وسائل علاج السحر وفكه.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد كيف للمسلم أن يتحصن من شر السحر والسحرة؟ فالجواب أنه أولا على المسلم أن يعلم يقينا أن الأمر كله بيد الله تعالي، وأنه لا يقع شيء في هذا الكون كله إلا بأمره، وتحت سمعه وبصره، والاكثار من الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، حيث قال الله تعالى " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم " وذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله أن شيخا من الشيوخ قال لطالب علم عنده يا بني ماذا أنت صانع لو مررت على غنم فنبحك كلبها؟ فقال التلميذ ادفع الكلب ما استطعت، قال فماذا تصنع إن نبحك الثانية؟
قال أدفع الكلب ما استطعت، قال فإن نبحك الثالثة؟ قال أدفع الكلب ما استطعت، فقال الشيخ لتلميذه يا بني ذاك أمر يطول، ولكن إستعن بصاحب الغنم يكف عنك كلبها، وكذا إستعن بالله يكف عنك كيد الشيطان، وكما أن من وسائل الوقاية من السحر هو المحافظة على دعاء الخروج من المنزل، بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإن من قال ذلك قيل له كفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان" وكما أن من وسائل الوقاية من السحر هو الحرز الرباني الذي ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتي يمسي " متفق عليه.
وكما أن من وسائل الوقاية من السحر هو التمر ففي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من تصبح بسبع تمرات عجوة، يعني عجوة المدينة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" وأفتى العلامة ابن باز رحمه الله بأنه يرجى أن ينفع الله بالتمر كله، وإن كانت العجوة أفضل، ولعلاج السحر وفكه بعد حصوله عدة وسائل، فمنها أولا هو إستخراج السحر إذا عرف مكانه وإتلافه مع القراءة عليه، والرقية الشرعية وهي قراءة الآيات والأذكار والأدعية مع النفث على المريض ولا تكون الرقية شرعية حتى تجتمع فيها ثلاثة شروط، أولها هو أن تكون بالقرآن والأحاديث والأدعية الطيبة، وأن تكون باللغة العربية، وأن يكون قلب الشخص معلقا بالله تعالي وأن الشفاء من عنده وبإذنه سبحانه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن إنه حكيم عليم.
وليست الرقية حكرا على أحد من الناس، بل هي متاحة لكل مسلم، تستطيع أخي أن ترقي نفسك أو أن يرقيك أخوك أو صاحبك أو زوجتك، وإنك لتعجب من بعض الناس الذين يزدحمون على فلان أوفلانة، وكأن الشفاء لا يحصل إلا بسببه هو، نعم لا شك أن لصلاح الراقي أثر في الرقية، ولكن أولى الرقى رقية الإنسان نفسه، وكم من إنسان تحقره ويجعل الله تعالي الشفاء في رقيته، وكما أن من وسائل علاج السحر وفكه هو التداوي بالعسل والحبة السوداء وزيت الزيتون وماء زمزم وغيرها من الأدوية المباركة، وما أوصى به العلامة ابن باز المسحور هو أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر، ويجعلها في إناء ويصب عليها من الماء، ثم يقرأ فيها آية الكرسي والمعوذتين والإخلاص والكافرون وآيات السحر ثم يشرب بعض هذا الماء ويغتسل بالباقي.
ولا بأس بتكرار ذلك حتى يزول السحر، وكما أن من وسائل علاج السحر وفكه هو الحجامة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه المتفق عليه "إن أفضل ما تداويتم به الحجامة" والإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بالشفاء، فهو الذي يكشف الضر، ويجيب دعوة المضطر.