قديما كانت خلفة البنات تسبب العار والفضيحة لأهلها، وكان يفضل خلفة الذكور عن الإناث نظرا لقوة الذكر العقلية والبدنية والعضلية وهو من يجمع المال ويحمي عائلته ويتولي السلطة، فكان العرب قبل الإسلام في العصر الجاهلي يمارسون عادة وأد البنات وهي دفنهن بعد ولادتهن مباشرة أحياء، وذلك خوفا من الفقر والعار الذي يلحق بهم بسبب خلفتهم للبنات، فصنفت المرأة " كائن الأنثى" قديما علي إنها عار وفضيحة ورجس من عمل الشيطان يجب التخلص منها حتي تعيش العائلة حياة طاهرة أمنة مستقرة.
ومن أشهر البلاد الحالية والتي يوجد بها مثل هذه الثقافات البائدة الظالمة هي الصين والهند حيث يوجد بها بعض القبائل تعمل علي وأد البنات عن طريق إجهاض الحامل للمولود إذا كان أنثي، وذلك اعتقادا منهم أيضا أن خلفة البنات تسبب لهم العار والفقر والفضيحة، ويتعاملون مع الذكر معاملة خاصة جدا حيث انه هو من يأتي بالمال والجاه والسلطة، اما في مصر ففي الصعيد وبعض القري الريفية حتي الأن ومازالت تعامل المرأة " الأنثى" معاملة غير لائقة وغير عادلة وتحرمها من حقوقها حتي في الميراث والزواج والتعليم والعمل، فالبنات في الصعيد يعانين من عدم الإهتمام بهن من قبل الأباء والأهل والأقارب وعدم إتاحة الفرص لهن في العمل بشكل كبير وعدم توافر الحرية لهن في التفكير واتخاذ القرارات وكانهن عبيد .
فهل البنات اليوم يستحقن مثل هذه المعاملة في تقييد لحرياتهن وحرمانهن من حقوقهن الشرعية والإنسانية وتمييز الذكر عنهن في المعاملة ؟! ...
الإجابة لا بالطبع فقد وصي الله عزوجل علي المرأة وحسن معاملتها والاهتمام بها، كما وصانا رسولنا الكريم عليه السلام بمعاملة المرأة معاملة حسنة، فقال صلي الله عليه وسلم (رفقا بالقوارير) والقوارير هي الزجاج والزجاج قابل للكسر لذلك شبه رسولنا الكريم الأنثى بالزجاج لأنها كائن رقيق حساس لاتتحمل الظلم والإهانة والعنف والقسوة، فيجب مراعاة مشاعرها والرحمة بها، كما قال أيضا الرسول صلي الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ، ان لكم عليهن حقا ولهن عليكم حقا) .
والبنت حاليا أصبحت أكثر حرية في حقوقها كحق التعليم والعمل والزواج عكس الماضي فكانت مقيدة من حريتها في جميع حقوقها، بل أصبحت هي الرجل في تحملها المسئولية بالكامل بمفردها وهي التي تتحمل كل أعباء ومشاكل وتكاليف الأسرة وتوجد نماذج كثيرة في المجتمع توضح لنا جميعا أن البنات هن الرجال في تحملهن المسئولية وخاصة بعد وفاة والدهن أو الأم التي تتحمل أعباء أبناءها ومشاكلهم ومصاريفهم بعد طلاقها من الأب أو بعد وفاة الأب، فالبنت " كائن الأنثى" أثبتت وبجدارة إنها تستحق العيش بحرية وبكرامة وإنسانية وإنها هي من تحافظ علي نفسها وتحمي نفسها، بل عائلتها بالكامل وأيضا تتحمل متاعبهم ومسؤولة عنهم، البنت ليست عار وفضيحة لأهلها ولكنها شرف وسند لأهلها، البنت زي الولد بل أصبحت تتحمل أعباء ومشاكل أكثر من الولد، ومن رأيي أغنية "نور" للفنان زاب ثروت والفنانة أمينة هي مثال عظيم للبنت المصرية العصرية والتي أصبحت في مواقفها رجل يتحدي الصعوبات والمعوقات في الحياة .
إضافة تعليق جديد