رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 19 أبريل 2024 10:00 م توقيت القاهرة

أسأل تُجَبْ( فضيله الشيخ محمد شرف)

سلام الله عليكم يا كل أحبابي ويا كل متابعي برنامجنا الأسبوعى اسأل تُجَبْ ، وها نحن نلتقى من جديد فى اللقاء الأسبوعى من يوم الجمعة لأجيب فيه على استفساراتكم وأسئلتكم ، والله سبحانه وتعالى ولى التوفيق ...

س / ماذا تعرف عن الحج ؟

ج / الحج عبادة جاءت على لسان النبي ابراهيم الخليل (عليه السلام ) في القرآن الکريم بعدما بنىٰ البيت الحرام { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} ، فبدأ الناس يرددون الجواب: لبيک داعي الله، لبيک داعي الله، و صار الناس يتوجهون قاصدين مکة المکرمة؛ ليقوموا بمجموعة من الأعمال المحددة هناك، و تبدأ بالإحرام حيث يتجرد الإنسان من ثيابه، و يرتدي قطعتين فقط من القماش الخالي من أي أنواع الخياطة، و يأخذ بترديد التلبية، و يکون بداية ذلک من أماکن مخصصة حول مدينة مکة المکرمة تعرف بـ «المواقيت»، هذا إذا کان الحاج معتمراً بعمرة مفردة أو عمرة تمتع، أمّا إن کان حاجاً فيبدأ إحرامه من نفس المسجد الحرام و يتجه إلى جبل عرفة بعيداً عن بيت الله الحرام.

فالمعتمر يقصد بعد الإحرام بيت الله الکعبة المشرفة، و يطوف حولها سبعة أشواط کاملة، ثم يصلي رکعتين خلف مقام إبراهيم (عليه السلام )، و بعدهما يسعىٰ بين جبلي الصفا و المروة سبعة أشواط، وإذا انتهىٰ يقصّ شيء من شعره، و هو ما يسمىٰ بالتقصير. و بهذا تکون أعمال العمرة قد انتهت و يجوز له أن يرتدي ملابسه الاعتيادية، و يمکنه شمَّ الطيب و کثير من الأمور التي حرّمت عندما أحرّم.

و أما في الحج و له يوم محدد في السنة، و هو يوم عرفة التاسع من شهر ذي‌الحجة حيث يحرم الحاج ولکن هذه المرة من نفس المسجد الحرام، ثم يخرج متجهاً إلى جبل عرفه ليقف هناك حتى تنزل الشمس داعياً لله بغفران الذنوب، باکياً على تفريطه، عازماً على الاخلاص في طاعة الله، و يتحرك بعده متجهاً نحو المشعر الحرام؛ للوقوف في المزدلفة عند طلوع الفجر من صبيحة يوم عيد الأضحى، ثم يجدّ الخطىٰ نحو منى و قد حمل الحصىٰ من المزدلفة ليرمي في اليوم الأول جمرة العقبة بسبع حصيات، إذ توجد هناك ثلاثة أعمدة طويلة يطلق عليها الجمرات الصغرىٰ و الکبرىٰ و العقبة.

و بعد الرمي يذبح الهدي و بعده يحلق شعره أو يقصّر، فإذا فعل ذلك صار کل شيء حلالاً له ما عدا النساء و الطيب و الصيد، فإذا أکمل سيره و ذهب إلى بيت الله و طاف فيه طواف الحج (سبعة اشواط) و صلى رکعتين الطواف و سعى سبعة اشواط أيضاً حلّ له الطيب، فإذا طاف للنساء حللن له، فإذا أکمل ذلك و صلى رکعتيه عليه الرجوع إلى منى للمبيت بها الليلة الحادية عشرة و الثانية عشرة و الثالثة عشرة. و يقوم برمي الجمرات الثلاث کل واحدة بسبع حصيات في کل يوم يجب المبيت فيه.

و عندها يعود الحاج بعد قيامه بتلك المناسك فيكون إمّا معتق من نار جهنم أو کهيئة يوم ولدته اُمه.

********************

س / هل أجاز رسول الله صلاة التسابيح ؟

ج / إن جمهور الفقهاء يرون استحباب صلاة التسابيح لكثرة الروايات الواردة فيها ...

