رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 27 نوفمبر 2025 6:05 م توقيت القاهرة

أحكام البناء في الشريعة الإسلامية.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إرغاما لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد البشر، اللهم صلي وسلم على هذا النبي الشافع المشفع في المحشر وعلى آله وأصحابه السادة الغرر أما بعد لقد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن مجال العناية بالأبنية أو ما يسمى بفقه العمارة، ويعد مجال الأبنية والعمارة هو أحد المجالات التي تشهد على عناية الفقه الإسلامي بكل ما يتصل بالبيئة من قريب أو بعيد، حيث توزعت مسائل هذا المجال في أبواب الفقه المختلفة، كما حوتها كتب النوازل والفتاوى بالإضافة إلى كتب القضاء، بينما أفرد بعض الفقهاء لها مؤلفات مستقلة، ومنها على سبيل المثال "القسمة وأصول الأرضين" لأبي العباس الفرسطائي، الذي ولد في أواسط القرن الخامس الهجري، واعتمد الفقهاء في الأحكام.
المتصلة بالأبنية على مجموعة من النصوص والقواعد التي تتصل بأمور الأبنية والمساكن، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار" وكذلك قاعدة العُرف، ولتوضيح تأثير هذه القاعدة على حركة العمران، وهناك مثل بالضرر الناجم عن فتح نافذة، وتأثيرها على العلاقة بين جارين، حيث أن الناس يتتابعون في البنيان، فإذا أحدث أحدهم نافذه تشرف على أرض فضاء، ثم أتى آخر وبنى على تل أرض، فأصبحت الكوة تكشف الدار المحدثة، فقد إتفق الفقهاء على أن لهذه الكوة حق البقاء والإستمرار، وعلى مالك الدار المحدثة أن يقي نفسه من ضرر تلك النافذه كأن يرفع سور داره، فتقول المصادر إن كانت له على جار وله نافذه قديمة، أو باب قديم ليس فيه منفعة، وفيه مضرة على جاره، أيجبره أن يغلق ذلك عن جاره؟ قال لا يجبره على ذلك لأنه أمر بم يحدثه عليه.
أما بالنسبة للنافذه المحدثة التي تضر بالجيران، فإن أغلب الآراء تنص على إزالة الضرر بسد النافذه إذا إحتج الفريق المتضرر، فقد سأل الإمام سحنون الإمام ابن القاسم قال " أرأيت الرجل يريد أن يفتح في جداره نافذه أو بابا، يشرف منهما على جاره، فيضر ذلك بجاره، والذي فتح إنما فتح في حائط نفسه، أيمنع من ذلك في قول مالك؟ فال بلغني عن مالك أنه قال ليس له أن يحدث على جاره ما يضره، وإن كان الذي يحدث في ملكه، وكان من حق الجيران إجبارهم على ذلك، عن طريق القضاء، وتزخر سجلات المحاكم الشرعية بالعديد من الوقائع التي تؤكد تضامن أهل الزقاق أو الحارة أو الشارع ضد المخالفين من سكانها، وترتب على مبدأ " لا ضرر ولا ضرار" والأخذ بالعرف، في تقرير أحكام البناء، نشوء مبدأ حيازة الضرر تعني أن من سبق في البناء يحوز العديد من المزايا.
التي يجب على جاره الذي يأتي بعده أن يحترمها، وأن يأخذها في إعتباره عند بنائه مسكنه، وبذلك يصيغ المنزل الأسبق المنزل اللاحق، من الناحية المعمارية، نتيجة لحيازته الضرر، ويسيطر العقار الأسبق على حقوق عديدة، يحترمها الآخرون عند بنائهم، فضلا عن الحقوق التي قررها الشرع الشريف في مجال التنظيم العمراني، وكلاهما معا أدى إلى وجود بيئة عمرانية مستقرة حيث إستقرت الفئة المستخدمة على شكل الشوارع التي تستخدمها، والتي يصعب التعدي عليها بالبناء، فاللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سُبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أموالنا وأوقاتنا، وأزواجنا وذريتنا، واجعلنا مباركين أينما كنّا.
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخّرنا، وما أسررنا وما أعلنّا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدّم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم اغفر ذنوب المذنبين، وتب على التائبين، واكتب الصحة والسلامة والعافية لعموم المسلمين، اللهم فرّج همّ المهمومين من المسلمين، ونفّس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، يا رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.