رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 9 مايو 2025 9:19 ص توقيت القاهرة

ما هو سبب العداء التركي الواضح لمصر ؟؟

بقلم / أحمد عبد الونيس

- لكى نعرف سبب العداء التركى لمصر لابد وأن نعرف أن الجيش المصري كان دائماً سبب إزعاج كبير للأتراك حتي في عز قوتهم، حتى أن الجيش المصري هزم الجيش التركي وأسر رئيس الوزراء التركي وحاصر عاصمتهم و كاد أن ينهي دولتهم .. يرجى القراءة حتى النهاية.

- القصة بإختصار أنه حدثت ثورة في اليونان ضد الحكم العثماني في عام 1824 م، وطلب السلطان العثماني محمود الثاني من محمد علي والي مصر القضاء عليها مقابل أن يقوم السلطان بمكافأته بمنحه ولاية الشام، وبالفعل قام الجيش المصري العظيم بقيادة إبراهيم باشا بن محمد علي بالقضاء على ثورة اليونان، لكن السلطان خلف وعده ومنحه جزيرة كريت فقط، فقرر محمد علي أن يحصل على حكم الشام بالقوة، و هذا ما حدث !!!

- زحف الجيش المصري على الشام بقيادة القائد العظيم إبراهيم باشا بمساعدة القائد الكبير سليمان باشا الفرنساوي في عام 1831 وبالفعل حاصر عكا ونجح في احتلالها رغم مناعة أسوارها والتي فشل نابليون نفسه في دخولها، وسيطر على فلسطين كلها، ثم استكمل زحفه ودخل دمشق فاتحاً في عام 1832 م. ثم إتجه شمالاً والتقى الجيش التركي العثماني في معركة حمص وانتصر عليه واستولى على حماة وحمص وحلب واللاذقية . ثم استكمل زحفه ودخل على الأناضول لمطاردة فلول جيش العثمانيين المهزوم، و هنا جهز العثمانيون جيشاً كبيراً لملاقاة الجيش المصري عند مدينة قونية بقلب الأناضول بقيادة الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) رشيد باشا، ولكن الجيش المصري هزم الجيش العثماني هزيمة منكرة وأسر قائده رشيد باشا أي أسر رئيس الوزراء شخصياً !!!!

- وهنا أصبح الطريق لإسطنبول نفسها مفتوحاً، وارتعد السلطان العثماني واستنجد بالدول الأوروبية لنجدته من الجيش المصري، فتدخلت فرنسا وبريطانيا وروسيا وأقنعا الجانبين بعقد معاهدة صلح كوتاهية عام 1833 م، وبموجبه اعترفت الدولة العثمانية بولاية محمد على باشا على مصر والسودان و كامل الشام (سوريا و لبنان و فلسطين و الأردن) وكريت والحجاز !!!!

- و لكن السلطان العثماني لم يحترم ميثاقه، فعمل على تحريض أهل الشام ضد الحكم المصري وإشعال ثورات في مختلف أرجاء الشام، و في نفس الوقت جهز السلطان جيشاً كبيراً لطرد المصريين من الشام بحجة نصرة الثورة السورية (تماماً كما يحدث الآن).

- وبالفعل وفي عام 1839 م تحرك الجيش العثماني بقيادة حافظ باشا تجاة الشام، فأمر محمد علي باشا ابنه القائد العظيم إبراهيم باشا بالهجوم على الجيش العثماني، وبالفعل هجم الجيش المصري على الجيش التركي والتقيا في معركة فاصلة من أشهر المعارك فى التاريخ و هي معركة نزيب (نصيبين) في عام 1839 م، وانتصر الجيش المصرى انتصاراً ساحقاً وهزم الجيش التركي هزيمة منكرة، حيث أفنوا الجيش التركي بالكامل تقريباً وأسروا حوالي 15 ألف أسيراً تركياً، واستولوا على كمية كبيرة من الأسلحة والمؤن، ولم يتحمل السلطان نبأ الهزيمة المنكرة وفناء جيشه فتوفي على الفور، وزحف الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا تجاه إسطنبول وضرب حصاراً حولها، و سلم الأسطول التركي نفسه لمحمد علي باشا في الأسكندرية، وأصبحت الدولة العثمانية بلا سلطان ولا جيش ولا أسطول !!!!

- ولكن هنا تدخلت الدول الأوروبية الكبرى وعقدوا مؤتمر لندن عام 1840 م وأجبروا محمد علي باشا على قبول قرارات المؤتمر وأنقذوا الدولة العثمانية من الإنهيار على يد الجيش المصري العظيم، الذي كتبت عنه الصحف في بريطانيا وأوروبا كلها وأطلقوا عليه لقب (جيش الفلاحين الذي لا يقهر) !!!!

هذا جزء من تاريخ أعظم جيوش المنطقة، جيش له تاريخ، جيش عظيم لا يمكن مقارنته بأي جيش آخر في المنطقة

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.