بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم أما بعد لقد أمرنا الله عز وجل بقول الكلمة الطيبة، وإن من صفات الكلمة الطيبة أنها تؤلف القلوب وتصلح النفوس وتذهب الحزن وتزيل الغضب وتشعر بالرضا والسعادة لا سيما إذا رافقتها ابتسامة صادقة وتبسمك في وجه أخيك صدقة، وكما أنها مفتاح الدعوة والقبول فهي جميلة اللفظ سهلة المعنى تغرس الخلق والأدب وتنشر الألفة والمودة في المجتمع وتعمق أواصر الوحدة بين الناس.
وأنها توافق الشرع الحنيف فتدعو إلى ما يعزز التوحيد وينافي البدع والمنكرات والشهوات والشبهات، وكما أنها تثمر عملا صالحا وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر، نتائجها مفيدة، وغاياتها بناءة سامية، وأي دين أعظم من الإسلام الذي جعل الشارع فيه الحرف بعشرة أمثاله إلى سبعمائة ضعف بتلاوة القرآن الكريم، ولسائل أن يسأل لماذا يكون للكلمة الطيبة ذلك الخطر العظيم والثواب الجزيل؟ وهو لأن الكلمة الطيبة شجرة مثمرة دائمة الخير والعطاء حيث قال تعالي " ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها" وكما أن الكلمة الطيبة صدقة تثري المال، وتنمي الرزق، وتصل الرحم، وتنسي في الأجل، وتدخل الجنة فقد تكون تسبيحة أو ذكرا أو دعاء أو صلاة.
وكما أن الكلمة الطيبة سمة المؤمنين الصادقين والدعاة وشعارهم "وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما" وكما أن الكلمة الطيبة اختيار حكيم وانصياع تعبدي من قبل المسلم لأمر الله عز وجل، وبالكلمة الطيبة ندعو الناس بأحب الأسماء إليهم وأوقعها في نفوسهم، وبالكلمة الطيبة نحبب إليهم الطاعات ونوضح لهم مسائل الدين استجابة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم من خلال الترغيب في الخير والترهيب من الشر، وبالكلمة الطيبة ندعو إلى التفاعل مع قضايا الأمة حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" وبالكلمة الطيبة نقدم الشكر لمن أسدى لنا معروفا " فمن قال لاخيه جزاك الله خيرا فقد بالغ فى الثناء، وبالكلمة الطيبة نعبر عن امتناننا بالدعاء لعلمائنا ومشايخنا بالتوفيق والسداد.
ونشجع الدعاة وطلبة العلم على المضي قدما في مسيرة الخير والعطاء، وبالكلمة الطيبة تكسب الأم والأب قلوب أبنائهما ويضمنا صلاحهما، وبالكلمة الطيبة يكسب الزوج قلب زوجته ويتواصل معها بالتوجيه والنصح في مسيرة بناء الأسرة الصالحة، وبالكلمة الطيبة نصلح بين الناس ونعدل بينهم بشهادة الحق وندفع الظلم بالعدل والسوء بالإحسان، وبالكلمة الطيبة ندعو إلى الإسلام ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة في محاضرة أو كتاب أو شريط، وبالكلمة الطيبة نفسد مخططات الشيطان في التحريش بيننا وبين إخوتنا، وبالكلمة الطيبة نثري مسيرة الإعلام الإسلامي بالكلمة المسموعة على أعواد المنابر والمرئية عبر الفضائيات والمنتديات والحوارات والمؤتمرات والمكتوبة على صفحات الجرائد والمجلات.
إضافة تعليق جديد