراً فارغاً , و اخفى جزء منهُ في التراب .
و انتظرا هذا الرجل وقتاً يسيراً و عندما مر الغني امامه قال له : يا اخى العرب هل يمكن ان تضع لي درهماً في هاذا الكوب؟ فضحك الغني و قال: متفاخراً بملي فيه كعادتهِ درهم؟! لا ايها الفقير سوف أملأ لك هذا الكوب بدراهم . و نادا على أحد أتباعه و امره ان يملى هاذا الكوب بدراهم , فضل يضع درهماً تلو الاخر حتى وضع مئة درهم !! و لكن الكوب لم يمتلى ثم امسك كيس الدراهم و افرغه كله في الكوب دون فائدة , فقال له الرجل الفقير : الكوب لم يمتلى يا سيدي , فأجابه الغني : و انا اموالي نُفذت ! و اصبح امراً عباً ثقيلا فأجابه الرجل : هل تعلم لماذا ؟ ثم رفع الكوب فوجده مثقوباً من اسفله و قد حفر تحته حفره عميقه .. ثم قال الرجل : لقد ابتلعت هذه الحفره كل اموالك , كذالك التباهي و التفاخر لم ينفعك و سوف يبتلع اجرك و ثوابك , ثم رد اليه امواله .
فهم الغني الدرس فراى هدى و ضياء في ذالك الموقف
وتذكر قوله تعالى:{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ باللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ }
صدق الله العظيم

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.