فصلاة التسابيح مشروعةٌ ومستحبةٌ، وثوابها معلومٌ بما ورد في الحديث لمن فعلها وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة؛ ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمه العباس رضي الله عنه: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ! أَلَا أُعْطِيكَ! أَلَا أَمْنَحُكَ! أَلَا أَحْبُوكَ! أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ! إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تَصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً».

***************************

س / هل الرسول صلوات ربى وسلامه عليه نهى عن قتل النمل ؟

ج / قتل الحشرات ليس مأمورا به مطلقا ‏,‏ ولا منهيا عنه مطلقا ‏,‏ فقد ندب الشارع إلى قتل بعض الحشرات ‏,‏ كما أنه نهى عن قتل بعضها أيضا، والضابط في ذلك هو ما تسببه من أذى، فما كان منها مؤذ فيجوز قتله، أما الحشرات التي لا تسبب ضررا، فلا يجوز قتلها.

والمراد بالنمل الذي نهى عن قتله هو النمل الكبير ؛ لأنه قليل الضرر، وأما النمل الصغير فقتله جائز، وكره مالك قتل النمل إلا أن يضر، ولا يقدر على دفعه إلا بالقتل، وأطلق ابن أبي زيد جواز قتل النمل إذا آذت.

وموجز القول في ذلك أنه يجوز قتل ما يؤذ منها ، لحديث: “فهلا نملة واحدة”. ففيه دليل على أن الذي يؤذي يُقتل، وكل قتل كان لجلب نفع أو دفع ضر، فلا بأس به عند العلماء، إلا أنه لا يجوز القتل بالنار لحديث: “لا يعذب بالنار إلا الله”. والله أعلم.

******************

س / ما هى أفضل الأعمال بعد الصلاة ؟

ج / ما سألنا عنه السائل عن أفضل الأعمال بعد الفرائض وخصوصاً الصلاة فإنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم , فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل أحد , لكن ما هو كالإجماع بين العلماء بالله وأمره : أن ملازمة ذكر الله دائماً هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة , وعلى ذلك دل حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم : ( سبق المفردون , قالوا يا رسول الله : ومن المفردون ؟ قال : الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ) . وفيما رواه أبو داوود عن أبي الدرداء رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم , وأرفعها في درجاتكم , وخير لكم من إعطاء الذهب والورق , ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله , قال ذكر الله ) والدلائل القرآنية والإيمانية بصراً وخبراً ونظراً على ذلك كثيرة . وأقل ذلك أن يلازم العبد الأذكار المأثورة عن معلم الخير وإمام المتقين صلى الله عليه وسلم كالأذكار المؤقتة في أول النهار وآخره , وعند أخذ المضجع وعند الاستيقاظ من المنام , وأدبار الصلوات , والأذكار المقيدة , مثل ما يقال عند الأكل والشرب واللباس والجماع , ودخول المنزل و المسجد والخلاء والخروج من ذلك , وعند المطر والرعد , إلى غير ذلك , وقد صنفت له الكتب المسماة بعمل يوم وليلة - ومن أحسن ما صنف في هذا الباب كتاب من الحجم الصغير ( صحيح الكلم الطيب ) وهو مستقي من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية ( الكلم الطيب ) وهو من تحقيق العلامة الألباني - .

ثم ملازمة الذكر مطلقاً , وأفضله لا إله إلا الله .

وقد تعرض أحوال يكون بقية الذكر مثل سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أفضل منه .

ثم يعلم أن كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب إلى الله من تعلم علم وتعليمه , وأمر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله . ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض , أوجلس مجلساً يتفقه أو يفقهه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله ( فقهاً ) , فهذا أيضاً من أفضل ذكر الله .

وعلى ذلك إذا تدبرت لم تجد من الأولين في كلماتهم في أفضل الأعمال كبير اختلاف . وما اشتبه أمره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة , فما ندم من استخار الله تعالى . وليكثر من ذلك ومن الدعاء , فإنه مفتاح كل خير , ولا يعجل فيقول : قد دعوت فلم يستجب لي , وليتحرَّ الأوقات الفاضلة , كآخر الليل , وأدبار الصلوات , وعند الأذان , ووقت نزول المطر , ونحو ذلك .

والله أعلم وإلى لقاء أخر يجمعنى بكم على خير لأجيب فيه على استفساراتكم وأسئلتكم والله الموفق وكل عام وحضراتكم بخير وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.