" أحمد حامد عليوه "
إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ،
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ،
وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،
فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ،
وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته ، صحيح البخاري
عادى : آذى وأبغض وأغضب بالقول أو الفعل .
ولياً : أصل الموالاة القرب وأصل المعاداة البعد ، والمراد بولي الله كما قال الحافظ ابن حجر : " العالم بالله ، المواظب على طاعته ، المخلص في عبادته " .
آذنته بالحرب : آذن بمعنى أعلم وأخبر ، والمعنى أي أعلمته بأني محارب له حيث كان محاربا لي بمعاداته لأوليائي .
النوافل : ما زاد على الفرائض من العبادات .
استعاذني : أي طلب العوذ والالتجاء والاعتصام بي من كل ما يخاف منه
كنت سمعه: يعني أنني أسدده في سمعه ، فلا يسمع إلا ما يرضي الله ،
وبصره: أسدده في بصره فلا يبصر إلا ما يحب الله
ويده التي يبطش بها: فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله
ورجله التي يمشي بها: فلا يمشي برجله إلا لما يرضي الله عز وجل ، فيكون مسددا في أقواله وفي أفعاله .
ولئن سألني لأعطينه: هذه من ثمرات النوافل ومحبة الله عز وجل ؛ أنه إذا سأل الله أعطاه ،
ولئن استعاذني: يعني استجار بي مما يخاف من شره
لأعيذنه: فهذه من علامة محبة الله ؛ أن يسدد الإنسان في أقواله وأفعاله ، فإذا سدد دل ذلك على أن الله يحبه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) ( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ) [الأحزاب: 70 ،71]
و الله تعالى اعلم
إضافة تعليق جديد