بقلم عبير مدين
عادت كارما إلي البيت لم تكن حالتها تختلف كثيراً عن حالة فارس غير أن دموعها أعلنت التمرد وابت أن تظهر فكانت حملا ثقيلا على قلبها مازال كفها يحمل سلامه مازالت صورته متعلقة باهدابها هل تريد الصدف أن تصيبها بالجنون؟! كل شيء حولها يبدع أن يذكرها به! حماتها، حوائط شقتها التي احتوت أنفاسه ولن تغادرها، هي على يقين من هذا نظرت لكف يدها الذي يحمل الدليل مرت مدة طويلة منذ أمسك به أول مرة وكأنه قرأ تعويذة عليه ألا يغادره وأن يسكنها كالجان واليوم ظهر من جديد ليؤكد لها أن لا مفر من هذا الحب الغامض الذي أصاب قلبها في العمق كيف لها أن تعيش في بيت كل شبر فيه سوف يذكرها به؟!... يذكرها به؟! وهل يمكن لها أن تنساه؟! إنه نوع من البشر لا ينسي وقصة حب كجنين مات في رحم أمه يجب إخراجه قبل أن يقضي على حياتها يجب أن تدفن حبها بأي طريقة، عليها أن تضع النهاية بيدها خسارة اليوم أهون من أي احتمال خسارة في المستقبل.
ظل شريف يقطع حجرته ذهابا وإيابا والعصبية تظهر على كل تفاصيله هو ليس غبي كي لا يلحظ أن هناك شيئا بين فارس وكارما.... كارما ليست فتاة بريئة، ساذجة بلا تجارب كما وصفتها أمه كارما غارقة في الحب وفارس أيضا؛ كرجل قرأ مابين السطور التي لم ينطقها فارس بلسانه لكن حكتها عينه، و هي أيضا كانت كأنما تحتضنه برموش عينها لكن ما ذنبه أن تتخذه لعبة ووسيلة لتشعل بها الغيرة في قلب حبيب القلب القديم! وربما وسيلة لنسيانه ظهرت الحيرة على وجهه والحزن يالها من فتاة مخادعة تختفي خلف قناع ملاك، الآن اكتشفت سر هذا البرود الذي حاول أن اعرف سببه قال بسخرية ومرارة هي إن كانت اجادت تمثيل دور الملاك البريء لكنها فشلت في تمثيل دور الحبيبة، شعر بنيران الغضب تشتعل في أعماقه وعليه أن يخمدها قبل أن يحترق بلهيبها أكثر عليه أن ينتقم لرجولته التي اهدرتها بعد عن تلاعبت بها خلال الأيام الماضية لكن كيف؟! عليه أن يجد طريقه يجعلها تدفع الثمن غاليا.... غاليا جدا
ثم أمسك هاتفه واتصل بوالدها طلب منه تعجيل عقد القران فلا داعي لتأجيل الزواج وكل شيء أوشك على الإنتهاء ضحك والد كارما و قال أنه ليس لديه مانع فقط سوف يأخذ رأي كارما فقال بخبث لا ارجوك يا عمي اريد ان نجعلها مفاجأة لها ونجعل لها حرية تحديد موعد الزفاف.
إضافة تعليق جديد